صحيفة السياسة / الجمعة 18/11/1988م – العدد 835
يومياتي
عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (بوب)
بداية العمل للسلام
جاء في مقدمة اتفاق اديس أبابا أن الحركة الشعبية في هذه المرحلة وانطلاقاً من حرصها على قيام المؤتمر القومي الدستوري تتفق مع الحزب الاتحادي الديمقراطي وإلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري على تجميد مواد الحدود وكافة المواد ذات الصلة بقوانين سبتمبر وألا تصدر أية جهة قوانين تحتوي على المواد لحين انعقاد المؤتمر القومي الدستوري والفصل النهائي في مسألة القوانين
هذا النص الواضح يتضمن التزاماً قاطعاً بتنقيح قوانين عديدة لاستبعاد الحدود وكل المواد ذات الصلة بقوانين سبتمبر فمن الذي سيقوم بهذا التنقيح؟ إنه ليس بالنائب العام لأن للنائب العام وجهة نظر ترفض كلية هذا النص في اتفاقية اديس أبابا؟ اذا ارتضت الحكومة اتفاق أديس ابابا ولا أظنها ترفضه يعني ابعاد السيد الدكتور حسن الترابي من منصب النائب العام واختيار نائب عام يقبل اتفاقية أديس أبابا وينفذ ما جاء فيها تنفيذاً واعياً مخلصا.
واذهب إلى أبعد من ذلك وأطلب ابعاد السيد : عبد الله محمد أحمد من وزارة الثقافة والاعلام فلهذا الرجل من المواقف ما يثبت أنه مع الحرب وضد السلام الأهلي وهو قد أسفر عن معارضته لاتفاق أديس ابابا باسقاط الاشارة إليه في اعلامه الرسمي. ان لوزارة الثقافة والاعلام دوراً مهماً في الدعوة للسلام وتنفيذ اتفاقية اديس أبابا ومن الخير للسودان ولقضية السلم أن يعين في وزارة الثقافة والاعلام الوزير الذي يؤمن بالسلام ويدافع عن قضية السلام.
دور السيد / رئيس الوزراء
أدى السيد / محمد عثمان الميرغني في اديس أبابا رسالته الوطنية كأحسن ما يكون الأداء ووضع السودان على عتبة السلام والوحدة وبالتوقيع على الاتفاق التاريخي يبدأ دور السيد رئيس الوزراء في تنفيذ الاتفاق وهذه هي المهمة العاجلة الخطيرة التي ستقرر مستقبل السودان سلماً أو حرباً.
وللسيد الصادق المهدي من الوعي والخبرة ما يغنينا عن نصح أو ارشاد ولكن الواجب الأول على السيد رئيس الوزراء أن يضع حوله من الرجال من يؤمنون بالسلم الأهلي وينفذون بإخلاص اتفاقية أديس أبابا.
وداعاً للسلاح وأهلاً للسلام
بعد حرب وحشية دامت قرابة الخمس سنوات عقد الحزب الاتحادي الديمقراطي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في أديس ابابا اتفاقاً تاريخياً يضع حداً لهذه الحرب الأهلية ويفتح أمام السودان أبواب الأمن والوحدة والرخاء.
حاربت القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان حرباً مريرة شرسة باستماتة وشجاعة وذكاء وغداً تشن القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي معركة السلام وبناء السودان الجديد بذات الشجاعة والاستماتة والذكاء التي تشن بها الحرب الأهلية.
يوم 16 نوفمبر من الأيام الخالدة في تاريخ السودان نسجد لله شكراً وعرفاناً أن يوفق ابناء الوطن الواحد إلى سبيل السلم والوحدة والاستقرار وجزى الله خير الجزاء سيد قومه وزعيم حزبه السيد / محمد عثمان الميرغني الذي خدم الاسلام والوطن خدمة لن ينساها له التاريخ وليس ذلك بمستغرب من أهل البيت الذين احسنوا لدينهم وأوطانهم وكانوا دائماً كالنجوم نهتدي بها في حياتنا.
الوفاق الذي جب كل وفاق
الوفاق الذي تحقق في أديس ابابا هو الوفاق الذي جب كل وفاق سبقه .
الحكومة الراهنة المسماة بحكومة الوفاق جاوزها اتفاق أديس أبابا وهز قوائمها فوفاق أديس ابابا لم يكن وفاق أحزاب ولكنه الوفاق القومي الذي وحد السودان.
وليذهب إلى مزبلة التاريخ كل وفاق يتعارض مع اتفاقية أديس ابابا.