عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2012, 01:24 PM   #2
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي رد: متن مشكاة الأنوار - للسيد عبد الله الميرغني المحجوب


الباب الثاني في شئونه الخَلقية و الخُلقية و نعوته الحسية و المعنوية
الفصل الاول في
أوصافه الظاهرة صلى الله عليه وسلم


أما الخلقية فكان فخما مفخما يتلألأ وجهه كالقمر ليلة البدر أطول من المربوع و أقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعران إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب من غير قرن سوابغ بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية أدعج سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادنا متماسكا سواء البطن و الصدر مسيح الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجرى كالخط عاري الثديين مما سوى ذلك أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفين و القدمين سابل الأطراف سبط العصب خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال تقلعا و يخطو تكفا و يمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب و إذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلي الأرض أطول من نظره إلي السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقيه بالسلام وكان له عكن ثلاث يغطي الإزار واحدة منها عبل ما تحت الرجلين الإزار بادنا في آخر عمره لم يضره السن يكاد يكون على الخلق الأول وكانت أصابعه كأنها قضبان فضة وكفه ألين من الخز كأنه كف عطار يضع يده عللى رأس الصبي فيعرف من بين الصبيانبريحها و عرقه كاللؤلؤ في البياض و كالمسك في الرائحة يقول ناعته لم أر قبله و لا بعده مثله وبين كتفيه خاتم النبوة مما يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلي صفرة و حولها شعرات متواليات كأنها عرف فرس
الفصل الثاني في
أوصافه الخُلقية صلى الله عليه وسلم
فصل و أما الخُلُقية

خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم :
فكان صلى الله عليه وسلم متخلقا بأخلاق الرحمن إذ كان خلقه القرآن قد حوى الكمالات الباطنة و الظاهرة و بها ساد أهل الدنيا و الآخرة
وإنك لعلى خلق عظيم :
وكان أكرم على الله من كل كريم و لذا قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) سورة القلم)
من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم
فمن مكارم أخلاقه و محاسن آدابه و أعراقه أنه كان أحلم الخلق و أشجعهم و أعدلهم و أصدقهم لهجة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة و أعظمهم حياء و أسكتهم في غير كبر و أفصحهم و أبلغهم في غير تطويل و أعفهم و أجودهم لا بيت عنده دينار و لا درهم و ما سئل قط فقال لا يقبل الهدية ولو جرعة لبن و فخذ أرنب و يكافئ بأكثر منها و يأكلها و لايأكل الصدقة يعظم النعمة و إن دقت لا يذم شيئا لم يذم ذواقا و لا يمدحه وكان أخوف الخلق لله تعالى متواصل الاحزان دائم الفكرة ليست له راحة كثير البكاء و الضراعة و لايتكلم في غير حاجة طويل السكوت يفتتح الكلام و يختتمه بأشداقه و يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه و لا تقصير و يعيد الكلمة ثلاثا يغضب لربه و لا لنفسه ينفذ الحق و إن عاد بالضرر عليه و إذا أهمه أمر أكثر من مس لحيته من رآه بديهة هابه ومن خالطه بمعرفة أحبه لطيف الظاهر و الباطن يعرف في وجهه غضبه ورضاه وكان أجهلهم تواضعا لا يدعوه أحد إلا قال له لبيك ويجلس للأكل مع العبيد ويجالس الفقير ويواكله ويمشي مع المساكين و الأرملة لقضاء حوائجهما من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه و إن أخذ أحد بيده فيرسلها حتى يرسلها الآخذ من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطة و خلقة فصار لهم أبا وصارا عنده في الحق سواء و إذا انتهى إلي القوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك و يعطي كلا من جلسائه نصيبه حتى لا يحتسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه مجلسه مجلس حلم وحياء و صبر و أمانة لا ترفع فيه الأصوات و لا تؤبن فيه الحرم ولا تنثين فلتاته يتعاطفون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير و يرحمون فيه الصغير ويرفدون ذا الحاجة و يحفظون الغريب الذين يلونه من الناس خيارهم و أفضلهم عنده أعمهم نصيحة و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازاة ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابا وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير و إذا سكت تكلموا لا يتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم حديث أولهم يضحك مما يضحكون منه و يتعجب مما يتعجبون ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق و لا انتهر خادما و لا قال له في شيء صنعه لم صنعته و لا في شيء تركه للم تركته بل يقول لو قدر يكون و لا ضرب بيده أحدا إلا في الجهاد ولما قيل له ادع على الكفار قال إنما بعثت رحمة ، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون لم يكن فحاشا و لا لعانا ولا بخيلا ولا جبانا و لا صخابا في الأسواق ولم يواجه أحدا بما يكره يكرم أهل الفضل و يتألف أهل الشرف و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و خُلقه ويتفقد أصحابه و يسأل الناس عن ما في الناس و يستحسن الحسن و يصوبه و يقبح القبيح و يوهنه و يمزح و لا يقول إلا حقا ويورى و لا يفوه إلا صدقا وكان أكثر جلوسه محتبيا بيده ويؤثر الداخل بوسادته ويبسط ثوبه وإن أبى عزم عليه حتى يفعل و لايقبل الثناء إلا من مكافئ يدخلون روادا و لا يتفرقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر و لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها وكان يخصف نعله و يرقع ثوبه ويفليه و يحلب شاته ويخدم أهله ويمشي متنعلا ووحده بين أعدائه و إلي بساتين إخوانه ويعود المرضى حتى بعض الكفار و المنافقين ويشهد الجنائزويزور القبور ويسلم عليهم و يستغفر لهم و يركب الفرس و البعير و الحمار بإكاف و عريا و أكثر ركوبه للأولين و أهدى له البغل فركبه و منفردا ويردف أحيانا عبده و زوجته و غيرهما وكان دائم البشر سهل الخلق حسن العشرة حتى لأزواجه و يسوي بينهم في النفقة والإيواء و يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك يعني المحبة و الوقاع و لا يقول في الرضى و الغضب إلا الحق و إذا
وعظ احمرت عيناه و علا صوته كأنه منذر جيش و لا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له و لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها و إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر لا يترك أحدا يقوم بين يديه و لا يمشي خلفه و يقول خلوا ظهري للملائكة و لا يجزى سيئة بمثلها بل يعفو و يصفح و يجود و يمنح ..
أكله صلى الله عليه وسلم :
وكان يأكل ما وجد و لايتكلف ما فقد و لا يرد طعاما و لا يعيبه إن أعجبه أكل و إلا تركه أكل لحم الإبل و الغنم و الدجاج و السمك و الرطب و التمر و الخبز بتمر و بخل وبشحم وبزيت وبزبد و كبد الغنم مشويا و القديد و الثريد ويحب اللحم و يعجبه الذراع وسم فيه و الدباء و يتبعها من جوانب القصعة و العجوة و العسل و الحلوى والهندباء و البقلة الحمقا و أحب الفاكهة إليه العنب و البطيخ بخبز و بسكر و يستعين بيديه جميعا وربما أكل العنب خرطا وكان أكثر طعامه التمر والماء و إذا لم يجد صبر و شد على بطنه الحجر وكان أحيانا لا يجد من الدقل ما يملأ بطنه ويبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم الشعير ولم يشبع منه و لا أهله و يمضي الشهر وما يوقد في بيته الجمر ما هو إلا الماء و التمر و يأخذ ما يأكله بنفسه وما تشهى طعاما و لا اقترحه و لا يأكل وحده و يأكل لحم الطير و لا يصيده يعاف الضب و الطحال وما جمع بين مشوى و مطبوخ و قديد و لا رطب ولحم وحليب و أتي بلبن وعسل فرده وقال ادمان في إناء لا آكله ولا أحرمه أكره الفخر و يضع السفرة على الأرض وما أكل على خوان و لا في سُكرجة و يأكل بثلاثة أصابع و يستعين بالرابع ونهى عن الأكل بأصبع وقال أكل الشيطان و بأثنين وقال أكل الجبابرة ويأكل الساقط ويقول لا ندعها للشيطان و يلحس الأصابع و القصعة ويقول تستغفر للاحسها ويتبع ما سقط من السفرة و يقول من فعله غفر له و يسمى الله أولا ويحمده آخرا ويأكل مقعيا لا متكئا ويقول آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد و لا يجمع بين لبن و سمك و لا لبن و حامض و لا بين حارين و لا باردين و لا قابضين ولا مسهلين و لا غليظين و لا ياكل حارا و لا يابسا و لامعفنا كالملوحات ويدفع ضررالبعض بالبعض كتمر بزبد وبطيخ أو قثاء برطب ..
شرابه صلى الله عليه وسلم :
و ينقع التمر و يشربه للهضم وامر باكل المتيسر قبل النوم و أن لا يأكل الخبز وحده و أن لا ينام بعد الأكل وقال أذيبوا طعامكم بذكر الله لا تناموا فتقسو قلوبكم وكان يشرب اللبن حليبا وممزوجا و الماء في ثلاثة أنفاس و يمص و لا يعب و يقول الكباد من العب و لا يتنفس في الإناء و قاعدا غالبا ويحب البارد و يكره الحار و إذا شرب دفع الباقي لمن عن يمينه و إن كان عن يساره أشرف أو أسن قال للأيمن الشربة لك فإن شئت آثرته
لباسه صلى الله عليه وسلم :
وكان يلبس الكتان و الصوف و القطن وهو الغالب قميصا أو رداء أو غيرهما و يحب البيض و الخضر





