09-05-2012, 08:41 PM
|
#184
|
|
رد: محبة النبى صلى الله عليه وسلم
وعند حليمة مع أخيه كان يرعى غنمهم المسمية * فكان يظله الغمام وقد صح ذلك فى غير مكان * وجاءه ذات يوم وهو يرعى الغنم عصبة ملكية * قيل ثلاثة وقال بعضهم بل اثنان * وفى يد أحدهم طست من الألوان الذهبية * وهو مملوء ثلجا بغير زيغ ولا بهتان * فشقا صدره الشريف واستخرجا منه المضغة القلبية * ثم شقا قلبه فأخرجا منه علقة سوداء فطرحاها من ثم ليطهران * ثم غسلا بطنه بذلك الثلج حتى تركا تلك المضغة منقية * فختماها بخاتم النور فملآها حكمة وايمان * ثم قال جبريل قلب وكيع شهادة منه حقية * أى شديد وفيه يا بنى عينان تبصران * فما هو الا أن وليا عنه فصار يرى الأمر معاينة عيانية * وكان له كما صح أذنان للوقائع تسمعان * ثم قال له زنه بعشرة من أمته الخيرية * فوزنه فرجح بهم وهيهات أن يزنه الكونان * ثم قال له زنه بمائة من أمته الأخروية * فوزنه فرجح بهم كما صححه الحبران * ثم قال زنه بألف منهم ليتم من الله والخلق الشهادة العدلية * فوزنه فرجح فقال لصاحبه لو وزنته بأمته لوزنها مرجح الميزان * ثم ضموه الى صدورهم وقبلوا رأسه وقالوا لن تراع يا سيد جماعة النبوة والرسلية * فلو تدرى ما يراد بك من الخير والهديان * فوحقك على الله لقرت عيناك الجميلة الحسنية * وكان الأمر فيه الجود السارى الى سائر العالمان * وقالا له ما أكرمك على الله يا خير من وطئ الأرض الفتقية * ان الله معك وملائكته فما عليك من خوف بعد هذا العصمان * ثم لم يزل هكذا وهو يكبر ودعى الأمين لأمانته القريحية * وتزوج بخديجة وهو ابن خمس وعشرين الحائزة القصران * وسافر الشام فى تجارة وكانت تظلل عليه جماعة من الملائكة المعصومية * ورأت خديجة مع نساء حين قدومه يظلانه ملكان * فذكرت ذلك لميسرة فأخبرها أنه رأى ذلك من منذ خرج معه فى السفرية * فيا عظيم شأنك يا رسول الملك الديان *
( اللهم صل وسلم على الذات المحمدية واغفر لنا ما يكون وما قد كان )
شق عن قلبه وأخرج منه *** مضغة عند غسله سوداء
ختمته يمنى الأمين وقد *** أودع ما لم تدع له أنباء
صان أسراره الختّام فلا *** الفضض ملم به ولا الافضاء
آلف النسك والعبادة و *** الخلوة طفلا وهكذا النجباء
ورأته خديجة والتقى والزهد *** فيه سجية والحياء
وأتاها أن الغمامة والسرح *** أظلته منهما أفياء
وأحاديث أن وعد رسول الله *** بالبعث حان منه الوفاء
فدعته الى الزواج وما أحسن *** ما يبلغ المنى الأذكياء
كيما تفوز بوصل أى مستتر *** عن العيون وسر أى مكتتم
فحزت كل فخار غير مشترك *** وجزت كل مقام غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتب *** وعز ادراك ما أوليت من نعم
بشرى لنا معشر الاسلام ان لنا *** من العناية ركنا غير منهدم
مولاى صل وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
واذا حلت الهداية قلبا *** نشطت فى العبادة الأعضاء
بعث الله عند مبعثه الشهب *** حراسا وذاق عنها الفضاء
تطرد الجن عن مقاعد للسمع *** كما تطرد الذئاب الرعاء
فمحت آيات الكهانة آيات *** من الوحى ما لهن انمحاء
|
|
|