السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ؛ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ؛ أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . جزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أهله (ثلاثا) رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا (ثلاثا) - مولاى صل وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم . اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى
قال عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه : ان
ان الله لما أراد هدى زيد بن سعنة ؛ قال زيد : ما من علامات النبوة شئ الا وقد عرفتها فى وجه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم حين نظرت اليه ؛ الا اثنتان لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ؛ ولا يزيده شدة الجهل عليه الا حلما ؛ فكنت انطلق اليه لاخالطه فاعرف حلمه من جهله ؛ فخرج يوما من الحجرات - يريد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم - ومعه على بن ابى طالب ؛ فجاء رجل يسير على راحلته كالبدوى ؛ فقال : يا رسول الله ان قرية بنى فلان أسلموا ؛ ودخلوا فى الاسلام ؛ وحدثتهم ان هم أسلموا أتتهم أرزاقهم رغدا ؛ وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من العيش ؛ وانى مشفق أن يخرجوا من الاسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا ؛ فان رأيت ان ترسل اليهم بشئ تغيثهم به فعلت . فقال زيد بن سعنة ؛ فقلت : انا ابتاع منك بكذا وكذا وسقا فبايعنى ؛ وأطلقت هميانى وأعطيته / ثمانين دينارا فدفعها الى الرجل وقال : أعجل عليهم بهذا وأغثهم . فلما كان قبل المحل بيوم أو يومين أو بثلاثة ؛ خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الى جنازة بالبقيع ؛ ومعه أبو بكر وعمر فى نفر من أصحابه ؛ فلما صلى على الجنازة ؛ ودنا من الجدار جذبت بردائه جبذة شديدة حتى سقط عن عاتقه ؛ ثم أقبلت بوجه جهم غليظ فقلت : ألا تقضينى يا محمد ؛ فوالله ما علمتكم بنى عبد المطلب لمطل ؛ ولقد كان لى بمخالطتكم علم ؛ قال زيد : فارتعدت فرائص عمر بن الخطاب كالفلك المستدير ؛ ثم رمى ببصره ؛ ثم قال : أى عدو الله تقول هذا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ؟ وتصنع به ما أرى ؟ وتقول ما أسمع ؟ فوالذى بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقنى رأسك ؛ ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ينظر الى عمر فى تؤدة ؛ ثم تبسم ثم قال : " لأنا وهو أحوج الى غير هذا : أن تأمرنى بحسن الأداء ؛ وتأمره بحسن اتباعه " . الى ههنا عن ابن أبى عاصم . زاد أبو زرعة فى حديثه : " اذهب به يا عمر فاقضه حقه ؛ وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته " . قال زيد بن سعنة : فذهب بى عمر فقضانى حقى ؛ وزادنى عشرين صاعا من تمر ؛ فقلت : ما هذا ؟ قال : أمرنى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك ؛ فقلت : أتعرفنى يا عمر ؟ قال : لا ؛ فمن أنت ؟ قال : أنا زيد بن سعنة ؛ قال : الحبر ؟ قلت : الحبر ؛ قال : فما دعاك الى أن تفعل برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما فعلت ؟ وتقول له ما قلت ؟ قلت : يا عمر انه لم يبق من علامات النبوة شئ الا قد عرفتها فى وجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين نظرت اليه ؛ الا اثنتان لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ؛ ولا يزيده شدة الجهل عليه الا حلما ؛ فقد اختبرته منه ؛ فأشهدك يا عمر أنى قد رضيت بالله ربا ؛ وبمحمد نبيا ؛ واشهدك أن شطر مالى - فانى اكثرها مالا - صدقة على امة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم . فقال عمر أو على بعضهم ؛ فانك لا تسعهم كلها قلت : أو على بعضهم . فرجع عمر وزيد بن سعنة الى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ؛ فقال زيد : أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ؛ فآمن به وتابعه وشهد مشاهد كثيرة