[عصام عابدين محمد]

وروي عن سيدنا بلال بن رباح أنه لما كان ببلاد الشام رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا فقال له: ما هذه الجفوة يا بلال؟ وهذا فيه عتاب لطيف لهذا الصحابي الجليل الذي قام لما استيقظ فشد رحله متوجها نحو القبر الشريف حتى قدم المدينة ودخل إلى الحجرة المعظمة يبكي ويمرغ وجهه على التراب.
ولم يكن سفره هذا لحاجة غير أنه أراد زيارة القبر الشريف فحسب، أفيكون مشركا بهذا الفعل، لا، أفيكون واقعا في محظور بهذا،لا وحاشى بل هو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أين أنتم من بلال أين أنتم عن رجل من أهل الجنة)) وقصة بلال هذه رواها السمهودي في وفاء الوفا.
ذكر الحافظ ابن عساكر,والحافظ أبو محمد عبد الغني الَمْقدِسي: أن بلالاً مؤذِّنَ الرسول-صل الله عليه وسلم- سافر من الشام إلي المدينة لزيارة قبره-صل الله عليه وسلم- وكان ذلك في خلافة سيدنا عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنه).وذكر ابن الجوزي في"مثير العزم الساكن" عن عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنه):أنه كان يُبْرِد البريدَ من الشام يقول سلِّمْ لي على رسول الله-صل الله عليه وسلم- وفي"فتوح الشام":قال سيدنا عمر(رضي الله عنه) لكعب الأحبار بعد إسلامه: "هل لك أن تسير معي ألي المدينة,فنزورَ قبرَ النبي-صل الله عليه وسلم- ونتمتّع بزيارته؟.

سل ما لسلمى بنار الهجر تكوينى *** وحبها فى الحشى من قبل تكوينى
وفى مناها تمنيت المنى فغدى *** قلبى كئيبا ببلواه يناجينى
وفى قباب قبا قامت لنا بقبا *** طرازها مذهب فى حسن تزيين
لما انثنت فى الحلى تزهو ببهجتها *** وبالغزالة تزرى والسراحين
لما تفننت فى افنان قامتها *** تفننت فى فنون الصد تفنينى
ويحسب الصب يسلينى محبتها *** هيهات لو ان جم النار يصلينى
النار فى كبدى والشوق يقلقنى *** والقرب ينشرنى والبعد يطوينى
وركن صبرى تخلى فى الغرام وقد *** تمكن الحب منى اى تمكين
وقد رأيت مييرى عز مطلبه *** والطرف والظرف يبكينى ويكوينى
نصبت حالى لفع الضم منجزم *** بالكسر عل برشف الضم تحيينى
يا صاح عج بالحمى وانزل بهم سحرا *** وانظر لعجب اثيلات البساتين
وفوق سفح عقسق الدمع عج لترى *** جآذر الحى بين الخرد العين
ومل على اثلات الان منعطفا *** وحى سلعا وسل عن حال مسكين
ثم ائت جزعا وجز عن حى كاظمة *** واقر السلام على خير النبيين
محمد المصطفى المختار من ظهرت *** آياته فتسلى كل محزون
من خصه الله بالقرآن معجزة *** ما نالها مرسل قد جاء بالدين
ومن شهاب بدا من نوره رجمت *** شهب الدياجى رجوما للشياطين
وفوق راحته صم الحصى نطقت *** والماء من كفه يزرى بجيحون
وهوالذى اختاره البارى وارسله *** برا رؤوفا رحيما بالمساكين
( ان سار فى الرمل لم يظهر له أثر *** وان علا الصخر عاد الصخر كالطين )
( كأن بالرمل ما بالصخر من جلد *** شوقا وبالصخر ما بالرمل من لين )
وفى الصحيحين ان الجذع حن له *** والعذق ان اليه اى تانين
وقد سمعنا بان الطير خاطبه *** فى منطق مفصح من غير تلكين
والظبى والضب جاءا يشهدان بان *** لا شئ افضل من طه ويسين
فكيف احسن مدحا فى محاسنه *** لكن لدى قبولا منه يكفينى
اقبل الأرض اجلالا لهيبته *** والثم الترب عل الوصل يحيينى
وقد اقول : احمد ان الغريب اتى *** مناديا بفؤاد منه محزون
يا خالق الخلق شفع فىّ من كرمت *** اخلاقه فتعالى فى النبيين
انى سالتك فاقبلنى وخذ بيدى *** ومن لهيب لظى جرنى وسجين
وقد اتيتك فارحمنى وجد فعسى *** من هول يوم اللقا والحشر تنجينى
وكن مجيرى من النيران يا املى *** لعل احظى باجر غير ممنون
وصل رب على المختار ما صدحت *** قمرية فوق افنان الرياحين
وصل رب على المختار ما غردت *** حمائم فوق افنان البساتين
وصل رب على المختار ما وفدت *** نويقة لحمى الاطلال تبرينى
وصل رب على المختار ما هطلت *** مدامع السحب او عين المحبين
وصل رب على المختار ما ضحكت *** مياسم الزهر فى ثغر الافانين
والف الف صلاة لا نفاد لها *** مضروبة فى ثمان الف تسعين
عليك يا خير خلق الله قاطبة *** والف الف سلام فى ثمانين
وآلك الغر والاصحاب كلهم *** وتابعيهم ليوم الحشر والدين
ما عطر الروض فى الاسحار عرف صبا *** وفاح نشر خزامى منه نسرين
وما شدا منشد صب لفرط جوى *** ( سل ما لسلمى بنار الهجر تكوينى )

سراج الدين احمد الحاج ,bet alkhalifa ,د. سلوى الدابي معجبون بهذا