11-08-2012, 12:06 PM
|
#34
|
|
رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي
فهذه مجامع آفات اللسان، ولا يعينك عليه إلا العزلة، أو ملازمة الصمت إلا بقدر الضرورة؛ فقد كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يضع حجرا في فيه ليمنعه ذلك من الكلام بغير ضرورة، ويشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.
فاحترز منه بجهدك؛ فإنه أقوى أسباب هلاكك في الدنيا والآخرة.
جاء فى كتاب عنوان التوفيق في آداب الطريق
للإمام العارف بالله سيدي تاج الدين أحمد بن محمد عبد الكريم بن عطاء الله السكندري
قال رضي الله عنه : ( ولازم الصمت إلا إن سئلت فقل لا علم عندي وكن بالجهل مستترا )
الصَّمت عند أهل الطريقة من لازمه ارتفع بنيانه، وتمَّ غِراسه، وهو نوعان : صمت باللسان وصمت بالجَنان وكلاهما لا بدَّ منه في الطريق فمن صمت قلبه ونطق لسانه نطق بالحكمة، ومن صمت لسانه وصمت قلبه تجلى له سره، وكلمه ربه، وهذا غاية الصمت وكلام الشيخ قابل لذلك فالزم الصمت أيها السالك إلا إن سُئِلت فإن سُئِلتَ فارجع إلى أصلِك ووصلك وقل لا علم عندي واستتر بالجهل تشرق لك أنوار العلم اللدني، فإنك مهما اعترفت بجهلك ورجعت إلى أصلِك لاحت لك معرفة نفسك، فإذا عرفتها عرفت ربك، كما روي في الحديث { مَن عَرفَ نفسَهُ عَرفَ رَبَّهُ }، "تعليق:هذا ليس بحديث، وإنما هو من كلام يحيى بن معاذ الرازي، وللإمام السيوطي فيه رسالة اسمها: القول الأشبه في من عرف نفسه فقد عرف ربه.اه موقع المسلم" وكل ذلك من فوائد الصمت ولزوم آدابه، فاصمت وتأدب ولازم الباب تكن من أحبابه، وما أحسن ما قيل :لا أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي وتقبلوني على عيبي ونقصاني
فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي وإن أبيتم فمن أرجو لعصياني
|
|
|