صحيفة صوت الشارع
السبت : 19/11/1988م – العدد167
لقطات من استقبال الزعيم الميرغني:
عندما أطل الميرغني امتزجت جموع النساء بصرخات الرجال
وصمتت طبول الحرب وارتفعت أعلام السلام
أحمد السيد يشبه توقيع اتفاقية السلام بتوقيع اتفاقية الاستقلال
قال السيد محمد عثمان الميرغني في خطابه أمام الجماهير المحتشدة بجنينة السيد علي إنه وجه الدعوة لرئيس المجلس الأعلى لمسلمي اثيوبيا واثنين من أقطابهم لزيارة البلاد وذكر أن مسلمي اثيوبيا البالغ عددهم 20 مليونا لا يعانون من أي اضطهاد وأن أحوالهم في اطراد مستمر أكثر من ذي قبل.
عندما كانت طائرة الميرغني والوفد المرافق له تحلق فوق سماء مطار الخرطوم لدى عودتهم أمس الأول من أديس ابابا كان عدد مستقبليه يقارب المليون .. وقطعت الطائرة المسافة من أديس ابابا للخرطوم في ساعة بينما أخذ الميرغني مدة ساعتين منذ خروجه من الطائرة إلى جموع المستقبلين.
وصف أحد المواطنين استقبال الميرغني بأنه لحظة توحدت فيها الأمة واجناسها. وتعانق الهلال والصليب واختلطت دموع النساء مع صرخات الرجال في دقائق تحطمت كل الحواجز الوهمية وصمتت طبول الحرب مفسحة الساحة لاعلام السلام.
الدكتور أحمد السيد حمد قطب (الاتحادي وصف توقيع الاتفاق بأنه يشبه إلى حد كبير يوم توقيع وثيقة استقلال البلاد
من نواب حزب الأمة حضر الاستقبال مهدي داؤود الخليفة وعقيل أحمد عقيل . وقد أبدى الأول تأييده للمبادرة بينما تحفظ الثاني فيما يتعلق بقضايا الحدود.
اندهش سيد أحمد الحسين عند خروجه من الطائرة لكثرة جموع المستقبلين فقال له أحد الاتحاديين إن اثنين مليون آخرين ينتظرون بالخارج.
أحد مريدي الميرغني من الختمية سبب ازعاجاً لرجال الأمن عندما كان الميرغني يخطب في الجنينة. فكلما تقدم الصفوف أعادوه للوراء فيعود مخترقاً الصفوف. ولم يتركه رجال الأمن إلا بعد أن رجاهم قائلاً أريد أن أمتع النظر
في المطار كان نائب الجبهة المنشق آدم عبد الجبار محط حفاوة الاتحاديين.
الرجل الذي قدم الميرغني ليلقى خطابه التاريخي ردد بيت الشعر المعروف (زعم الفرزدق إن سيقتل مربعاً .. ابشر بطول سلامة يا مربع)
==
كان يوم أمس الأول يوماً مشهوداً في تاريخ الحزب الاتحادي والحركة السياسية السودانية حيث خرجت جماهير الشعب ممثلة في الأحزاب والنقابات والاتحادات والأفراد لاستقبال رسول السلام الزعيم الميرغني وقد ضاقت الطرقات وساحات المطار بجموع المستقبلين الذين احتشدوا لإعلان تأييدهم ومباركتهم للمبادرة ورفضهم للحرب والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد وعبرت الجماهير عن التفافها حول السلام ودعمه وتجلى ذلك في الشعارات والهتافات التي ظلت ترددها مما يعتبر استفتاء من أجل السلام.
ومن المطار توجه المستقبلون في موكب حافل نحو جنينة السيد علي الميرغني حيث أقيمت ليلة سياسية كبرى خاطبها أعضاء الوفد الاتحادي سيد أحمد الحسين ومامون سنادة وحسين أبو صالح وكان مسك الختام الكلمة المعبرة التي ارتجلها الزعيم الميرغني وعبر فيها عن سعادته باللقاء الذي جمع مختلف قطاعات الشعب وقال إن الاستقبال الذي وجده يعد استفتاء من أجل السلام.. وقال إن البعض أرادوا بالساقط من القول والتخويف بالرصاص أن يعيقوا المسيرة ناسين اننا أحفاد كربلاء.. وقال إنهم يسيرون في الطريق الذي يحقق مصلحة الشعب وليس هناك ما هو أهم من السلام .. مؤكداً أن اعلاء كلمة الله يتم بالسلام وقدم الميرغني شرحاً لمراحل المباحثات التي انتهت بتوقيع الاتفاقية ووصف الحركة الشعبية بأنها تنظر بمنظور مختلف وتركت رواسب الماضي.
ودعا الميرغني كافة الأحزاب والفعاليات السياسية للانخراط في المبادرة من أجل انجاح المؤتمر القومي الدستوري.