الموضوع
:
القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية
عرض مشاركة واحدة
07-30-2012, 10:11 AM
#
3
علي الشريف احمد
المُشرف العام
رد: القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية
إنّ العالم بأسره اليوم محجوب القلب غافل الفؤاد وليعلم من لا يعلم أنّ البشر متى غفلوا عن الله تعالى جاءتهم الآيات الكبرى والحساب العسير كما قال تعالى ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) فصاحب الغفلة لا بدّ أن يكون معرضا عن نسائم حضرة ربّه لهذا حورب الإسلام اليوم ظاهرا وباطنا سواء من الأعداء أو ممّن ينتسبون إليه ومن الفرق التي تدّعي امتلاكها الحقيقة فكأنّ الإسلام عندهم عملية حسابية فجعلوا أنفسهم حكما على العالم والناس فمن انتسب إليهم قالوا بتحقيقه ومن لا فلا قيمة إذن له عندهم في قلوبهم وهذا جرّاء عماء القلب
لا يقترب حساب الناس مع يقظة قلوبهم وإنّما يقترب مع غفلة القلب ( افترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) لذا قال تعالى بعد آية ( لاهية قلوبهم ) فربط الأمر بالقلب وبيّن علاقته بتلك الغفلة
كنت العبد الضعيف مرّة أذكر الله تعالى فخلال ذكري أحسست كأنّ في قلبي صخرة صمّاء كبيرة صلبة فقلت في نفسي ( اللهم أعنّي على هدمها وتحطيمها ) شعرت بهذا بعد مدّة طويلة من الذكر فقلت ياما في قلبي من صخور مثلها ولمّا أشعر بها وحينها فهمت بحسب فهمي قوله عليه الصلاة والسلام ( تصدأ القلوب كما يصدأ الحديد ... الحديث ) وقوله تعالى ( ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة )
إنّما انجمع العالم اليوم حتى أضحى كالمدينة الواحدة أو كالقرية الواحدة الكبيرة بسبب فساد القلوب فأنشأ لهم الشيطان الدولة العلمانية العالمية حتى أضحى العبد المسلم الصالح يشتغل اليوم ويمتهن مثلا في فرنسا في تسريح دورات مياه المشركين ويفرح بذلك غاية الفرح سعيا وراء لقمة عيشه ... هذا حال أمّتنا اليوم فلا قلوب لهم ترى فلو رأت قلوبهم لفهموا الكثير ولجنحوا إلى الله العظيم الكبير
وإنّ من فساد قلوب المسلمين اليوم أنّهم يبجّلون الكافر ويعظّمونه في بعض الأحيان أكثر من تعظيمهم لوليّ صالح أمّا الإعجاب بهم وبما عليه ظواهرهم فحدّث عنه ولا حرج حتى أضحى شبابنا اليوم يتّبع الغرب في كلّ شيء في مأكله ومشربه وفي نومه ويقظته وفي مشيه وجميع حركاته وسكناته فلم تبق له شخصية إسلامية ولا إنسانية كما قال تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ) أنظر قوله ( ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ) لهذا أمرنا القرآن الكريم بعدم اتباع حواسنا الظاهرة في الحكم من حيث الإعجاب بالملبوس وبالكلام وبالظاهر بصفة عامّة بل إن الحكم إلاّ لله أي لما يودعه الله في القلوب من معرفة حكم الحقيقة فيرضى بها العبد كيفما كانت ... لهذا تحتم خروج أهل الله تعالى في هذا الزمان خروجا جلاليا كي يرجع الله بهم الأمور إلى نصابها والأرض إلى صلاحها فالمسلمون مسؤولون عن الأرض وليس أمريكا ولا روسيا هما المسؤولان وإنّ مجلس الأمن كان من الممكن أن يكون مجلسا إسلاميا عادلا يحكم العالم
ولكن الله تعالى لمّا أعطى العرب هذا الدين العظيم فلم يقدروه حق قدره ولم يفهموه حق فهمه في هذا الزمان تركهم تحت حكم غيرهم رغم وجود دين الله بين أيديهم يفعل بهم ما يشاء فلا تسمع منهم بعد هذا غير الصراخ والنواح كحال أهل النار في النار وهم يتعاوون
الأمر ليس مجرّد كلام يقتنع به شخص أو يرفضه فلا يقتنع به وإنّما كلام أهل الله تعالى يدخل القلوب من غير إستئذان يحرّك هناك السرّ الكامن بين الجنبين وهو سرّ محبّة الروح لخالقها والتي شهدت بذلك وأقرّت له بها في مشهد توحيدها فما كان قطّ نبيّ أو رسول أو وليّ متحكّما على قلوب العباد وإنّما غاية أمره أنّه يحرّك لهم السرّ الكامن فيهم ثمّ يتركهم فيقول لكل واحد منهم : ها أنت وربّك
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى لمّا ألّف كتابه الإحياء ( لمّا رأيت الأمّة أصيبت في قلوبها ألّفت لهم كتاب إحياء علوم الدين ) فكلّ علم ديني لا يحرّك فيك ساكن القلب فدعه حتّى أضحى اليوم العلم الديني عند بعض الناس كفكر ونزهة عقل ومتعة ذهن وليس حال قلب فكثر الجدال وعمّ النقاش وأدلى الرويبضة برأيه ...
وبما أنّ الحديث يتبع بعضه بعضا فلا اختلاف فيه فسنكتب في موضوع مستقلّ بعد هذا إن شاء الله تعالى حقيقة علاقة اللغة القرآنية بالقلب وأنّ المتشابهات تقع في العقول بسبب القلوب المريضة أمّا القلوب السليمة فلا متشابه عندها وكيف نزل القرآن على القلب وخصوصا أنّه شهر نزول القرآن ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) متى علمت أنّه أنزل على القلب
وقد قال تعالى لنا منبّها ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فجعل البصر والعقل والسمع محلّه كلّه القلب و ( التي في الصدور ) أي مخفي أمرها ... فكم من واحد عاش ومات وما علم شيئا عن قلبه ..
والله أعلم وأحكم
سراج الدين احمد الحاج
معجب بهذا
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
علي الشريف احمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي الشريف احمد
زيارة موقع علي الشريف احمد المفضل
البحث عن كل مشاركات علي الشريف احمد