عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2012, 10:27 AM   #39
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


آداب البطن

(وأما البطن) : فاحفظه من تناول الحرام والشبهة، واحرص على طلب الحلال، فإذا وجدته فاحرص على أن تقتصر منه على ما دون الشبع، فإن الشبع يقسِّي القلب، ويفسد الذهن، ويبطل الحفظ، ويثقِّل الأعضاء عن العبادة والعلم، ويقوي الشهوات، وينصر جنود الشيطان ، والشبع من الحلال مبدأ كل شر، فكيف من الحرام ؟

وطلب الحلال فريضة على كل مسلم، والعبادة مع أكل الحرام كالبناء على السرجين،
فإذا قنعت في السنة بقميص خشن، وفي اليوم والليلة برغيفين من الخُشكَار، وتركت التلذذ بأطيب الأُدُم، لم يعوزك من الحلال ما يكفيك، والحلال كثير.

وليس عليك أن تتيقن بواطن الأمور، بل عليك أن تحترز مما تعلم أنه حرام، أو تظن أنه حرام، ظنا حصل لك من علامة ناجزة، مقدرة بالمال.

أما المعلوم فظاهر، وأما المظنون بعلامة، فهو مال السلطان وعماله، ومال من لا كسب له إلا من النياحة، أو بيع الخمر، أو الربا، أو المزامير؛ وغير ذلك من آلات اللهو المحرمة، فإن من علمت أن أكثر ماله حرام قطعا فلا تأخذه من يده، وإن أمكن أن يكون حلالا نادرا فهو حرام؛ لأنه الغالب على الظن.

ومن الحرام المحض ما يؤكل من الأوقاف من غير شرط الواقف، فمن لم يشتغل بالتفقه فما يأخذه من المدارس حرام، ومن ارتكب معصية ترد بها شهادته، فما يأخذه باسم الصوفية من وقف أو غيره فهو حرام.

وقد ذكرنا مداخل الشبهات والحلال والحرام في كتاب مفرد من كتب (إحياء علوم الدين) ، فعليك بطلبه؛ فإن معرفة الحلال وطلبه فريضة على كل مسلم، كالصلوات الخمس.


اَداب الفرج
(وأما الفرج) : فاحفظه عن كل ما حرم الله تعالى، وكن كما قال الله تعالى : {وَالذَينَ هُم لِفُروجِهم حافِظون، إِلاّ عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم غَيرُ مَلومين}.

ولا تصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر، وحفظ القلب عن التفكر، وحفظ البطن عن الشبهة وعن الشبع؛ فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها.


اَداب اليدين
(وأما اليدان) : فاحفظهما عن أن تضرب بهما مسلما، أو تتناول بهما مالا حراما، أو تؤدي بهما أحدا من الخلق، أو تخون بهما في أمانة أو وديعة، أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به، فإن القلم أحد اللسانين، فاحفظ القلم عما يجب حفظ اللسان عنه.

اَداب الرجلين
(وأما الرجلان) : فاحفظهما عن أن تمشي بهما إلى حرام، أو تسعى بهما إلى باب سلطان ظالم؛ فإن المشي إلى السلاطين الظلمة من غير ضرورة وارهاق معصية كبيرة؛ فإنه تواضع وإكرام لهم على ظلمهم ، وقد أمر الله تعالى بالإعراض عنهم في قوله تعالى: {وَلا تَركَنوا إِلى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَكُم النار} الآية.

وهو تكثير لسوادهم، وإعانة لهم على ظلمهم ، وإن كان ذلك لسبب طلب مالهم فهو سعى إلى حرام، وقد قال صل الله عليه وسلم : ((من تواضع لغنى صالح لغناه ذهب ثلثا دينه)) وهذا في غنى صالح، فما ظنك بالغنى الظالم?!

يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس