عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2012, 01:38 PM   #8
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآن


بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فاٍنه منهم اٍن الله لا يهدى القوم الظالمين((51))
فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دآئرةٌ فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا نادمين ((52))
ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم اٍنهم لمعكم , حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ((53)) صدق الله العظيم (( سورة المائدة آيات 51,52,53 ))


(( عبادة بن الصامت )) رضى الله عنه :


رجل يعد فى الرجال بألف رجل
هكذا قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه , عندما أرسله مدداَ لعمرو فى فتح مصر وكان طويلاَ فارع الطول , اسمر البشرة , لونته الصحراء , وأكسبت جسمه قوة ونماء (( اٍنه عبادة بن الصامت ))
من السابقين الى الاسلام , ومن رجال البيعة الأولى الأولى ومن بنى عوف بن الخزرج الأنصارى. من الأنصار الذين نصروا وآووا وبذلوا أرواحهم رخيصة فى سبيل الله .
والده الصامت بن قيس الخزرجى وأمه قرة العين بنت عبادة . ((وأخوه أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة التى أنزل الله فيها : قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله والله يسمع تحاوركما والله سميع بصير ))


كان أحد أفراد الوفد المكون من اثنى عشر رجلا والذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم البيعة الأولى , وكان حليفاَ ليهود بنى قينقاع بالمدينة وعندما سمعوا بعودته من مكة توافدوا الى منزله ليحدثهم عبادة عن النبى الجديد الذى ظهر بمكة والذى له علامات وآيات فى كتبهم التى بين أيديهم والتى لاتخفى على أحد منهم , سأله أحد أحبارهم أن يصف لهم النبى وصفاً كأنه جالس بينهم ليطابقوا ذلك على مافى كتبهم .

قال عبادة : لقد رأيناه أول مرة فاستقرت محبته فى قلوبنا حتى لا يستطيع أحدنا أن يحول وجهه عنه , فى وجهه وضاءة ونور , وفى عينه بريق يأخذ بلب صاحبه , ليس بالقصير ولا بالطويل , أبيض ذو ضفيرتين , بين كتفيه خاتم النبوة , يكثر الأحتباء ولا يقبل الصدقة , يركب الحُمار والبعير ويحتلب الشاه , وتطاولت أعناق يهود وأرهفت آذانهم للسماع وخيم على المكان صمت شامل لا يقطعه اٍلا حديث عبادة , ثم قال : واختبرناه فكان ألين الناس وأكرم الناس , وكان ضحاكا بساما , ليس بفظ ولا غليظ , وليس بفاحش ولا صخاب , يعفو ويغفر . لا تغلق دونه الابواب ولاتقوم بين يديه الحجبة ولا يغدى عليه بالجفان , ولايراح عليه , يجلس على الأرض , ويأكل طعامه بالأرض , ويلبس الغليظ , ويردف بعده , ويلعق أصابعه . يتكلم بكلام فصل , يحفظه ويسمعه .

وتناول عبادة كوباً من الماء ورفعه فوق شفتيه ليبل ظمأه , لقد كانت كلماته تنساب فى سهولة ويسر وتهدج صوته وأوشكت أن تغلبه دموعه فأراد أن يهدى من روعه ببعض قطرات الماء.

وشهد عبادة مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها وكان له دور فى اخراج يهود بنى قينقاع حلفائه فى الجاهلية من المدينة . ووقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤازره ويناصره ضد هؤلاء اليهود والمنافقين , وفى حروب الردة كان فارسها المغوار والمجاهد فى سبيل الله الباحث عن الشهادة , وفى خلافة عمر رضى الله عنه كتب يزيد بن أبى سفيان اليه : قد احتاج أهل الشام اٍلى من يعلمهم القرآن ويفقهم , فأرسل اليه عمر معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبا الدرداء , فأقام عبدة بحمص فأستخلفه عليها أبو عبيدة بن الجراح ثم صرفه لفتح طرطوس ففتحها وكان أول من ولى قضاء فلسطين من قبل عمر بن الخطاب رضى الله عنه .

ومن قبل ذلك وفى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم استعمله على الصدقات وقال له : اتق الله لا تأتى يوم القيامة ببعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها قواج .

وتوفى رضى الله عنه سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة (( رضى الله عنه وأرضاه ))


أسباب النزول :

أنتصر المسلمون فى غزوة بدر الكبرى فآلم ذلك اليهود وأخذوا يتحرشون بالمسلمين وكانت بداية ذلك فى سوق بنى قينقاع عندما قدمت أمرأة من العرب بحليب لها فباعته وجلست الى صائغ بالسوق فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ الى طرف ثوبها فعقده على ظهرها فلما قامت انطشفت سوءتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بنى قينقاع , وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مسرعا الى السوق ثم قال : يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة , واسلموا فانكم قد عرفتم أنى بنى مرسل , تجدون ذلك فى كتابكم وعهد الله اليكم .

قالوا يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة , أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس .
ثم أرسلوا اليه عبد الله بن أبى بن سلول فكلمه فيهم فلم يجبه فقال : يا محمد أحسن فى موالى , وكانوا حلفاء الخزرج فأعرض عنه فأدخل يده فى جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلنى وغضب الرسول الكريم حتى رأوا لوجهه ظللاَ ثم قال : ويحك أرسلنى . قال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن فى موالى أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعونى من الأحمر والاسود تحصدهم فى غداة واحدة ؟؟ انى والله امرؤ أخشى الدوائر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك .

وعندما علم عبادة بن الصامت بما كان من أمر اليهود وأمر عبد الله بن سلول جاء مسرعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله اٍن أوليائى من اليهود كانت شديدة أنفسهم كثيراَ سلاحهم , شديدة شوكتهم وأنا أبرأ الى الله ورسوله من ولاية يهود ولا مولى لى الا الله ورسوله , فقال عبد الله بن سلول لكنى لا أبرأ من ولاية يهود اٍنى رجل لابد لى منهم .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الأحباب أرأيت الذى نفست به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت ؟؟ فهو لك دونه فقال : اٍذن أقبل

فنزل قوله تعالى :

يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم اٍن الله لا يهدى القوم الظالمين
غترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادمين
ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم اٍنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين
يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم .
اٍنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فاٍن حزب الله هم الغالبون .

صدق الله العظيم

نزلت هذه الآيات فى عبادة بن الصامت رضى الله عنه وعبد الله بن أبى بن سلول زعيم المنافقين

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس