عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2012, 05:05 PM   #180
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: محبة النبى صلى الله عليه وسلم


فصل في محّبته-صل الله عليه وسلم-
قال القاضي عياض في"الشفا" :قال الله تعالى : (قل إن كان اَباؤكم وأبناؤكم وإخوانُكم وأزواجُكم وعشيرتُكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فَتَرَبَّصُوا حتى يأتيَ الله بأمره).

قال القاضي:كفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته,ووجوب فرضها,وعِظَم خطرها,واستحقاقه لها عليه الصلاة والسلام إذا قرَّع الله(تعالى) من كان ماله وولدهُ وأهلهُ أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله: (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
ثم فَسَّقَهم بتمام الاَية,وأعلمهم بأنهم ممن ضلّ ولم يهْدِه الله تعالى.
ثم ساق حديثاً بسنده عن سيدنا أنس بن مالك(رضي الله عنه),أن رسول الله-صل الله عليه وسلم- قال: "لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والدِه وولدِه والناسِ أجمعين".أخرجه مسلم.
ورَوَى أيضاً عن سيدنا أنس بن مالك(رضوان الله عليه): "أن رجلاً أتى النبيَّ-صل الله عليه وسلم- فقال:يارسول الله!متى الساعة؟قال:ماعددتً لها؟قال ماأعددتُ لها من كبير صلاةٍ ولاصوم ولاصدقة,ولكنّي أحبّ اللهَ ورسولَه..قال: "أنت مع من أحببت"أخرجه الشيخان.

ولايُفْهَم من معنى فرضِ محبته أنها تعني الذين عايشوه في فترة حياته,بل تستمر حتى نهاية هذه الدنيا.وقد أشار إلى ذلك سيّدنا رسول الله-صل الله عليه وسلم-في الحديث الذي يرويه سيّدنا أبو هريره(رضي الله عنه),قال: "مِنْ أشدَّ أمتي لي حباً:أناسٌ يكونون بعدي,يَوَدُّ أحدهم لو راَني بأهله وماله".رواه مسلم.
وعن عمرو بن العاص: "ماكان أحد أحبَّ إليَّ من رسول الله-صل الله عليه وسلم-".أخرجه مسلم.

وعن عَبده بنت خالد بن مَعْدَان,قالت: "ماكان خالدٌ يأوي إلي فِراشه إلا وهو يذكر من شوقه إلي رسول الله-صل الله عليه وسلم-وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار,يُسَمِّيْهم,ويقول: "هم أصلي وفصلي,وإليهم يَحِنُّ قلبي,طال شوقي إليهم فَعَجِّلْ ربِّ قبضي إليك" حتي يغلبه النوم.
وعن أبي إسحاق:قال أنّ امرأةً من الأنصار قُتِل أبوها وزوجها وأخوها يومَ أحُد مع رسول الله-صل الله عليه وسلم-,فقالت:مافَعَل رسول الله؟قالوا:خيراً,هو(بحمد الله) كما تحبّين.قالت:أرونيه حتى أنظر إليه,فلما رأته قالت:كل مصيبة بعدك جَلَل.(أي هينه)رواه البيهقي.
وسئل علي بن أبي طالب(رضي الله عنه):كيف كان حُبُّكم لرسول الله-صل الله عليه وسلم-؟قال:"كان والله أحب إلينا من أموالنا,وأولادنا,وأبنائنا,وأمهاتنا,ومن الماء البارد على الظمأ".

وعن زيد بن أسلم قال:خرج عمر ليلة يحرس,فرأى مِصباحاً في بيت,وإذا عجوز تَنْفُش صوفاً وتقول:
على محمدٍ صلاةُ الأبرار ** صلى عليه الطيبون الأخيار

قد كنت قواما بُكا في الأسحار ** ياليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار
{تعني النبي صل الله عليه وسلم} فجلس عمر يبكي.
ذكر السيوطي في غزو لأحاديث الشفا قال: إن هذه القصه رواها ابن المبارك في "الزهد".
ولما أخرج أهل مكة زيد بن الدثنه من الحرم؛ليقتلوه,قال له أبو سفيان بن حرب:أنشُدُك الله يازيد:أتحب أن محمداً الان عندنا مكانك تُضرب عنقه,وأنت في أهلك؟فقال زيد:والله ماأُحِبّ أنّ محمداً الان في مكانه الذي هو فيه أن تصبه شوكة وإني جالس في أهلي,فقال أبو سفيان:مارأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحبّ أصحاب محمدٍ محمداً.رواه البيهقي

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس