07-17-2012, 09:43 AM
|
#4
|
|
رد: الوصايا - لإبن العربي
وصية (2)
إذا عصيت الله بموضع فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل فيه طاعة وتقيم فيه عباده ,فكما يشهد عليك اذا استُشهد يشهد لك وحينئذ تنتزح عنه , وكذلك ثوبك إن عصيت الله فيه فكن كما ذكرتُه لك أُعبُد الله فيه ,وكذلك مايفارقك منك من قص شاربٍ وحلق عانةٍ وقص أظفارٍ وتسريح شعر وتنقية وسخ ,لايفارقك شئ من ذلك من بدنك إلا وأنت على طهارة وذكر الله تعالى عز وجل فإنه يسأل عنك كيف تركك ,وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله أن تدعو الله في أن يتوب عليك عن أمره تعالى ,حتى تكون مؤدباً واجباً في امتثالك أمرَ الله وهو قوله (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم) فأمرك أن تدعوه ,ثم قال في هذه الاَيه (إن الذين يستكبرون عن عبادتي) يعني هنا بالعبادة الدعاء أي: من يستكبر عن الذلة والمسكنة,فإن الدعاء سماه عبادةً والعبادةُ ذلة وخضوع ومسكنة (سيدخلون جهنم داخرين) أي أذلاء, فاذا فعلوا ماأمروا به جازاهم الله بدخول الجنة أعزاء.ولقد دخلتُ يوماً الحمام لغُسل طرأ عليّ سحراً فلقيت فيه نجم الدين أبا المعالي بن اللهيب-وكان صاحبي- فاستدعى بالحلاق يحلق رأسه فصحتُ به ياأبا المعالي فقال لي من فوره قبل أن أتكلم :اني على طهارة قد مهمتُ عنك,فتعجبت من حضوره وسرعة فهمه ومراعاته للموطن وقرائن الأحوال ومايعرفه مني في ذلك,فقلت له :بارك الله فيك والله ماصحت بك إلا لتكون على طهارة وذكر عند مفارقتة شعرك,فدعا لي ثم حلق رأسه.ومثل هذا قد أغفله الناس بل يقولون :إذا عصيتَ الله في موضع فتحول عنه لأنهم يخافون عليك ان تذكرك البقعة بالمعصيه فتستحليها فتزيد ذنباً إى ذنب فما ذكروا ذلك إلاّشفقة ولكن فاتهُم علمٌ كبير فأطلع الله فيه وحينئذ تتحول عنه فتجمع بين ماقالوه وبين ماأوصيتُك به.وكلما ذكرت خطيئة أتيتها فتب عقيب ذكرك اياها واستغفر الله منها.
واذكر الله عندها بحسب ماكانت تلك المعصية, فإن رسول الله-صل الله عليه وسلم- يقول (أتبع السيئة الحسنة تمحها) وقال تعالى : (إن الحسنات يذهبن السيئات) ولكن ليكن لك ميزان في ذلك تعرف به مناسبات السيئات والحسنات التي تزنها.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي ; 07-17-2012 الساعة 10:06 AM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|