|
رد: كتاب الرِمَاح والأسِنّة للخليفه عبد العزيز محمد الحسن
قال الإمام السُّبكي في"شفاء السقام" :والأحاديث في الشفاعة كثيرة ومجموعُها يبلغ التواتر,وأعني بالتواتر هنا مااشتركت فيه الروايات عن الشفاعة,لالفظاً واحداً منها بخصوصه.
الحديث الأول :روى البخاري ومسلم,عن أبي هريرة(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله-صل الله عليه وسلم- :"أنا سيّد الناس يوم القيامة,هل تدرون مما ذلك؟ يجمع الله الأولين والأخرين في صعيد واحد,فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي,وتدنو الشمس جماجم الناس,ويبلغ الناس من الغمّ والكرب ما لايُطيقون ولا يحتملون, فيقول الناس: ألا تَرَون ما أنتم فيه؟ألا تَرَون مابَلَغَكم؟,ألا تنظرون مايشفع لكم عند ربكم؟فيقول بعض الناس لبعض:أبوكم اَدم,فيأتونه,فيقولون: يا اَدم!أنت أبو البشر,خلقك الله بيده,ونفخ فيك من روحه,وأمر الملائكة فسجدوا لك,وأسكنك الجنّة,ألا تشفع لنا عند ربك؟ ألا ترى مانحن فيه ومابَلَغَنا؟ فقال:إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضبْ قَبْلَه مثلَه,ولايغضبْ بعده مثله,وإنه نهاني عن الشجرة فعصيتُه نفسي نفسي نفسي.اذهبوا إلى غيري,اذهبوا إلى نوح.فيأتون نوحاً عليه السلام فيقولون: يانوح!أنت أوّلُ الرسل بُعث إلى أهل الأرض,وقد سمَّاك الله عبداً شكوراً,ألا ترى مانحن فيه؟ألا ترى مابَلَغَنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله,ولايغضبُ بعده مثله,إنه قد كانت لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي, نفسي نفسي نفسي,اذهبوا إلى غيري,اذهبوا إلي إبراهيم.فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبيُّ الله وخليلُه من أهل الأرض اشفع لنا عند ربك,ألا ترى مانحن فيه؟فيقول لهم: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله,وإني كنتُ كَذَبتُ ثلاث كذَبات فذكرها,نفسي نفسي نفسي.اذهبو إلى غيري.اذهبوا إلى موسى.فيأتون موسى,فيقولون :ياموسي! أنت رسولُ الله,فضَّلَك الله برسالته وكلامه على الناس, ألا ترى مانحن فيه؟اشفع لنا عند ربك.فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله,ولا يغضب بعده مثله,وإني قد قتلتُ نفساً لم أومر بقتلها.نفسي نفسي نفسي.اذهبوا إلى غيري,اذهبوا إلى عيسى.فيأتون عيسى فيقولون: ياعيسى! أنت رسول الله,وكَلِمَتُه ألقاها إلي مريم,ورُوْح منه,فكَلَّمتَ الناسَ في المهد.ألا ترى مانحن فيه؟اشفع لنا عند ربك.فيقول عيسى: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله,ولايغضب بعده مثله,نفسي نفسي نفسي.ولم يَذْكر ذنباً.اذهبوا إلى غيري؛اذهبوا إلى محمد,فيأتون محمداً-صل الله عليه وسلم-,فيقولون: يامحمد!أنت رسول الله وخاتم الأنبياء,وقد غفر الله لك ماتقدّم من ذنبك وماتأخر,ألا ترى مانحن فيه؟ اشفع لنا عند ربك.فأنْطَلِق,فاَتى تحت العرش فأقع ساجداً لربي,ثم يفتح الله على محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحْه على أحدٍ قبلي,ثم يقال: يامحمد! ارفع رأسَك ,وسلْ تعط ,واشْفع تُشَفَّع. فأرفع رأسي,فأقول: أمّتي ياربّ ..أمّتي ياربّ.فيقال يامحمد! أَدْخِلْ من أمتك من لا حسابَ عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة,وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ,والذي نفسي بيده إن بين المِصراعين من مصاريع الجنّة لَكَمَاْ بين مكةَ وهَجَر, أو كما بين مكةَ وبُصْري".
|