22- وقال رضى الله عنه
ياربِّ بالحسنِ الهُمامِ الغالى ** هوِّن علينا شِدَّةِ الأهوالِ
ياحادىَ الأظعانِ بالإرسالِ ** بلِغ سلامى سُلالةِ الأبطالِ
وتَعَزَّ فى غوثِ الأنامِ أخا الوفا ** حسنَ الفِعالِ مُجندِلَ الأشبالِ
وأنِخ مطايا الشوقِ عند ضريحهِ ** واسأل بهِ التوفيقَ للأعمالِ
وقلِ السلامُ عليكَ يابحر النَّدى ** والجودِ والإمدادِ والإفضالِ
بل أنتَ سلطانُ الرجالِ وغوثُهُم ** فى حضرةِ القدسِ المنيعِ العالى
حاشا وكلا من يقولُ بميتٍ ** حىٍّ مع المختارِ فى إجلالِ
ويُجيبُ من ناداهُ عندَ مآربٍ ** فى أسرعِ الأوقاتِ باستعجالِ
ماذا يقولُ الواصفونَ وكُلُّهم ** لم يبلُغوا المِعشارَ من مِثقالِ
كلاَّ ولو كان البحارُ مِدَادَهم ** والعُشبُ أقلاماً من الآزالِ
والعالَمونَ جمِيعُهم فى مكتبٍ ** جفَّ المِدادُ وفُنيتِ الأحمالِ
أكرِم به من سيِّدٍ ذى هيبةٍ ** ومزيةٍ تسمو على الأمثالِ
يكفيه ماقد حازهُ من رفعةٍ ** عُليا تفوقُ على السِّماكِ العالى
أحيا طريقَ القومِ بعدَ دُرُوسَها ** حتى اهتدى جمعٌ من الجُهَّالِ
من كان صوَّامَ النهارِ وتاركاً ** فى طاعةِ الدَّيانِ هجعَ ليالِ
من كان يتلو الذكرَ فى خلواتهِ ** مستغرقَ الأوقاتِ للمتعالِ
من كان يهدِى للسالكين لربِّهِم ** ويَحُثُّهم بالرفقِ فى الإيصالِ
أحيا بإذنِ اللهِ من هو ميتٌ ** و أعزَّ من قد كان فى إذلالِ
ذا صاحبُ الجاهِ العريضِ وصاحبُ ** الفضلِ الجزيلِ مُبلّغُ الآمالِ
قطبٌ جليلٌ من سلالةِ هاشمٍ ** أهلِ الصَّفا والسِّرِّ والإجلالِ
ذا صاحبُ الباعِ الطويلِ وصاحبُ ** الفرعِ الأصيلِ ونُخبةُ الأبطالِ
نسلُ البتولِ وحيدرٍ ساقى العِدا ** كأسَ الرِّدى ومُذيقهم بنكالِ
من قد تطأطأتِ الملوكُ لأمِرهِ ** والاُسد فى الغاباتِ عند مقالِ
أضحت رِقابُ الخلقِ خاضعةٌ لهُ ** والوحشُ فى الفلواتِ والأفيالِ
والمُلكُ والملكوتُ طوعَ يمينهِ ** والكونُ والجبروتُ تحتَ شِمالِ
من قد تداتى كلُّ عالٍ فى العُلا ** لمقامهِ فى أولٍ أو تالى
شيخُ الشيوخِ برغمِ كلِّ معاندٍ ** مٌقرى الضُّيوفَ مُبلّغَ الآمالِ
السيِّدُ السَّندُ الكريمُ فلذ بهِ ** عندَ الخُطوبِ وشِدَّةِ الأهوالِ
لازالَ كهفاً للمريدِ وملجاً ** حِصناً حَصيناً واقياً لِوبالِ
ياصِنوَ سِّرّ الختمُ ياعلمَ الهُدى ** ياغوثَ أهلِ الفضلِ والإفضالِ
أثنى عليكَ الختمُ والِدُكَ الذى ** قد شاع فى الآفاقِ والإجلالِ
وأخوكَ جعفرُ ناعتاً بمقامهِ ** حسنُ الفِعالِ كذاكَ والأقوالِ
هذا الذى شِهِدت له كلُّ الملاَ ** بالعزِّ والإجلالِ والإفضالِ
ياسعدُ مانطقتُ لسانى غَيرَها ** وصفِ الحبيبِ الهاشمىِّ الغالى
ياواقفاً عندَ المقامِ فلُذ بهِ ** وامدُد أكُفَّ الفقرِ والإذلالِ
فاللهُ يقبلُ كلَّ من يسأل بهِ ** متوسلاً ويُجيبهُ فى الحالِ
يامن إغاثَتُهُ كصبحٍ باهرٍ ** يامن كرامَتُهُ كعَدِّ رِمالِ
قل لى علينا ماتُريدُ وما تشا ** فى الحالِ ماتهواهُ باستعجالِ
ياربِّ وانفعنا بهِ وبسرهِ ** واسكِنهُ فِردوسَ الجِنانِ العالى
وانزل على ذاكَ الضريحِ سحائبَ ** الإمدادِ والأنوارِ والإقبالِ
واغفر لتاجِ السِّرِّ عَبدك ماجنَى ** عثمانَ فى الماضى مع استقبالِ
وأنِلهُ تقريباً ووصلاً دائماً ** فى هذهِ الدُّنيا وعندَ مآلِ
واسمح لِكاتبها وناشِدِ لَفظِهَا ** بالعفوِ والغفرانِ والآمالِ
والحاضرينَ جَميعهِم وأقاربٍ ** والغائبينَ وجُملةِ الأخوالِ
وكذاكَ إخوانى وأهلى كُلِّهم ** والمؤمنينَ وكلِّ خِلٍ سالِ
وصلِ الصلاةَ على النَّبى وآلهِ ** ماغنَّتِ الأطيارُ بالبِلبَالِ
أو اطربَ الحادى وأنشدَ قائلاً ** نظماً بديعَ اللفظِ والأقوالِ