الحمدُ لله المنزهِ عن شبيههٍ ومثالِ ، خالق ِ الخلقِ على الوفاء والكمال ، وباسط
الأُنس لإهل الوصال ، ومعطى السر لإهل الجلال ، وساقى الفيض لإهل الجمال ،
وأشهد أن لااله إلا الله الكبير المتعال شهادةً أدخرها ليومِ الزحام ، يوم لاينفع مال
ولابنون إلا من أتى الله بقلبِ سليم ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله القائل "
إن من الشعرِ لحكمةً " الذى بشر مادحه ولو بيتٍ من الشعر فى دار الكرامة
بالشفاعة الخاصة يوم الحسرة والندامة ، صلى الله عليه وسلم صلاةً تفوقُ نور
العرش أنوارها ، وعلى اله وصحبه الفائزين بأسرارها .
أما بعد فيقولُ رق الحضرةِ المحمديه ، ونجل الذات الميرغنيه ، السيد محمد عثمان
تاج السر ابن السيد محمد سر الختم الميرغنى ، أورده الله من فيضه الهنى ، وقلَّده
بسره السَّنى : لما كان ليلةُ إحدى عشر رجب الأصم رأيتُ رؤيا عجيبة وعاهدت
ربى أن لا أُخبر بها أحداً مادمتُ حياً ، وكان ذلك فى أرض الحُباب ِ تُسمى بِفِضَّةَ
أنطق الله لسانى بشعرٍ وكنت قبل ذلك لا أفهم وقسماً بالله انى ماطلبت العلم ولا
إجتهدت فى طلبه وتحصيله ، وإنما ذلك من فيض حبيبه مادحاً صفيهُ ، ومحبوبه
ببعض أبيات تليق بجنابه مستمداً من بحره ، وكان ابتداء هذه السفينة المسماة (
بنفحات الطيب فى مدح الحبيب ) صلى الله عليه وسلم يكون قائلها شاعراً لبيباً ،
وكان ذلك فى شهر رجب سنة ألف ومائتين وأربع وثمانين من هجرة سيد المرسلين
، وقائد الغر المحجلين ، وكان تمام ذلك الديوان فى شهر شعبان ، فقلت مستمداً
بحول من له المِنَّةُ والطول