]ويا مبدي[
(ويا مبدئي) بالتنوين الذي بداء الخلق من غير مثال سبق (أبد) أي أظهر (لنا عن جمالكم) وبرق سنائكم واجذبنا إليكم . واستعماله سبعة وخمسين مرة لحصول ما فيه (معيد) الذي يعيد الخلق بعد الفناء (أعدنا في الفنا) محو النفس للمحبة (في الحضيرة) حضرة الرب . واستعماله مائة وأربعا وأربعين مرة لحصول ما فيه (ويا محي) أي يا محي القلوب (أحي) نور (سويداءنا) بالأنوار الدالة إليكم لتكون حياتها (بكم) حتى تكون بيت تجلياتكم . لقساوة القلب استعماله سبعين مرة في آخر الليل لحصول ما فيه (مميت) قلب من شاء بالجهل والطغيان وهو المراد هنا (أمت) أي أذهب شؤم (نفسي) وطهرها من الرجس ظاهرا وباطناً (لتحظى) أي تظفر (ببغيتي) أي مناي وهو القرب لديك . واستعماله ألف مرة لحصول ما فيه وفيه فوائد أخرى لأهل الغارات (ويا حي) الذي حياته سرمدية أبدية لا انتهاء لها ولا ابتداء لها (أحينا) حياة طيبة (بكم) أي أهدنا بهدايتكم ملحوظة بعنايتكم (يا إلهنا) معبودنا وأهدنا إلى الصراط المستقيم . واستعماله ثمانية وعشرين مرة لحصول ما فيه (وقيوم) القائم بنفسه ومقيم ما شاء من عباده لعبادته (بعين القيومة) الاستقامة على حسن الحالة في الأقوال والأفعال . واستعماله مائة وتسعة عشر مرة لحصول ما فيه (ويا واجد) أي واسع الكرم لا ينفذ ما عنده ولا ينقص مجده (أمنن) علينا (بوجد) عنا (مؤبد) دنيا وأخرى . واستعماله أحدا وأربعين مرة لحصول ما فيه (ويا ماجد) معناه المشرف على جميع الكائنات (مجد) شرف لشأن حالي ومآلي (بذوقة) تشريفا بك دائما . واستعماله سبعمائة مرة لحصول ما فيه (ويا واحد) المنفرد بالإيجاد والإعدام المنزه عن الزوج والولد (وحد) ضمير (فؤادي) قلبي المنشرح (لحبكم) بحيث لا يلتفت لشيء سوى وجهكم الأعلى . واستعماله ألفاً ومائة وواحداً وعشرين في الخلوة لحصول ما فيه (ويا صمد) الذي يصمد إليه في كل أمر (قو) مكن (التجائي) استنادي إليك (لركزة) مقامي عندك . واستعماله ألفا ومائة مرة لحصول ما فيه (ويا قادر) بقدرة قديمة أوجد بها الكائنات (أرفع) عني بقدرتك (لعجزي) أي أرفعني بالمدد إذا عجزت في أمر ومن الأمور وامنحني (بقوة) أي محبتك . وعدة استعماله سبعون مرة لدفع الأعداء (ومقتدر) الذي ظهر دليل قدرته على بما أبدع من مصنوعاته (توج لوجهي) بتاج العزة والجمال (بهيبة) من نور الجلال . وعدة واستعماله ثلاثة عشر عند الانتباه من النوم لحصول ما فيه (مقدم) الذي قدم أقواما بهدايته للإيمان إلى النعيم المقيم في الجنان (قدمني) عندك (لأعلى مكانة) من الصدق . واستعماله ثلاثة عشر ألف في الخلوة لحصول ما فيه (مؤخر) الذي أخر أقوما بالضلالة إلى سواء الجحيم (أخر لي عن الخبث) هي الذنوب الكبائر والصغائر (نيتي) أي أعصم نيتي عن المحرمات والمكروهات والشبهات وأصرفها في الطاعات . واستعماله اثني عشر ألف لحصول ما فيه (ويا أول) بلا ابتداء (قو ابتداء) عشقي واتصالي (لحبكم) أي أجعل القوة في كل حال وأمدد (ويا آخر) بعد فناء الخلق فليس لبقائه انتهاء (حسن) خاتمتي بالإيمان في مقام الإحسان عند رجوعي إليك (لآخرتي) أي أجعلني ممن أنعمت عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين . واستعماله سبعة آلاف لحصول ما فيه (ويا ظاهر) أي ظاهر الوجود بإبداع صنعه (أظهر علي سناءكم) نو تجليك (ويا باطن) أي باطن عن الأوهام فلا سبيل للإحاطة في كنه وصفته (أبطن) أغرس (في فؤادي الهداية) الطريقة الموصلة إليك .واستعماله إحدى وستين مرة لحصول ما فيه (ويا ولي) أي متولي الكائنات لتصرفه فيها (أمري برفق) وحسن (تولني) أي سيرني إلى ما تحبه وترضاه (ويا متعالي) الذي جل في كنهه ولا تدركه الأبصار ولا تحويه الظنون ولا تحيط به الجهات (أعل) أرفع (قدري وحرمتي) دنيا وأخرى . واستعماله أربعمائة وواحدا وثمانين مرة لحصول ما فيه (ويا بار) الذي عم بره جميع الكائنات (كن) رحيما (بارا بنا في) جميع (أمورنا) الدنيوية والأخروية . واستعماله مائتي مرة واثنين لحصول ما فيه (تواب) على من تاب وأخلص وأناب إليه (أمنح) أي جدد من خزائن رحمتك على عبدك (توبة) نصوحا لا نقص فيها وعجلها (إلي بسرعة) في كل لحظة كما هو دأب المقربين . واستعماله تسعة وأربعين مرة لحصول ما فيه (منتقم) أي الذي يبالغ في عقوبة من عصاه (خذ لي) غيرة منك (بثأري) مظلمتي (من العدا) القاطعين عن طريقك والحاسدين بالذل والخذلان . واستعماله خمسمائة وسبعين مرة لحصول ما فيه (عفو) هو الذي يعفوا عن السيئات و(عن الزلات) جمع زلة وهي الوقوع فيما نهى الله عنه عمدا أو خطاً (أعف) عنا (برأفة) فضلا منك وإحساناً فلا توا خذنا في الخطأ والنسيان وأغف عن العمد والعصيان . واستعماله مائة وستة وخمسين مرة لحصول ما فيه (رءوف) المعطي لعباده فوق مرامهم (ترأف) بى (في أموري) أي أحوالي (جميعها) في الدنيا وفي الآخرة وعدد استعماله مائتان وثمانون مرة لحصول ما فيه (ويا مالك الملك) هو المنجز مشيئته في ملكه وجودا وعدما عزا وذلاً (أمنح العبد) محمد عثمان المؤلف ومن تبعه (نفحة) من نفحات رحمتك التي تهدي إلى صراطك المستقيم . واستعماله ألفي مرة لحصول ما فيه (ويا ذا الجلال ثم الإكرام) معناه المتعالي بالهبات المتجلي بالعظمة والكبرياء والكرم الواسع الذي لا ينفد (عزنا) بنور جلالك ووسيع كرمك قال: بعض العارفين هو اسم الله الأعظم الذي من دعا به أجيب وإذا سئل به أعطى . واستعماله ثلاثة عشر ألف لحصول ما فيه (ومقسط) العادل في حكمه لا يجور (وفقنا) واجعل هوانا تبعا (لميزان) أحكام (شرعة) وهي الكتاب والسنة واعصمنا من الاختراع والإحداث في الشريعة ، وفي الحديث لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما يرضي الله به . وعدد استعماله مائتان مرة صباحا ومساءً لحصول ما فيه (ويا جامع) العباد بعد الفناء لورود المؤمنين إلى الجنة وسياق المجرمين إلى النار (أجمعنا) مع حبيبك الأعظم يقظة ومناماً (دواماً) سرمداً (بحضرتك) محبوبين مبشرين مستبشرين في الدنيا والآخرة . وعدد استعماله مائة وعشرون مرة لحصول ما فيه فإنه لا يرى في منامه إلا الخير وجمع الله بينه وبين رسوله r (غني) عن جميع خلقه (فجد لي بالغنى) عن سواك (والمبرة) لمن شاء من سعة رزقه بعظائم نعمائك ولا تحوجنا إلى أحدا من خلقك (ويا مغني) لمن شاء من سعة رزقه (أملأ القلوب) ورعاً عفافاً وزهدًا (قناعة) بالحلال دون الحرام . واستعماله ألفان وسبعون مرة ومن داوم على ذكر هذا الشطر بهذه الصفة امتلأ قلبه وكفاه الله هم رزقه ويسر له أمر دنياه (يا معط) لمن شاء من المعرفة والهداية (أعط) عبدك (من الوهب) المدد الواسع حتى تزيل فقره من وهب العطاء منك (حاجتي) أي قصدي يا مولاي
]ويا مانع[
(ويا مانع) الذي يمنع السوء عن أوليائه ويوفقهم لمرضاته (أمنع) جملتنا من (كل سوء يؤمنا) أي يصيبنا في ديننا أو دنيانا علمناه أو لم نعلمه فأصرفه عنا يا الله بما تعلم . وعدة استعماله مائة وخمسون مرة لحصول ما فيه (ويا ضار) من شاء بالبلاء والامتحان (من ينوي لضري) بوجه من الوجوه سواء كان من إنس أو جن باراً أو فاجراً فأقلب يا رب ضره (له) بضره الذي أخفاه في قلبه أو أظهره منه له (أسحتي) أهلكه ودمره ورد كيده في نحره حتى لا يصيبنا منه شيء . وعدة استعماله ثلاثمائة وخمسون مرة لدفع ما لا يستطيع دفعه (ويا نافع) لمن شاء من عباده بعنايته (أنفعني) بحلاوة الإيمان وبنعمتك التي أنعمت علي بها فنعم قصدي بها و(أهلي) جميعهم من زوجة وولد ومال وغير ذلك من الأقارب والعشائر (وحالتي) التي أنعمت بها علي وأوجدتها فلطف بها وعلمها من علما وتقوه وجميع الأعمال الصالحة التي ترضاه يا الله وغير ذلك من ضروب الأحوال ككشف وشهود أنوار تجلياتك لأشهد بها في الدنيا والآخرة (ويا نور) أي يا منور السموات والأرض بنورك الأزلي القديم (نور لي) طريقي بالاستقامة والإصلاح حتى يكون لي (طريقي) منهاجي الذي أنا عليه بأن تجعله متابعا لما جاء به رسولك محمد r فيبينه لي (بوضحة) إنه حق مبين مرضي من عندك . وعدة استعماله مائة وستة وخمسون مرة لتنوير القلوب والإطلاع على ما بطن من الغيوب إن شاء الله تعالى (يا هاد) بالتنوين لمن شاء من الإيمان والمعرفة التامة (أهد) أي يا الله أهدي جميعنا (إلى الحق) الكتاب والسنة ونور العلم نور به (قلبنا) لمعرفتك لأنه معدن أسرارك . وعدة استعماله مائتان وخمسون مرة من ذكره بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب هداه مولاه إلى الصراط المستقيم وأورثه في قلبه العلم والتفهم (يا بديع) قال تعالى {بديع السموات والأرض} أي الذي فطرهن من غير مثال سبق (بكل اللمح) من لمحات جلال أنوارك المشرقة (وأبدع لي بتوبة) حسنة واجعلها ممتزجة بإنابة إليك كما أن توبة الخصوص من الخواص من غير كبائر ولا صغائر بل هي من أنوار وأسرار فإن قصدهم بها وجه الله لا غيره . وعدد استعماله ستة وثمانون مرة في ثلث الليل الأخير لحصول وإدراك ما فيه (ويا باقي) هو الباقي الدائم بعد فناء خلقه بلا زوال ولا تغير (أبق) أي أترك لطاعتك (العبيد) مستمسك (بكم) (بحبل وصالكم مخلصا لكم) ظاهراً وباطناً مرضاتك . واستعماله مائة وثلاثة عشر مرة لحصول ما فيه (ويا وارث) الذي يرث الأرض ومن عليها (وفر) لي سهما (من العلم) النبوي (ورثتي) أحظى منها في الظاهر وفي الباطن . وعدة استعماله ألف وثلاثمائة مرة لحصول ما فيه من العلم النافع والمعرفة (رشيد) هو الذي يضع الأشياء في محلها من غير تأمل (لفعل) أي لعمل صالح يقربني إليك (الرشيد) أي الهداية والتوفيق (وفق) يا الله عبيدكم العاشق لجنابكم الفائز بولائكم واجعلوه رشيداً . وعدده أربعة عشر مرة لحصول ما فيه (صبور) لمن شاء على عباده بمعصيته (فخلقنا) خلقا (بصبر) خواصك (الأحبة) من الأنبياء والأولياء وهنا انتهى كلام المصنف t في أسماء الله التسعة والتسعين والله أعلم . ثم شرع في الدعاء له ولأهله وأولاده وأصحابه وأهل طريقته فقال
]سألتك مولانا[
(سألتك مولانا) أي متولي أمورنا أن تجيب دعاءنا بماطلبنا (بالأسماء) الحسنى التسعة والتسعين اسماً (كلها) مفصلة ومجملة علمناها أو لم نعلمها (وبأسرارها) وعلوم حضراتها وحضرتك العلية أن (تعطي) يا واهب العطاء من خزائن رحمتك (الجميع) أي جميع أتباعنا خاصاً وعاماً (الهداية) إلى صراطك المستقيم وتثبتهم بالنعيم المقيم (وتمنحنا) أي تعطينا (حسن اليقين) بك يكون وإليك يعود بالحمد والثناء الجميل (وتوبة) خالصة من عندك تكون نصوحاً (وتصحبنا) في السير إليك (وبتأديب حق النبوة) ظاهراً وباطناً يليق بجنابه r وتعظيم حرمته وذريته (وتجلى) تظهر (لنا) من مكنون (أسرار) المعرفة وأنوار العلوم (حضرة) شهود (ذاتكم) العلية دوماً (وتخلقنا) أي تجعلنا متخلقين (بصفاتكم) وأسمائكم التي أمرت الخلق بها كالرحيم والرءوف سوى المنهي عنها كالكبر والعظمة (يا مثبتي) يا معطي الثبات في المهمات جميعها (وتمنحنا) أي تصحبنا تعطينا (حسن الفنا) بالمحبة في حبيبنا محمد r (وتبقينا) بالمحبة الدائمة (فيه) ورقينا وتربي أرواحنا (به بعناية) منك وفي الفناء والبقاء عبارات لأهل الله فيه والله أعلم و(تولنا) أي أرفعنا لي (عالي) مقام (شهود) تجلي جمالكم الذي لا تعبر عنه عين رأت ولا أذن سمعت (وآداب حضرات لديك تجلتي) بجلالك القديم الذي لا ينحصر في الأذهان ولا في الأفكار (توسع) يا رب (لنا) الأرزاق يا رب في الدنيا والآخرة (حسا) ما تقوم به البنية كالأكل والشرب (وباطنا) ما تربي به الروح كالهداية والمعرفة (تبارك) لنا في أرزاقنا وسعينا بالهداية والوارث (لأولادي) الذرية من ذكر وأنثى (وصحبي) من أخذ عنه وصحبه بالصدق والإخلاص خاصاً وعاماً (وزوجتي) اجعل فيض رحمتك في الجميع ، وذكر المصنف t وجزاه الله أحسن الجزاء بعض أصحابه تفصيلاً في الدعاء برفع شأنهم ومكانتهم فقال مبتدأً بأولاده رضي الله عنهم أجمعين