10-06-2012, 09:06 AM
|
#17
|
|
رد: المواعظ في الأحاديث القدسية
الموعظة الثامنة والثلاثون
يقول الله عز وجل : " يابن آدم ! افعل الخير فإنه مفتاح الجنة ويقود إليها واجتنب الشر فإنه مفتاح النار ويقود إليها
يابن آدم ! اعلم أن الذي أن الذي تبنيه للخراب وأن عمرك للخراب وجسدك للتراب وما جمعته للورثة فالنعيم لغيرك والحساب عليك والعقاب لك والندم والصاحب لك في القبر العمل فحاسب نفسك قبل أن تحاسب والزم طاعتي واحذر معصيتي وارض بما آتيتك وكن من الشاكرين
يابن آدم ! من أذنب ذنبا وهو ضاحك أدخلته النار وهو باك ومن جلس باكيا من خشيتي ادخلته الجنة وهو ضاحك
يابن آدم ! كم من غنى يتمنى الفقر يوم حسابه وكم من جبار أذله الموت وكم من حلو مرره الموت وكم من مسرور بنعمته كدرها عليه الموت وكم من فرحة اورثت حزنا طويلا
يابن آدم ! لو تعلم البهائم ما تعلمون من الموت لامتنعت من الأكل والشرب حتى تموت جوعا وعطشا
يابن آدم ! لو لم يقدر عليك إلا الموت وشدته لكان يجب عليك أن لا تهدأ بالليل ولا تقر بالنهار فكيف وما بعده أشد منه؟
يابن آدم ! اجعل سره وراءك بما تناله من النعم في آخرتك وليكن أسفك على ما فاتك منها خيرات وما آتيك من دنياك فلا تفرح به وما فاتك منها فلا تأس عليه
يابن آدم ! من التراب خلقتك وإلى التراب أعيدك ومن التراب أبعثك فودع الدنيا وتهيأ للموت واعلم أني إذا أحببت عبدا زويت عنه الدنيا واستعملته للآخرة وأريته عيوب الدنيا فيحذرها ويعمل بعمل الجنة فأدخله الجنة برحمتي وإذا بغضت عبدا أشغلته عني بالدنيا واستعملته بعملها فيكون من أهل النار فأدخله النار
يابن آدم ! كل عمر فان وإن طال والدنيا كفىء الظلال (يمكث) قليلا ثم يذهب فلا يعود إليك
يابن آدم ! أنا الذي خلقتك وأنا الذي رزقتك وأنا الذي أحييتك وأنا الذي أميتك وأنا الذي أبعثك وأنا الذي أحاسبك فإن عملت شرا رأيته مع انك لا تملك لنفسك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا
يابن آدم ! أطعني واخدمني ولا تعتم بالرزق فقد كفيتك امره ولا تحمل هم شيء قد كفيته
يابن آدم ! كيف تحمل أمر شيء لم يقدر لك ولم تدركه كما أنك لم تأخذ ثواب عمل لم تعمله
يابن آدم ! من كان سبيله الموت فكيف يفرح بالدنيا ؟
ومن كان بيته القبر فكيف يسر في بيته في دار الدنيا ؟
يابن آدم ! رزق قليل وانت شاكر خير من كثير ( وأنت ) غير شاكر
يابن آدم ! خير مالك ما قدمته وشر مالك ما خلفته في الدنيا فقدم لنفسك خيرا تجده عندي قبل أن يأخذك الموت
يابن آدم ! من كان مهموما فأنا الذي فرجت همه ومن كان مستغفرا فأنا الذي أغفر له ومن كان تائبا فأنا الذي نهيته ومن كان عاريا فأنا الذي كسوته ومن كان خائفا فأنا الذي أمن خوفه ومن كان جائعا فأنا الذي أشبعه وإذا كان عبدي على طاعتي وأرضي أمري يسرت له أمره وشددت أزره وشرحت صدره ياموسى ! من استغنى بأموال الفقراء واليتامى أفقرته في الدنيا وعذبته في الآخرة ومن تجبر على الفقراء والضعفاء أعقبت بناءه الخراب وأسكنته النار
{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى( 18 ) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) }.
تمت بحمد الله
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|