بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة المنبهجة
للعارف بالله تعالى سيدي مصطفى البكري الخلوتي رضي الله عنه
قم نحو حماه وابتهج *** وعلى ذاك المحيا فعج
ودع الأكوان و قم غسقا *** واصدق في الشوق وفي اللهج
والزم باب الأستاذ تفز*** وتكون بذلك خل نجي
واخرج عن كل هوى أبدا *** ودع التلفيق مع الهرج
إياك أخي ترافق من *** لم ينهك عن طرق العوج
إقنع وازهد واذكره كذا *** ك بباب سواه لا تلج
وادخل للحان خليلِ ومِل *** نحو الخمّار أبي السُرج
واشرب واطرب لا تخشى سوى *** إياك تمل عن ذا النهج
كم أنت كذا لم تصحُ أفق *** و إلى الأبواب فقم ولج
مولاي أتيتك منكسرا *** و بغيرك شوقي لم يهج
وأتيت إليك خليا من *** صومي و صلاتي مع حججي
وكذا علمي وكذا عملي *** وكذاك دليلي مع حججي
لا أملك شيئا غير الدم *** ع مخافة أن يفشي وهجي
هل غير جنابك يقصد لا *** وجمالك ذي الحسن البهج
من يقصد غيرك فهو إذاً *** بظلام البُعد تراه فجي
من أنت تضل فذاك من ال *** هلاك ومن تهدي فنجي
ودموع العين تسابقني*** من خوفك تجري كاللجج
يا عاذل قلبي ويك فدع *** عذلي واقصر عن ذا الحرج
كم تعذلني لم تعذرني *** دعني في البسط و في الفرج
أذني لحبيبي صاغية *** صمَّت عند الواشي السَّمج
يا صاحب حان الخمر أدر*** صرفا واترك للممتزج
وأدر كأس الأسرار ودع *** نِ أصير به من ذي الهمج
مولاي بسر الجمع كذا *** ك وجمع الجمع وكل شجي
بالذات بسر السِّر بمن *** إفضالك ربي منك رجي
بحقيقتك العظمى ربي *** وبنور النور المنبلج
بعماء كنت به أزلا *** بمحمد من جا بالبلج
وبسر القرب كذاك الحب *** وأهل الجذب لمنعرج
وبما أوجدت من الأكوا *** ن بما فيهن من الأرج
وبأهل الحي وبهجتهم *** وببحر القدرة والمرج
وبطيب الوصل ولذته *** ببساط الأنس المنتسج
وبقلب في بلواك غدا *** وحياتك ليس بمنزعج
بتجلي الليل وعالمه *** وظلام الليل كم السبج
بمنازل أفلاك و كذا *** بمطالعها ثم البرج
بالآل بصحب من بهم *** كل الخيرات إلينا تجي
يسِّر واجبُر كسري برضا *** ليكون بوصلك مبتهجي
واخلع خِلَعَ الرضوان على *** صبٍّ في حبك حب هجي
وامنح قلبي نفحاتك يا *** مولاي وعجل بالفرج
واحسرة قلبي إن لم تم *** حُ خطايا الذنب من الدرج
واغفر يا رب لناظمها *** وله رقِّي أعلى الدرج
واسمح للسامع ما نشدت *** قم نحو حماه وابتهج
أو مَا حادٍ سحراً يحدو *** الشدَّة أودت بالمُهج
وصلاة الله على الهادي *** وسلام يهدى في الحجج
لمحمدنا ولأحمدنا *** ما فاح أقاح في المرج
وعلى الصديق خليفته *** وكذا الفاروق و كل نجي
وعلى عثمان شهيد الدا *** ر وَفَى فسما أعلى الدرج
وأبي الحسنين مع الأولا *** د كذا الأزواج و كل شجي
وعلى المهدي وعترته *** المشبع في زمن الوأج
وعلى من مهد للأرض *** ين كما قد برح في الحبج
ما مال محب نحوهم *** أو سار الركب على السرج
أو ما داع يدعو المولى *** يرجو للنصر مع الفرج