الموضوع
:
أوامر إلهية يمارس منها النقيض
عرض مشاركة واحدة
09-08-2012, 07:44 PM
#
2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
رد: أوامر إلهية يمارس منها النقيض
ويقول الله سبحانه وتعالى:
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [النساء: 94] تبتغون الدولاء تملؤون به جيوبكم (لاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً) ويقول قائلهم: بل سنكفر ونقول له لست مؤمناً، وها نحن نُكَفِّر رشاً لا دراكاً، ها نحن نُكَفِّر.
عباد الله: قرأت في التاريخ، قرأت كثيراً فلم أجد فيمن ناصبوا العداء لدين الله من سخروا منه سخرية أوقح وأغرب من هذه السخرية التي تجري اليوم لدين الله سبحانه وتعالى، لشريعته بل بالمشرع، هذا ما يتم، وكل هذا يتم بالنيابة عن البيت الأبيض إن جاز التعبير، يتم بالنيابة عنه، هنالك عقد استئجار، أما نحن فماذا نقول يا عباد الله: إن كانت هنالك نسبة ما لهؤلاء الذين استؤجِروا لإيقاد الحملة التاسعة من الحملات الصليبية، إن كانت هنالك علاقة ما تتمثل في خيط واهٍ دقيق بينابيع الإسلام المتمثلة في القرآن، في سيرة رسول الله، في سيرة أصحاب رسول الله فها أنا أقول لكم ولهم: هل كَفَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس سوءاً إليه؟ لو كان مكفِّراً لأحد لكان أولى من ينبغي أن يكفِّره ذاك الذي قال عنه وعن أصحابه: ما أرانا وجلابيب قريش إلا كما قال المثل سَمِّنْ كلبك يأكل، فهل كفَّره؟ لم يكفِّره، صلى عليه عندما مات.
في عصر الصحابة تكاثرت الفرق الإسلامية الشاردة عن منهج أهل السنة والجماعة، الجهمية، المرجئة، الحشوية، القدرية، الخوارج، إلى آخر ما هنالك، هل سمع أحد منهم أو أحد منكم أن في أصحاب رسول الله من كَفَّر فرقة من هذه الفرق؟ معاذ الله، إن كان هنالك من سمع فليأت بشاهده وليحدثنا عمن كَفَّرَ ومن كُفِّرَ. علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه، ذاك الذي مُنِيَ من الإيذاء ما مُنِيَ به عن طريق الخوارج، سأله بعض أصحابه عن هؤلاء الخوارج من هم فقال لهم: هم إخواننا بغوا علينا، لو جاز لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن يُكَفِّر أحداً لكَفَّر أولئك الذين قتلوه.
أحمد بن حنبل ذاك الإمام المبجل الذي يزعم كثير ممن استأجرتهم أمريكا أنهم أتباع له هل كفَّرَ أولئك الذين كانوا سبباً في المحنة التي دارت رحاها عليه؟ كم وكم أوذي. الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه ورحمه الله عندما ارتفعت عنه المحنة وعاد إلى سدة المجد واعتذر له من اعتذر له وكان ذلك في عهد الموكل قال له بعض أصحابه: ألا تدعو الله على ابن أبي دؤات - وهو رأس من رؤوس الاعتزال - قال: ماذا ينفعك أن يعذب أخوك في النار من أجلك؟ ورفع يديه يسأل الله سبحانه وتعالى الصفح والمغفرة والعفو لأولئك الناس.
إسلامنا الذي ورثناه من قرآننا ومن نبينا وحبيبنا محمد ومن أصحابه البررة الكرام ومن أتباعهم هذا هو. أما إن كانت هنالك أمور مناقضة مختلفة فإنما طُبِخَتْ في مجلس الأمن القومي عام واحد وتسعين، نعم طُبِخَ ذلك كله في تلك البنود، البند القائل: يجب إثارة تناقضات - التناقضات الفكرية والعقائدية - داخل العقيدة الإسلامية، البند الثاني: يجب تأليب المسلمين بعضهم على بعض عن طريق هذا التناقض، البند الثالث: يجب توغير صدور المسلمين على الآخرين على غير المسلمين، بينما يقول ربنا:
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8].
عباد الله: الناس مشرقون أو مغربون يستطيعون أن يتلاعبوا لأناس من الناس بالإسلام، أما نحن في هذه البلدة المقدسة التي أقامنا الله عز وجل فيها فإسلامنا محصن بالوعي، إسلامنا محصن بالإخلاص لدين الله، إسلامنا محصن بما بيننا وبين هذه الأرض المقدسة ومولانا وخالقنا الذي اجتبانا للإقامة فوق هذه الأرض المقدسة، لا يمكن، عندما يُخدع الناس عن حقيقة الإسلام فتنزلق منهم الأقدام ذات اليمين وذات الشمال نحن نظل محصنين في كتاب الله، نظل محصنين في سنة رسول الله، نظل محصنين فيما كان عليه السلف الصالح، نحن السلفيون الذين لا نخرج عن نصوص كتاب الله، لا نخرج عن هدي رسول الله، لا نخرج عن هدي أصحاب رسول الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
علي الشريف احمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي الشريف احمد
زيارة موقع علي الشريف احمد المفضل
البحث عن كل مشاركات علي الشريف احمد