عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2012, 11:45 PM   #9
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Hot رد: اتفاقية السلام السودانية (الميرغني __ قرنق)


افادات تنشر لأول مرة
الأمير أحمد سعد عمر: وحدة السودان أرضاً وشعباً من أهم نقاط الاتفاق.
الصادق المهدي التزم بقبول ما جاء في الاتفاقية أمام السفير الاثيوبي ولكن ..!!
{ عدم تنفيذ الاتفاق شكل نكسة وخسارة كبيرة للسودان والجيش كان في أوج قوته وجلسنا للتفاوض بعد تسليح الجيش وإعادة (الكرمك)
الأمير أحمد سعد عمر أحد أعضاء وفد التفاوض في اتفاقية الميرغي قرنق ١٩٨٨م،ماذا يقول عن تفاصيل الاتفاق والجهود التي بذلت لانجازها :-
{ كيف تمت الترتيبات الأولية القبيلة التي سبقت التفاوض؟
الترتيبات تمت منذ فترة طويلة والاتصالات بدأت منذ العام 1987م برسال من مولانا الميرغني عبر وسطاء من بينهم أحمد ابراهيم دريج وبونا ملوال وآخرين وأنا كنت أحد الوسطاء بحكم علاقاتي الشخصية مع الدكتور والتي ترجع إلى العام 1983م عندا انشئت حركة تحرير السودان وكنت أول شمالي يدخل معسكرات الحركة وحضور أول تخريج دفعة من المعسكر حيث قمت بمخاطبتها بحضور قرنق، وكاربينو، ورياك مشار ثم تطور الاتصال بحضور تخريج الدفعة الثانية للمقاتلين التابعين لحركة الجبهة الوطنية بمشاركة الدكتور جون قرنق وتواصلت الاتصالات وتبلور الرأي وابتعث مولانا وفد للتفاوض برئاسة نائب الأمين العام للحزب الأستاذ سيد أحمد الحسين ومحمد توفيق والفريق يوسف أحمد يوسف ولاحقاً دكتور حسين أبو صالح وشخصي.
{ هل تحركتم من تلقاء ذاتكم أم كان للحكومة الاثيوبية دور في ذلك التحرك؟
تواصلت لقاءاتنا وكانت بعلم الحكومة الاثيوبية التي كانت تشجع الحركة الشعبية بالوصول إلى اتفاق مع الحزب الاتحادي احتراماً وتقديراً وثقة في مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وقيادات الحزب الاتحادي وتاريخه..
{ ومتى ذهب مولانا الميرغني إلى أديس أبابا؟
عندما اكتملت مراسم الاتفاق على مشروع الاتفاق حدد يوماً لذهاب مولانا الميرغني ولعله يوم الأحد لحضور اللمسات الأخيرة للاتفاق وعلى الفور بدأ مولانا في التحضير واطلاع المكتب السياسي والهيئة البرلمانية بمقترح الاتفاق.
{ وما هو دور رئيس مجلس الوزراء حينها الصادق المهدي؟
تم اللقاء بالصادق المهدي وقد أبدى بعض الملاحظات وكلفت شخصياً بتدوين تلك الملاحظات على أساس أن يتم تضمينها في الاتفاق وللأمانة فإن مولانا السيد محمد عثمان قد أبدى اهتماماً بالغاً بتلك الملاحظات وكان طيلة اقامته في أديس أبابا يتابع مع شخصي ما تم تضمينه من ملاحظات المهدي وما لم يتم بشكل يومي.
{ وموقف رأس الدولة ورئيس مجلس السيادة السيد أحمد الميرغني؟
التقى مولانا الميرغني بالسيد أحمد الميرغني باعتباره رئيس مجلس السيادة وأعضاء المجلس الذين باركوا الخطوات المبذولة من أجل احلال السلام في جنوب السودان وايقاف الحرب وقاموا بتجهيز طائرة رئاسية لمولانا والوفد المرافق
{ يقال إن مولانا الميرغني كان خارج مقر اقامته في الخرطوم (2) عندما قامت مجموعة من المجهولين والذين يرفضون الاتفاق مع الحركة الشعبية بإطلاق النار على منزله؟
للمصادفة فإن مولانا الميرغني كان على رأس المشيعين لجثمان والدتي التي انتقلت عشية مغادرة الوفد إلى أديس أبابا وفي نفس اللحظات التي كان يحضر فيها مولانا الميرغني مراسم الدفن بمقابر أحمد شرفي. وكان رد مولانا الميرغني لهؤلاء أن امتطى الطائرة وغادر إلى أديس ابابا بكل عزم وإصرار على مواصلة التفاوض والتوقيع على الاتفاق.
