عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2012, 01:01 PM   #5
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي رد: شرح التوسل بأسماء الله الحسنى


تخص محمد عبد الله جعفراً
وتمنح إبراهيم أيضا ًوهاشماً
تعم نقيباً صالحاً صادقاً عربي
وصلي بقدر الذات ما الختم قد جلى


حسنا ًوأولادي وكل عشيرتي
علياً وأصحابي وكل خليفتي
ويعقوب وحماد وأهل طريقتي
على أحمد والصحب والآل ذخرتي

تفسير ما تقدم من الأبيات (تخص) وتمد (محمداً) هو ابن المؤلف رضي الله عنهما السيد محمد سر الختم أكبر أولاده جليل القدر عزيز الفخر من بركاته أنه حفظ القرآن في أشهر قليلة وكان عمره إذ ذاك إحدى عشرة سنة ، وصلى صلاة التراويح في الحرم المكي بالقرآن وصلى خلفه الشيخ والده المؤلف السيد محمد عثمان أمدنا بمدده المنان ، وصلى وراءه كثير من سادات مكة المشرفة وبشروه أن يكون من الأولياء المقربين (وعبد الله جعفراً) كل واحد منهم له كرامات ظاهرة وأحوال خارقة حتى أن السيد جعفراً ألف ديوانا في مدح الحضرة النبوية لم تسمع بمثله أذن وغير ذلك تآليف عديدة (والحسن) هو السيد محمد الحسن كان ممن رقى في درجات الولاية وخصه الله تعالى بالعناية ولم يأخذ عهداً إلا عن نبي الخضر عليه السلام وتولى أمره وأرشده بإذن من الحضرة النبوية ، فساح مدة طويلة في البوادي بجبال مكة ولم يعلم بحاله إلا خالقه ، ولم يزل شيخه يواليه بالإمدادات كرعة بعد كرعة حتى صار من أولياء الله الكمل ، وكان لم يأتِ لأهله بمكة إلا قليلاً بعد حين طويل ، وكان شيخه الخضر عليه السلام في حالة تربيته له وتنقله في الأسماء بذكر الله ، أدخله خلوة صمدا نية الأجساد وعدة أيامها مائة يوم قال: t فلما بلغت نحو عشرين يوما أحسست بألم الجوع وأنا في الخلوة فأتتني السيد فاطمة الزهراء بنت رسول الله r وبيدها زبيدية فيها طعام وصحن صغير فيه ماء فناولتني إياه فأكلت منه وشبعت وشربت من ذلك الماء حتى ارتويت فقال t لا أكلت بعدها أكلة وأنا بالخلوة ولا أحسست بألم الجوع ولا العطش حتى خرجت على أحسن حال ، وقيل أنه أتاه شيخه يوما فوجده واقفاً في الهواء يذكر الله فزجره حتى هبط إلى الأرض ، وقال له أخرج لإرشاد الخلق فقيل له لم ولم أدري ما حصلت ، فقال له نلت مقام أبيك الختم ، ونلت المقام العيسوي ، ونلت مقام لم يدركه غيرك ، فقال خرجت من الخلوة ، فقال لي نبي الله الخضر قل يا حي يا قيوم فقلت يا حي يا قيوم فأنكشف لي من قاف إي قاف ثم قال لي قل ثانياً فأنكشف لي إلى تخوم الأرض ثم قال قل ثالثاً فقلت ثالثاً فأنكشف لي عن ملكوت السموات فخررت على وجهي مغشياً لم أدري بحالي إلا بعد حين ، فحمدت الله على ذلك من المنح الجزيلة والعطايا الفخيمة . ومن كراماته t أنه كان بعض الحكام الأمراء الكبار قد أنكر عليه وحسده فأرسل إليه وطلبه مع جملة من خلفائه ونوى بنيته الخبيثة أن يعمل فيه وفي خلفائه مكيدة عظيمة حتى تزهق أرواحهم فقام إليه وأخذ معه بعضاً من الخلفاء حسب أمره فلما توجهوا إليه وقبل الوصول لديه أمر جميع الخلفاء بالصيام فنووا الصيام فلما وصلوا عنده لاقاهم بالترحيب وحياهم بأحسن تحية ولم يعلم بحاله وضميره سواء الله تعالى فلما أجلسهم بديوانه طلب لهم قهوة حسب الجاري وكان قد أوصى بعض خدامه أن يجعل لهم سماً قاطعاً في القهوة فعمله وأحضرها لهم فشرب السيد أول فنجان ثم أعطوا الخلفاء فقالوا إننا ناوون الصيام فتناول السيد الحسن ثاني فنجان وثالثاً ورابعاً وخامساً حتى خلصت القهوة فقام على حاله ونفث في وجه الحاكم وقال خذلت يا عدو الله ولعنت فقامت الخلفاء جميعا من عنه متوجهين إلى منازلهم ، وكان الحاكم من وقت ما نفث فيه اقشعر جسده من أوله إلى آخره وتبدل كأن به جذماً أعاذنا الله منه وأخذه الله من ذلك وعجل بروحه وتوفيه من حينه ، ومن كراماته أيضاً أنه كان ماشياً مع نبي الله الخضر بعد خروجه من صمدا نية الأجساد فوجد هرة ميتة فقال لنبي الله الخضر أنت قلت نلت مقام نبي الله عيسى عليه السلام فهذا مما خصه الله به أن يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله فقال نبي الله كذلك أنت تحي الموتى بإذن الله وأشار له إلى الهرة فقال السيد الحسن t قومي بإذن الله ولكزها بعصاه فقامت الهرة من وقتها وسعت حية إلى ما شاء الله ومن كراماته t كانت إمرة مقعدة على فراش منذ ولدت ما قامت من فراشها من صغرها حتى بلغت نحو عشرين أو خمسة وعشرين أو ثلاثين سنة كما قيل فلما توجه السيد الحسن ومر ببلادهم أتى بها أهلها محمولة على سرير وكان والدها من أحد خلفاء السيد الحسن فوقع عليه وتملق به وترجاه أن يمس عليها لتشفى ببركة جده سيد الكونين r وعل آله أهل اليقين فمسها ودعا لها الله أن تكون بخير فقامت من حينها وسعت بفضل الله تعالى وبركة يد السيد محمد الحسن فصارت على أحسن حال ولم يسبقها أحد بمشي أو هرولة أو جري وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، كما قيل في حقهم الأولياء أحباب الله القائل فيهم سيد الأنام r عليه وعلى آله الملك العلام أولياء الله في كل وقت موجودين وبهم عمار الكون وقال الله تعالى في حقهم {لهم ما يشاؤن عند ربهم} وقال الله تعالى في الحديث القدسي أعددت لعبادي الصالين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وقال جل ثناؤه من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وهذا البطل من أولياء الله الصالحين ومن عباده المقربين وكرامته لا تعد ولا تحصى ، وكان t يمزح كثيراً مع أتباعه وأولاد طريقته ولا يقول إلا حقاً يرضي الله ورسوله اللهم أنفعنا به وبسره وسر أبيه وبسر جده r وأن يجعلنا من حزبه وأحبابه وأهل بيت رسول الله أجمعين آمين . أما باقي أولاد الشيخ أولياء ومشهود له ومبشر من الحضرة النبوية فيهم سبعة ورثة آبائهم الكبار رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بسرهم المتين والله أعلم انتهت سيرتهم على التقصير ولنرجع إلى الذي ذكرهم من خلفائه وأحبابه بقوله (صادقاً) الفقير إلى الله تعالى تراب أقدام الختم المؤلف t وخليفته بارض برقو ومن وراءها واسمه عبد المحمود مأمون المسير ، لقبه الختم بالصادق اللهم أجعلنا من أهل مقام الصدق والإخلاص بحرمته t (وعربي) هو الخطيب عربي خليفة الخلفاء بالسودان مطلقاً عموماً في وقته وعالم علامة له براعة في العلوم والورع تقي نقي ذو خلق حسن وفضله مشهور (ويعقوب) هو ابن مالك الحلنقي الملقب بالحبيب عالم عامل بعلمه تقي لا تزلزله الزلازل والامتحانات له محبة كاملة ، وهو خليفة خلفائه بالتاكة وسواكن ومصوع وجملة شرق السودان (وحماد) هو محمد بن عبد الكريم الملقب بالنقيب وهو من خلفاء الشيخ له الخلق الحسن والفضل العظيم ومن أهل الهمم العالية قال الشيخ فيه له مقام عظيم بعد شيخنا (وصل) يا لهي (بقدر) عظمة (الذات) مدة (ما الختم) محمد عثمان t (قد جلا) أي أظهر التأليف والتصنيف من العلوم والحكم والأدعية والأحكام الشرعية والأذكار المرضية (على) الرسول المرتضى حبيبك محمد المصطفى (أحمد) من بعض أسمائه r وهو المجتبى (والصحب) أي أوصل أصحابه بالصرة عليهم ومن تبعه بإحسان (ولآل) هم أهل بيته من ذكر وأنثى (ذخيرتي) أي أوصل وصل على النبي r وآله بعدد ما عمل الميرغني ذرة من أمر ونهي ووعظ بالله وترقيب فيه ودعاء إليه والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب .
وهنا انتهى شرح توسل أسماء الله الحسنى المسمى بحبل الوصال إلى حضرة ذي الجلال ودليل الوصول إلى حضرة الرسول بالتمام والكمال والحمد لله على كل حال ، وشرحته بمدد من شيخي ختم العارفين أسكنه الله تعالى في أعلى غرف دار عليين ، ولولا ذلك لم يكن ولي كلام استخرجه وأنال به حسن اليقين (فانظروا أيها الأحباب وجميع الإخوان والأصحاب بعين الرضا والصواب ولا تعاتبوني فيما أخطأت فيه من عدم الإعراب) فالباع قصير عن تركيب التعبير فالعذر لأهل الإنصاف مقبول والخطاء مني مقبول والحمد لله الكريم حمداً يكافي نعمه ويقابل سائر نعمه والشكر له على ما هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . اللهم أجعل القلوب عامرة بالإيمان وعم النفع لنا به ولمن كتبه وأصلح ما كان فيه من النسيان وأغفر لمن قرأ فيه ولمن صغى إليه ودعا لمصنفه بخاتمة الإيمان ولمن عرف به ولسائر الأصحاب والإخوان آمين وكان الفراغ من شرحه وكتابته بالمدينة المنورة ضحوة الثلاثاء لست عشر يوماً من خلت من شهر الله المحرم سنة 1229 من الهجرة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأزكي التحية .

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس