11- وقال رضى الله عنه
صلاةُ اللهِ مانبتَ الأراكا ** على طهَ بديعِ الحُسنِ ذاكا
وآله والصَّحابةِ ماتغنَّى ** هِزارٌ فوق أغصانٍ تُحاكى
أيا ظبىَ المِلاحِ متى لقاكِ ** متى أشهدُ عَرُساً من خِباكا
متى عينى تشاهد ياحبيبى ** فريدَ الحُسنِ داخل فى رُباكا
متى ثغرى يقبلُ منكَ كفاً ** عسى عطفٌ بلمسٍ من يداكا
مليحَ الوجهِ كم هجرٍ وصدٍّ ** أراعِى النَّجمَ من شغفى فِداكا
لهُ جِيدٌ يحاكى الظبى طولاً ** ووجنته كوردٍ فى ازدِهاكا
وراحته تجودُ بغيرِ حدٍّ ** سحاباً ممطراً فامدُد يداكا
لهُ ثغرٌ حوى خمراً وشهداً ** شِفاءٌ للعليلِ فجُد نداكا
ومُقلته بنورِ اللهِ تسبى ** وكم سَلَبَت عقولاً فى هواكا
وأجملُ منك لم ترَ قط عينى ** وأكملُ فى الصفاتِ وفى سناكا
شريفُ الذَّاتِ والأفعالِ طراً ** بديعٌ فى الملاحةِ لا تُحاكى
خُلِقتَ مُبَّرأً من كلّ عيبٍ ** وفاق على الورى قَدراً عُلاكا
وماشمسُ الضُّحَاءِ وبدرُ تِمٍّ ** وكل الحُسنِ فى معنى سناكا
فسبحانَ الذى أنشاكَ بدراً ** يَعُمُّ الخافقينِ سنا عُلاكا
حويتَ الحُسنَ والإحسانَ طراً ** بخُلقٍ فائقٍ أعلى ذراكا
وحُزتَ مِن المهيمنِ كلَّ فضلٍ ** ومرتبةٍ تفوقُ على السِّماكا
حباكَ اللهُ أنواعَ البرايا ** شمائلكَ السَّماحةُ من أباكا
وخاطبكَ المهيمنُ ياحبيبى ** تقدَّم لاتخف هذا رُباكا
ولاتَكُ مثلَ موسى يامحمد **فَدُس بُسطاً ولاتخلع حِذاكا
تمتَّع بالشهودِ أيا مُبرَّا ** وقرَّ عيناً فما قد رُمتَ جاكا
وسل ماشئتَ من أربٍ وقصدٍ ** لديك خزائِنِى فامدد يداكا
لك السبعُ المثانى وكلُّ فضلٍ ** على مرِّ الدُّهورِ بِلا امتراكا
لك القرآنُ معجزةً وشرعاً ** وتِبياناً وأحكاماً تُحاكى
به نزل الأمينُ عليكَ وحياً ** كلاماً أعجز البُلغاءَ ذاكا
إذا ضاقَ الخِناقُ وعزَّ خطبٌ ** وقال الكلُّ نفسى من لِذاكا
يقولُ الأنبيا والرَّسلُ جمعاً ** محمدُ مالها أحدٌ سِواكا
فتسجدُ للمهيمنِ عندَ عرشٍ ** وتَحمَدُهُ محامدَ لم تُحاكى
يُجاوبكَ النِّداءُ اشفع تُشفع ** فتشفعُ فى العُصاةِ وفى حِماكا
لك الحوضُ المُبَّردُ فى القيامه ** وتسقى منه من آتٍ وفاكا
لِواءُ الحمدِ يُعقدُ فوقَ رأسٍ ** وجيشُ الأنبيا صفَّاً حِذاكا
رءوفاً يارحيماً بالبرايا ** أغثنى ملجَىِ روحى فداكا
فجُد بحرَ النَّوالِ على حفيدٍ ** ببابكَ واقفاً راجى عطاكا
عُبَيدُكَ نجلُ سِرِّ الختمِ يُدعى ** بتاجِ السِّرِّ عثمانٌ دعاكا
فأصلح ياحبيبِ فسادَ قلبى ** وخُذ بيدى وأدخلنى رُباكا
ومتِّعنى بنورِ الوجهِ فضلاً ** وأكسينى جمالاً من بهاكا
ووجِّه وِجهتى لطريقِ رشدٍ ** وأسقِنى بكأسٍ من يداكا
وحول حالتى فى خيرِ كسبٍ ** وعجِّل منكَ قصدى فى رضاكا
ودمِر من لنا قد رامَ ذلاً ** بكلِّ كريهةٍ عنَّا تحاكى
عليك اللهُ صلَّى ياعمادى ** مع التسليمِ ماطلعَ السِّماكا
وآلكَ والصحابةِ ماتغنى ** حمامُ الأيكِ تصرُخُ فى رُباكا
ومابرقٌ شدا أو جادَ سُحبٌ ** وهَمَّلَ فى القِفَارِ على الأراكا
وماقد قال ذو وجدٍ قديمِ ** أيا ظبىَ المِلاحِ متى لِقاكا