الفصل الخامس عشر
(في التوسل بالصحابة رضي الله عنهم)
وَبِأَصْحَابِكَ الَّذِينِ هُمُ بَعْ * دَكَ فِينَا الْهُدَاةُ وَالأَوْصِيَاءُ
أَحْسَنُوا بَعْدَكَ الْخِلاَفَةَ فِي الدِّي * نِ وَكُلٌّ لِمَا تَوَلَّى إِزَاءُ
أَغْنِيَاءُ نَزَاهَةً فُقَرَاءٌ * عُلَمَاءٌ أَئِمَّةٌ أُمَرَاءُ
زَهِدُوا فِي الدُّنَا فَمَا عَرَفَ الْمَيْ * لُ إِلَيْهَا مِنْهُمْ وَلاَ الرَّغْبَاءُ
أَرْخَصُوا فِي الْوَغَى نُفُوسَ مُلُوكٍ * حَارَبُوهَا أَسْلاَبُهَا إِغْلاَءُ
رَضَيَ اللَّهُ عَنْهُمُ وَرَضَوا عَنْ * هُ فَأَنَّى يَخْطُو إِلَيْهِمْ خَطَاءُ
كُلُّهُمْ فِي أَحْكَامِهِ ذُو اجْتِهَادٍ * وَصَوَابٍ وَكُلُّهُمْ أَكْفَاءُ
جَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِ قَوْمٍ بَحَقٍ * وَعَلَى الْمَنْهَجِ الْحَنِيفِيِّ جَاؤُا
مَا لِمُوسَى وَلاَ لِعِيسَى حَوَارِ * يُّونَ فِي عَدِّهِمْ وَلاَ نُقَبَاءُ
بِأَبِي بَكْرٍ الَّذِي صَحَّ لِلنَّا * سِ بِهِ فِي حَيَاتِكَ الإِقْتِدَاءُ
وَالْمُهَدِّي يَوْمَ السَّقِيفَةِ لَمَّا * أَرْجَفَ النَّاسَ إِنَّهُ الدَّأْدَاءُ
أَنْقَذَ الدِّينَ بَعْدَمَا كَانَ لِلدِّي * نِ عَلَى كُلِّ كُرْبَةٍ إِشْفَاءُ
أَنْفَقَ الْمَالَ فِي رِضَاكَ وَلاَ مَ * نٌ وَأَعْطَى جَمَّاً وَلاَ إِكْدَاءُ
وَأَبِي حَفْصٍ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّ * هُ بِهِ الدِّينَ فَارْعَوَى الرُّقَبَاءُ
وَالَّذِي تَقْرُبُ الأَبَاعِدُ فِي اللَّ * هِ إِلَيْهِ وَتَبْعُدُ الْقُرَبَاءُ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَنْ قَوْلُهُ الْفَصْ * لُ وَمَنْ حُكْمُهُ السَّوِيُّ السَّوَاءُ
فَرَّ مِنْهُ الشَّيْطَانُ إِذْ كَانَ فَارُو * قَاً فَلِلنَّارِ مِنْ سَنَاهُ انْبِرَاءُ
وَابْنِ عَفَّانَ ذِي الأَيَادِي الَّتِي طَا * لَ إِلَى الْمُصْطَفَى بِهَا الإِسْدَاءُ
حَفَرَ الْبِئْرَ جَهَّزَ الْجَيْشَ أَهْدَى الْ * هَدْيَ لَمَّا أَنْ صَدَّهُ الأَعْدَاءُ
وَأَبَى أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ إِذْ لَمْ * يَدْنُ مِنْهُ إِلَى النَّبِيِّ فِنَاءُ
فَجَزَتْهُ عَنْهَا بِبَيْعَةِ رِضْوَا * نٍ يَدٌ مِنْ نَبِيِّهِ بَيْضَاءُ
أَدَبٌ عِنْدَهُ تَضَاعَفَتِ الأَعْ * مَالُ بِالتَّرْكِ حَبَّذَا الأُدَبَاءُ
وَعَلِيٍّ صِنْوِ النَّبِيِّ وَمَنْ دِي * نُ فُؤَادِي وِدَادُهُ وَالْوَلاَءُ
وَوَزِيرِ ابْنِ عَمِّهِ فِي الْمَعَالِي * وَمِنَ الأَهْلَ تَسْعَدُ الْوُزَرَاءُ
لَمْ يَزِدْهُ كَشْفُ الْغِطَاءِ يَقِينَاً * بَلْ هُوَ الشَّمْسُ مَا عَلَيْهِ غِطَاءُ
وَبِبَاقِي أَصْحَابِكَ الْمُظْهِرِ الْتَرْ * تَيبَ فِينَا تَفْضِيلُهُمْ وَالْوَلاَءُ
طَلْحَةِ الْخَيْرِ الْمُرْتَضِيهِ رَفَيقَاً * وَاحِدَاً يَوْمَ فَرَّتِ الرُّفَقَاءُ
وَحَوَّارِيِّكَ الزُّبَيْرِ أَبِي الْقَرْ * مِ الَّذِي أَنْجَبَتْ بِهِ أَسْمَاءُ
وَالصَّفِيَيْنِ تَوْأَمِ الْفَضْلِ سَعْدٍ * وَسَعَيدٍ إِذْ عُدَّتِ الأَصْفِيَاءُ
وَابْنَ عَوْفٍ مَنْ هَوَّنَتْ نَفْسُهُ الدُّنْ * يَا بِبَذْلٍ يُمِدُّهُ أَثْرَاءُ
وَالْمُكَنَّى أَبَا عُبَيْدَةَ إِذْ يَعْ * زِى إِلَيْهِ الأَمَانَةَ الأُمَنَاءُ
وَبِعَمَّيْكَ نَيِّرَيْ فَلَكِ الْمَجْ * دِ وَكُلٌّ أَتَاهُ مِنْكَ إِتَاءُ
وَبِأُمُّ السِّبْطَيْنِ زَوْجِ عَلِيٍّ * وَبَنِيهَا وَمَنْ حَوَتْهُ الْعَبَاءُ
وَبِأَزْوَاجِكَ اللَّوَاتِي تَشَرَّفْ * نَ بِأَنْ صَانَهُنَّ مِنْكَ بِنَاءُ
وَأَرَاهُ لَوْ لَمْ يُسَكِّنْ بِهَا قَبْ * لُ حِرَاءً مَاجَتْ بِهِ الدَّأْمَاءُ