[نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي]

ومنها ماأخبر به بعضُ من ركب البحر من المغاربة قال: خرجتُ مسافرا في سفينة كبيرة وكان فيها خلقٌ كثير, فهاج بنا البحر واشتدت بنا الرياح وعظمت الأمواج حتى أشرفنا على الغرق فكنا بين داعٍ وباكٍ ومتضرع, فقال لي بعض أصحابي ان في السفينة رجلا مجذوبا فهل لك أن تذهب إليه, فذهبت إليه فإذا هو نائم, فقلت في نفسي إلى هذا ارسلوني, لو كان لهذا المسكين عقل مانام ونحن في هذه الحال ثم وكزته برجلي فأفاق وهو يقول: بسم الله الذي لايضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم, فقلت له ياعبد الله ماترى مانحن فيه؟ فسكت ولم يجبني فكلمته مرة ثانية, فقال هات هذا القرطاس فاجعله في مقدمة السفينة وشر به إلى الريح من حيث تأتي فأخذته وجعلته كما قال, فكشف الله عن بصري ,فإذا رجالٌ أخذوا بأطراف السفينة وجروها إلي البر وركزوها في الرمل وقد تكسر في هذه الليله سفن كثيرة غير هذه, فلما كان من الغد جاءتنا ريح طيبةٌ فأخرجنا السفينة من الرمل وسرنا. والذي كان مكتوباً في القرطاس أسماء اهل بدر, فصرنا نتلو أسماءهم حتى وصلنا سالمين.

سراج الدين احمد الحاج ,د. سلوى الدابي معجبون بهذا