{ كيف كان استقبال وفد الاتحادي في اثيوبيا؟
كان استقبالاً على مستوى عالي من قبل قيادة الحكومة الاثيوبية وبوفد كبير على رأسه عضو هيئة قايدة الثورة الاثيوبية وعدد من الوزراء على رأسهم الوزير الأول في الحكومة وهو المسؤول عن التنسيق ما بين الحركة الشعبية والحكومة الاثيوبية وتمت استضافة مولانا في القصر الرئاسي وفي لحظة وصولنا أشرت إلى مولانا بضرورة مقابلة رئيس الدولة السيد (منقستو) أولاً وقبل الدخول في التفاوض فوافق وأجريت عدد من الاتصالات اللازمة في ترتيب ذلك رغم أن اليوم يعتبر (يوم راحة) بالنسبة للسيد الرئيس ومع الإصرار تمت المقابلة في القصر وكان بداية لتسهيل عمليات التفاوض وتذليل العقبات واذكر أن مولانا قال للرئيس الاثيوبي اذا تم الاتفاق فستكون أنت الراعي والمسؤول الأول عن متابعة تنفيذه على أرض الواقع.
{ ما هي العقبات التي واجهت عمليات التفاوض فيما بينكم كفرقاء سودانيين؟
العقبة الوحيدة التي كانت تقف حجر عثرة أمام تقدم المفاوضات هي (قوانين سبتمبر) التي وردت في الدستور الانتقالي وبعد أن تم لقاء الرئيس منقستو بمولانا منفرداً تم الاتفاق على تجميد قوانين سبتمبر بينما كان موقف الحركة الشعبية حذف المادة (4) من الدستور والتي تتحدث عن تلك القوانين والفرق كبير بين التجميد والحذف حيث تم الاتفاق على التجميد مؤقتاً إلى حين الفراغ من وضع دستور دائم للبلاد.
{ هل كانت هنالك أي متابعات من الحكومة السودانية في الخرطوم على ما تم من اجراء في شأن تلك القوانين؟
أذكر أن الوفد المفاوض هناك قد أوفدني إلى الخرطوم مباشرة بعد الفراغ من هذه الجزئية وقمت بمقابلة رئيس الوزراء الصادق المهدي والذي أبدى موافقته المبدئية على ذلك الاتفاق إلى حين عودة مولانا من أديس أبابا.
ثم رجعت في اليوم الثاني إلى أديس وتم التوقيع على الاتفاق يوم 16/ نوفمبر بعدها قام مولانا الميرغني بزيارات لدار القضاء الاثيوبي ثم أدى صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بأديس أبابا وختم زياراته بالمجمع الاسلامي.
{ باعتباركم فرقاء سودانيين أنتم في الحكومة حينها وقرنق يحمل السلاح متمرداً علكيم في أحراش الجنوب كيف تم الوصول إلى اتفاق بهذه السهولة؟
للتاريخ فإن الروح التي كانت سائدة بين وفود التفاوض من الجانبين تجسد معنى الأخوة الصادقة وتؤكد أن السودانيين مهما اختلفوا فإن ودهم وحبهم مع بعضهم البعض يظل باقي وشهدنا الاحترام المتبادل بين قيادات الفريقين مولانا الميرغني والدكتور قرنق من جهة ومن بين السودانيين من جهة والحكومة الاثيوبية كوسيط من الجهة الأخرى لذاتها فكان من الطبيعي جداً تجاوز كل المرارات والوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ويقر السلام .
{ عودة وفدكم إلى الخرطوم كان علامة تاريخية فارقة في السودان تحدثت عنه كل اجهزة الاعلام بأشكاله المختلفة في تلك الحقبة؟
حالة الاستقبال التي وجدها الوفد القادم من أديس أبابا لم تشهد مثله البلاد حتى الآن استقبال أي قائد من قوادها ولا يمكن أن أصف لك شعور الشعب السوداني وجماهيره التي تلاحمت وتلاقت وتدفقت على امتداد الشارع الرابط ما بين المطار وجنينة مولانا السيد علي الميرغني بالخرطوم. وبالنسبة للاستقبال الرسمي كان في استقبالنا دكتور علي حسن تاج الدين نيابة عن حزب الأمة وغادر الصادق المهدي إلى الجزيرة .
{ يقال إن عودتكم باتفاق سلام كانت فرصة تاريخية للم الشمل الاتحادي؟
نعم رجع حينها أحمد السيد حمد وحل حزبه الشعب الديمقراطي وعلي محمود حسنين وحل حزبه الوطني الاتحادي وكانا حضوراً لأول اجتماع بعد العودة الذي حضره القيادات العليا في الحزب من بينهم محمد الحسن عبدالله يسين وحمد كمبال وابراهيم حمد وأحمد حسين الرفاعي بمنزل مولانا بالخرطوم (2) .
{ وماذا تم في ذلك الاجتماع؟
تم التفاكر حول كيفية تنفيذ الاتفاق وكانت أولى خطواته أن عرضنا مسودة الاتفاق على رئيس مجلس سيادة الدولة وقيادات الأحزاب السياسية كما تم لقاء مع رئيس الوزراء الصادق المهدي بوفد عالي المستوى قاده الأستاذ سيد أحمد الحسين نائب الأمين العام ومحمد توفيق وحسين أبو صالح وأحمد سعد الفريق يوسف أحمد يوسف وللأسف كانت ملاحظاته حول الاتفاق غير مشجعة.
وفي الجانب الآخر قاده مولانا الميرغني وفداً لعرض مسودة الاتفاق على مجلس سيادة الدولة ووجد من أعضاءه الموافقة الفورية ثم كلف بعض أعضاء الوفد بمقابلة دكتور الترابي رئيس الجهبة الاسلامية القومية وأحزاب التجمع الجنوبي بقيادة البابا جيمس سرور والحزب القومي بقيادة الأب فيليب غبوش والحزب الشيوعي وجدت الوفود ترحيبا كبيرا للاستعداد للمساهمة في تنفيذ الاتفاق.
{ بما فيهم الجبهة الاسلامية القومية؟
أنا من ضمن الوفد الذي قابل دكتور الترابي ولما عرضنا عليهم المسودة أعابوا علينا أننا لم نشركهم في الخطوات الأولى للاتفاق واعتبروا الأمر تهميشاً لحزبهم.
{ ذكرت أن الصادق المهدي غادر إلى الجزيرة عقب عودتكم إلى الخرطوم هذا يعني أنكم لم تعرضوا عليه الاتفاق؟
لا بالطبع تم عرضه عليه لكن حكومته تلكأت في تنفيذ بنود الاتفاق الشيء الذي دفع وزراء الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى تقديم استقالاتهم احتجاجا ًعلى هذا الموقف رغم المحاولات التي جرت مع الحركة الشعبية والحكومة الاثيوبية ودعوة الصادق المهدي إلى أديس ابابا والتوقيع كرئيس للجهاز التنفيذي على الاتفاق إلا أن رئيس الوزراء اعتذر وكان يعتبرأن هناك قضايا مشتركة يجب حلها بين الحكومتين والغريب في الأمر أن الصادق المهدي قال للسفير الاثيوبي في الخرطوم أنا موافق على كل ما جاء به الميرغني.
{ برر البعض معارضته للاتفاق باعتبار أنكم فاوضتم الحركة الشعبية في الوقت الذي أوشكت فيه قوات الجيش الشعبي الدخول إلى مدينة كوستي؟
تعلمون جيداً أن مولانا الميرغني كان قد قام بتسليح الجيش السوداني ومداه بأحدث الأسلحة التي استجلبها من العراق وساعد ذلك في استرداد مدينة الكرمك وعدد من المناطق في الجنوب وتحرريها فالجيش الشعبي لم يصل في تلك الفترة إلى مدينة ملكال ناهيك عن كوستي والقوات المسلحة كانت في أوج قوتها رغم مذكرة الجيش التي كانت مقدمة للانقلاب والانقلاب في حد ذاته كان جزء من التنافس السياسي ولم يكن من أجل انصاف القوات المسلحة فالجيش الشعبي لم يحتل غير مدينة الكرمك ولما قام الجيش بتحرير الكرمك وبعض المناطق قمنا مباشرة بالتفاوض مع الحركة الشعبية وأنا اعتبر عدم تنفيذ الاتفاق شكل نكسة وخسارة كبيرة للبلاد وعطل مسيرة التنمية وما صرف على الحرب لاحقاً كان يمكن أن يصرف على التنمية بالرغم من أن الاتفاقية لم تنص على حق تقرير المصير إلا أن الحزب الاتحادي متهم بأنه أقر حق تقرير مصير شعب جنوب السودان في مقررات أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995م لو رجعت لبندوه التجمع الوطني الديمقراطي عام 1994م لوجدت أن الموقع عليها باسم الحزب حينها أحمد السيد حمد قد تحفظ على بند تقرير المصير الوارد في المسودة فنحن موقفنا مبدئي من وحدة السودان أرضاً وشعباً ومتمسكون بما وقعناهو مع الحركة الشعبية من اتفاق كان من أهم بنوده اقرار الوحدة.

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس