عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2012, 03:05 AM   #2
شيكيت
مُراسل منتديات الختمية
الصورة الرمزية شيكيت



شيكيت is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى شيكيت إرسال رسالة عبر Yahoo إلى شيكيت إرسال رسالة عبر Skype إلى شيكيت
افتراضي رد: كيف يستقبل المؤمن شهر رمضان ... الحبيب عمر بن حفيظ


كيف يستقبل المؤمن شهر رمضان

يا أيها المؤمن: إن خطابك بهذه الكلمة يثير في باطنك معنى تمتلئُ به الجوانح على قدر ما يحمل فؤادك من حقيقة الإيمان الذي خوطبت به ، إنك بالإيمان تتميز عن كل مَن لم يهتدِ لحقيقةِ وجودِه، ولم يعرف موجده وصانعه الذي خلَقه من العدم، ولم يظفر بالمنهج الذي ارتضاه وشرعه له الخلاق الحكيم القدير ] أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [ [الملك: 14].

وأنت من خلال هذا المنهج تقيم الأسس الصحيحة لتغذية الروح والجسد وإصلاحهما وإسعادهما في الحياتين والدارين، ذلك بأنه المنهج الكامل الأمثل الأقوم الأتم الأقوى لصلاح هذا الإنسان ] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [ [المائدة: 3]. ] وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [ [المائدة: 50].

وأنت بهذا المنهج تعرف قيمةَ الحياة وتحرص على اغتنام أيامها ولياليها وانتهاز فرصها ومواسمها لتكسب السعادة وتتهيأ للحسنى وزيادة ] تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [ [الملك: 1، 2]. ] وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى [ [النجم: 39، 40، 41]. ورسول الله يقول لك (( اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك )) [رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرطهما].
وأنت بهذا الإيمان وأخذِك بمقتضاه لهذا المنهج القويم تحسن التفكير ويأخذ بك الاهتمام كيف تستقبل رمضان ، فإن أحوال المسلمين مختلفة جداً في كيفية استقبال هذا الشهر الكريم ما بين من لا يدرك إلا أنه شهر امتناع في النهار عن الطعام والشراب والجماع ، لا يمتد نظره إلى حِكَمه ولا إلى مقصده ؛ وبين من يصوم ويقوم ببعض مظاهر العبادة عادة ؛ وبين من يعدُّه فرصة لتناول أنواع من الأطعمة وقضاء جلسات سهر في غير طائل ؛ وبين من يعدُّه موسماً للتجارة المادية ؛ وبين من يكثر فيه من الاشتغال بالألعاب والتفرج على أصناف الأفلام ؛ وبين من يتجاوز الحد فيكثر من الذنوب ويختلط في مثل الأسواق بالأجنبيات خصوصاً في العشر الأواخر ، فيتعرض بذلك للحرمان والطرد والمقت والعياذ بالله تعالى ؛ وبين من يهمل فيه أولاده ونساءه فيرتعون في مجالسة أهل الغفلات وأهل قسوة القلوب وسوء الأخلاق ؛ وكل أولئك لم يعرفوا رمضان ولم يدركوا معناه ، وخمدت فيهم داعية الاستجابة للإيمان الذي في قلوبهم لضعفه ونقصه وتغطية نوره وآثاره بظلمات الإيثار للشهوات الزائلات ، والحظوظ والأغراض الفانيات ؛ وما بين مَن أخذَ نصيباً ودرجة من فقه حكمة الله الخلاق في تخصيص رمضان بفرض الصيام ونزول القرآن ، وأنه شهر التطهر عن الأدران ، وتحصيل رضوان ملك الملوك الديان ، وفرصة الحصول على الغفران ، وتقويم وتقوية الصلة بالرحمن ؛ شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ؛ فهو منَّة فخيمه ، وفرصة عظيمه ، وعطيَّة جسيمة ، وميدان فسيح لتصحيح الأخطاء ، وتثبيت الخُطى ، على المنهج الذي ارتضاه جل وعلا ؛ شهر الادكار والذكرى ، والفوز والبشرى ، والتوبة النصوح ، والفتح والمنوح .
وهم على درجات في هذا الفقه والعمل بمقتضى الإيمان في هذا الشهر العظيم المبارك فيستقبلونه بالفرح والسرور ، وبالحذر من موجبات الحرمان ، وبالتشمير في العمل بمقتضى الإيمان .. ونحن نلخص لك أيها المؤمن مهماتك وواجباتك في هذه الثلاثة الجوانب فأحضِر قلبك واستمع وتوجه بالعزم الصادق تظفر وتربح ] فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [ [الزمر: 17، 18].

شيكيت غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس