18- وقال رضى الله عنه
رِضاُ اللهِ يغشى بالتَّملِى ** على عثمانَ سلطانِ التَّجَلِى
سقانى الحِبُّ كاساتِ التَّجلِى ** فتِهتُ بخمرتى سُكراً تَمَلِى
فقلتُ لسائرِ العُشاقِ قوموا ** تعالوا وادخُلوا لُموا بشملى
مقامكمُ العَلِى طراً ولكن ** مقامى فوقكم فى عِقدِ حِلّى
سُقيتم فضلتى أنتم جُنودى ** ولا نلتم مقامى فى التَّعلّى
خدمتُ اللهَ حتى صِرِتُ قطباً ** ونلتُ السعدَ إجلالاً لفعلى
طبولى فى العُلا والسُّفل دُقَّت ** وشاوشُ العُلى رحَّب وقام لى
صُفوفُ السالكينَ وراءَ بابى ** اليهم أملأُ الكاس واُعلى
إذا ماجاءَ كلُّ الخلقِ فيضاً ** أنا مِيزابهُم اُعطى واُخلِى
مِدادى ليسَ تَحصُرُوهُ طروسٌ ** وفيضى فائضٌ إكرع ومَلِى
رأيتُ العرشَ والكُرسى جميعاً ** ومافى اللَّوحِ من خطٍ وشكلٍ
جميعُ عوالمِ الدُّنيا أراها ** كخردلةٍ وذا من فضلِ فضلِى
بلادُ اللهِ فى حُكمِى وطوعِى ** اُقدمُ من أشَا والقولُ قولِى
وَلو أنِّى إذا ألقَيتُ سِرِّى ** على صخرٍ لعادَ الصَّخرُ رملِى
وَلو أنِّى إذا ألقَيتُ سِرِّى ** على ميتٍ مشى يَنطِقُ ويُملِى
وَلو أنِّى إذا ألقَيتُ سِرِّى ** على بحرٍ حَلاَ من رِيقِ تَفلِى
وَلو أنِّى إذا ألقَيتُ سِرِّى ** على نارِ الورى خَمِدتَ لفعلى
مُريدِى لاتخف اللهُ حسبى ** عطانى رِفعةً من قبلِ قبلى
مُريدِى لاتخف إشرب وغَنِّى ** وافعل ماتشا أعطى وخلِّى
مُريدِى لاتخف من سلبِ شيخٍ ** ولاتَخشى لمن قد رام جهلِى
مُريدِى لاتخف أنشُد لِشطحى ** فسيفى قاطِعٌ شَبَّاً وكهلِ
مُريدِى لاتخف واشٍ فإنِّى ** عزومٌ صارمٌ من كانَ قبلِى
مُريدِى لاتخف الوقتُ وقتى ** جميعُ العالمِ العُلوى وسُفلِى
مُريدِى لاتخف مهما تُنادى ** سريعاً فى الإغاثةِ لا كمثلى
مُريدى لاتخف نادِى بإسمى ** فإنّى حاضرٌ اسمَع لقولى
مُريدِى لاتخف من لم يُصدِّق ** يبارزُ إنَّ هذا الفعلُ فعلى
مُريدِى لاتخف شمِّر بعزمٍ ** واخدم بالصَّفا تُنظم بشملى
أنا قطبُ الوجودِ وفخرُ فخرى ** غدا من قبلِ آدمَ ثم كِفلى
أنا البحرُ المحيط لِكُلِّ ساقى ** فمِنى الأوليا تُسقِى وتمَلَى
أنا المشهورُ ذو النورينِ حقاً ** ورِثتُ السِّرِّ والأسرارَ طِفلِ
أناعثمانُ تاجُ السِّرِّ إسمى ** وجدِّى المُصطفَى شمسُ التَّجلِى
عليهِ اللهُ صلى ماتجلى ** على الأحبابِ مولانا بِوصِلِ