صلى الله عليه وآله وسلم

الباب الثالث معجزاته صلى الله عليه وسلم
الباب الربع كلامه ودعاؤه صلى الله عليه وسلم
الباب الخامس وفاته صلى الله عليه وسلم

فضل هذا الكتاب
وهذه المشكاة يتعين على كل مؤمن الاستضاءة بها علما و عملا و حالا بل جديرة بأن تحفظ و لا تلفظ ويعض عليها بالنواجذ وهي خلاصة أسفار وشرحها يحتاج إلي أوقار واختمها بما رواه أحمد و الشيخان و الترمذي و ابن ماجة عن أبي هريرة قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تذيل هذ الكتاب المبارك لشيخنا مؤلف المتن..
وأذيلها بقطرة من بحار ما يصفه به أهل الأذواق الإلهية ونقطة من ينابيع بحور آل الاشواق الربانية من السادة الأولياء أولياء العلوم و المعارف العرفانية و العوارف و المواهب اللدنية فأقول ذلك نظما و لو كان نظمي في الحقيقة خرما..
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت الحبيب و ما الحبيب سواك وكذا الجليل فجل من سواك
أنت الصفي المصطفى و المجتبى والمرتضى لكل ذاك و ذاك
أنت النجي المنتقى و المبتغى والمنهل الصافي هنا وهناك
أنت الذي للفرد مفرد كونه خير الخيار وصفوهم فهناك
أنت الذي عرش الإله وسره والقطب والغوث الذي لولاك
أنت المدار و أنت نقطة دوره أنت المراد و أنت سر هداك
أنت الجدار وأنت عين كنوزه والطور و النور الذي لسناك
والنار و المجلى وروح مظاهر ظهرت عن الرب الجليل لذاك
ولك الفضائل والفواضل والعلا ولك الكمال فجل من أعطاك
ولك المفاخر و المظاهر والسنا ولك الجلال فعز من أولاك
ولك البها ثم المحاسن كلها ولك الجمال فجل من يهواك
وهنية و الفوز والظفر الذي لم يحوه صب بغير هواك
يا من به الارواح راحت بالجوى وكذلك الأشباح غث مولاك
وانقذه من حر البعاد وناره وأذقه برد وصالكم وعساك
ترثى وترنو للهف من النوى وتبيحه قربا لكم وحماك
وتنيله المطلوب والقصد الذي لا يهتوى غيرا هنا و هناك
و القصد أنت وربك الأعلى وذا عين المراد وذاك من محياك
فذح البراقع و اللثام عن اللمى وقل المرام هنا تعالى لذاك
ما غيركم يدنى لذياك الحمى كلا و لا شيء لذا إلاكا
فجزاك رب العرش خير جزائه إذ كنت واسطة لكل سواكا
ولك المحامد و الرضا ولك الثنا ولك الصلاة مع السلاما كذاكا
ولآلك الحسنى وصحبك و الذي أضحى تبيعك و الذي يرعاكا
ما غرد القمري وبلبل صادح وسرى بريق الوصل من تلقاكا

ما ختم به الشيخ مؤلف المتن:
وأختم الكتاب بما رواه الترمذي و غيره عن أبي هريرة وغيره ( أنه صلى الله عليه وسلم قال من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك)
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين..
تاريخ إتمام المتن :
وكان تمامها ضحى الأحد ثامن عشر رمضان عام ألف و مائة و تسعين بيد مؤلفها الفقير الغني عبد الله ابن إبراهيم ميرغني كان الله للجميع آمين..

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-11-2012 الساعة 04:42 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس