ولد الحاج محمد ود سوركتي سنة 1856م بقرية المقل ريفي كريمة وبعد أن أصبح أهلاً لتلقي العلم أرسله والده إلى خلوة العُراقاب بمنطقة نوري (حلُّوف)، وكانت هذه الخلوة بمثابة منارة القرآن في تلكم المناطق منذ أمدٍ بعيد يقوم مشايخها الأماجد بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم المختلفة من عقيدة وفقه وغيره من العلوم...
وشيخنا ود حليب (قدس الله سره) كان قد أشاد بهذه الخلوة وشيوخها الأفاضل في قصيدته المشهورة (مُشتاق للرسول الغالي ناوِيلُو):
اللاَّر والدويم نُوري وطرَابيلُو
الدار والمساجد همَّهِن زِيلُو
في تخل الحضيرة الكابي هضلِيلُو
في حُوبْةَ العُراقاب والنقادِيلُو
دُرَّاس في خليل ويَعَرْفُو تأوِيلُو
يرْدُو مع الرسول الحُوض نشَاشِيلُو
الله الله على إستخدام كلمة نَشَاشِيلُو دي...
وقد مدح الشاعر ود سوركتي هذه الخلوة في قصيدته في إحدى قصائده قائلاً:
يا كابي وحجايْ يا الفِيكْ بقت خدمتنا
كِيفِنُّو الخلاص يوم اُمْ لَهِيب حاشتنا
قُولْ ليْ يا لبيب جُملة المعاك ثبِّتْنَا
إشْ ليكُم بلا دار النعيم جنَّتْنا
ذاك الحِين عقُلنا اطَّامَن اتْفاوَتنا
دُرْنا لِمَا الاخَيَّان اليَدُورْ لمَّتنا
من دار الصعِيد لا نُوري ناس خلوَتنا
وبعد أن تشرَّف بحفظ القرآن الكريم أُعجب به والده كثيراً وأرسله مباشرةً إلى الأزهر الشريف أعظم كلية إسلامية حينها ليعود بعد بعد تخرجه محملاً بعلوم الشريعة ومختلف المعارف ليكون منارة علمٍ وهُدى بقريته المقل ونواحيها التي استقر بها مُرشداً ومعلماً ومادحاً للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم...