قال سيدى الامام الختم رضى الله عنه فى شرح الراتب
اخرج الجد سيدى عبدالله الميرغنى رضى الله عنه فى كتابه المسمى
بالنسمات الانسية فى الاحاديث القدسية.. وهو قوله تعالى :
يامن مل صحبتى وسئم محبتى وكفر نعمتى واعرض
عن خدمتى.. علام عنى اعرضت.. ومن سواى تعوضت ..
هل لقيت ارحم منى.. اما غذيتك فى ظلم احشاء امك قبل
الامهات والاباء.. اما اخرجتك من تلك الظلمة الى هذا الفضاء..
اما حننت عليك ابويك وانت لاتبطش ولاتسعى بقدميك ..
اما خلقت الاكوان كلها لاجلك وسخرتها فى خدمتك.. فجعلت النهار
لمعاشك.. والليل سكناً لفراشك.. والسماء سقفاً لدارك.. والارض
مهاداً لاستقرارك.. والجبال اوتاداً لقرارك.. والشمس نور سراجك..
والقمر لحساب مناز ل ابراجك ..والنجوم علامات منهاجك ..
واللوح نسخة كتابك.. والقلم ترجمان مايكون من نقضك وابرامك ..
والعرش كعبة آمالك ..وخزانة اعمالك.. ياعبدى فالكون كله مكون لاجلك ..
وانت مكون لاجلى.. أفيحسن ان تؤثر على سواى.. ياعبدى ان آثرت سواى
لسواى مقتك كل شىء.. ياعبدى ان اثرت سواى لسواى فما الحقيقة سواى.
كل شىء هالك الاوجهى.. ياعبدى وعزتى وجلالى انى لأعلم من سواى لك ..
وقبيح فعالك.. مالو علمه اهلك منك لبغضوك.. اوعرفه معارفك لمقتوك ..
اوجيرانك لهجروك ..او اخوانك لرجموك.. ولو رأوك على تلك الحالة
وانت مريض لما عللوك.. او ميتاً ماكفنوك.. وانما استر عليك ولايطلع عليه
غيرى.. ولايغفره سواى.. ولايضرنى ذلك ولايبعدنى ولايخرجنى عنك ساعة .
ولو تركتك الى سواى لحظة لمزقت كل ممزق... ولزلزلت بك الارض ودكت.
ومحقتك البحار واختطفتك الاطيار.. ولكن امهلك بحلمى واستر عليك بكرمى.
واجود عليك بنعمتى لعلك يعطفك على افتقارك واحتياجك الى.. ويذكرك
موقفك بين يدى فتستحى من قبيح جراءتك على.. ياعبدى انى استحى منك
حياء الكرم ..افلا تستحى منى حياء الندم.. ياعبدى هل رأيت اكرم من مولى
يستعطف عبده ويدعوه اليه.. ويتلطف بالسؤال له كأنه ذو حاجة اليه .
ياعبدى انا اوصلك بكتبى وارسل اليك رسلى.. وقد رضيت بنقصك
اما ترضانى بكمالى.. قد احببتك الى بقبحك افلا يعجبك جمالى.
الم ترضى ان اكون اليك جليساً.. اما يكفيك ان اكون اليك انيساً .
اين تجد مثلى حبيباً.. اين تلقى اشفق منى طبيباً.
يا ذا الجلال ويا ذا الجود والكرم
يا ذا النوال وذا الإحسان والنعم
أنت المليك لكل الخلق قاطبة
أنت الإله ورب البيت والحرم
إن الملوك إذا شابت عبيدهم
منوا بعتقهم فضلا وبالكرم
والعبد شاب وقد شبت جرائمه
ولم يزل في ازدياد من صدا اللمم
والران ران وقد عمت قبائحه
جوانحا وجميع الروح والجسم
والوقت ضاق وولى العمر في سفه
والموت حان وحل العجز بالسقم
فاعتق من الذنب وامنن بالمتاب له
واعتق من النار والأهوال والنقم
وخذ زمام فؤاد للرشاد وكن
يا سيدي معه في كل مصطلم
مالي سواك وأنت القصد ملجؤنا
فارحم وجد وتكرم أنت ذو الكرم
بالحب طه النبي المصطفى وبمن
سما على فلك الأقمار والنجم
والانبيا وجميع الرسل قاطبة
ومن رقى في مراقي الفضل والهمم
على الجميع صلاة منك ينشرها
طيب من المسك والتسليم في الختم
ماغردت بغصون الأيك ساجعة
وفاح طيب ربا نجد بذي سلم
اضغط هنا للاستماع:
ياذا الجلال.wma