[سراج الدين احمد الحاج]

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قلنا يارسول الله ، حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟
قال : ( لبنة من ذهب ولبنة من فضة وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وملاطها المسك
وترابها الزعفران ، من دخلها ينعم لاييأس ، ويخلد لايموت ، لاتبلى ثيابه ولايفنى شبابه )
وعن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه واله وسلم قال: أرض الجنة
بيضاء ، وعرصتها صخور الكافور ، وقد احاط بها المسك مثل كثبان الرمل ، فيها أنهار
مطردة ، فيجتمع فيها أهل الجنة أولهم وآخرهم فيتعارفون ، فيبعث الله تعالى ريح الرحمة
فتهيج عليهم المسك فيرجع الرجل الى زوجته وقد ازداد حسناً وطيباً ، فتقول :
لقد خرجت من عندى وأنا بك الان أشد اعجاباً .
وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال : كان ابوذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه
واله وسلم قال : ( دخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك .)

وفى رواية انه صلى الله عليه واله وسلم قال عن تربتها إنها درمكة بيضاء مسك خالص .
وقد وردت عن نبينا صل الله عليه واله وسلم احاديث كثيرة يفيد مجموعها أن تربة الجنة
متضمنة للنوعين المسك والزعفران .
وهذا يحتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون التراب من زعفران ، فاذا عجن بالماء صار مسكاً ، والطين يسمى تراباً
ويدل على هذا القول فى اللفظ الآخر : ملاطها المسك والملاط الطين ، ويدل عليه
ان فى حديث العلاء بن زياد : ترابها الزعفران ، وطينها المسك .
فلما كانت طينتها طيبة وماؤها طيباً فاذا انضم أحدهما الى الاخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكاً.
والمعنى الثانى : ان يكون زعفراناً باعتبار اللون ومسكاً باعتبار الرائحة وهذا من احسن شىء
تكون البهجة والاشراق فى لون الزعفران ، والرائحة فى رائحة المسك .
وكذلك تشبيهها بالدرمك ، وهو الخبز الصافى الذى يضرب لونه الى الصفرة مع لينها ونعومتها .
وهذا معنى ماذكره سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد : أرض الجنة من فضة
وترابها مسك، فاللون فى البياض لون الفضة ، والرائحة رائحة المسك .

د. سلوى الدابي ,نور الهدى معجبون بهذا