ويقول الإمام سيدي أبي مدين الغوث رضي الله عنه :
-إذا أردت أن تسمو أخلاقك وتصفو أذواقك وتهيج أشواقك فعليك بذكر الله،وصحبة الصالحين المحبين والتأدب معهم".
-الصحبة أساس كل فلاح وصلاح والمحبة وقودها وإدامها.
- المحبة تقتضي المؤانسة ،والمؤانسة تقتضي المجالسة،والمجالسة بداية الصحبة،والصحبة سنة عند العموم ،فريضة عند الخصوص.
-ولن تتحقق لنا محبة الله تعالى ومحبة نبيه صل الله عليه وسلم حتى تتحقق لنا محبة ورَّاث الحبيب صل الله عليه وسلم لقوله تعالى :"وأتوا البيوت من أبوابها " فالباب هم الكُمَّلُ من أولياء الله تعالى هم من يعلمون لنا محبة الله تعالى ومحبة سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله سلم، فالطريق خطرة ومليئة بالعقبات تحتاج إلى مرشد في الطريق وصاحب في السفر.
ويقول الشيخ عبد الرحيم البرعى رضى الله عنه:طهّرْ جنانكَ بالأذكار مع فيكَ
وزل بها كل عيب كامن فيك
الذكر خير أنيس تستريح به
وهو الذي بكؤوس الحب يُسقيكَ
الذكر خير من الإنفاق من ذهب
ومن جهادٍ وعتقٍ عنه ناهيكَ
الذكر روضةُ خلدٍ فارتعنَّ بها
واتركْ مجالسَ قومٍ عنه تُلهيكَ
الذكر يجلو قلوباً بالهوى صدِئتْ
وخيرُ داعٍ إلى الرحمن داعيكَ
الذكر نورٌ مفاضٌ في السريرة منْ
فيضِ الذي بَرَأ الأكوانَ يأتيكَ
وشرطه العارف الشيخ الذي كملت
أخلاقه وبذكر الله يُحييكَ
يحميكَ من عائقٍ في السير منتصراً
على جنود الهوى والنفس هاتيكَ
يدعو إلى الله كل السالكين فكمْ
لحضرة الهادي والمولى يَُرَقِّيكَ
فاصحبهُ ما عِشتَ في الدنيا بلا ضَجَرٍ
فإنما الغوثُ في الأخرى مُرَبِّيكَ
آخي الذي صدقت في الحب نيته
لله لا لهوى نفسٍ يُؤاخيكَ
تَحلو إذا مَرّتِ الدنيا شمائله
ذو عشرة لأولي الأرحام يُنسيكَ
جالسْ أولي الخير واستأثر مودتهم
إن لم تجدهم فذكر الله يَكفيكَ
فالصالحون إذا جالستهم نفعوا
بين الورى وجليس السوء يُؤذيكَ
وقفْ على قدم الآداب منكسراً
مع التواضع لا تنسى مَسَاويكَ