معتمد مذهب السادة المالكية في تخصيص النصف من شعبان بعبادة
االحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و آله الطيبين
وبعد:
فقد خرج علينا من أدعياء العلم و الاتباع من يزعم أن تخصيص النصف من شعبان بعبادة، من البدع الحرمة، و ما درى المسكين أن علماء الأمة و فضلاءها ممن نقلوا لنا هذا الدين من أئمة المذاهب الأربعة قد استحبوا تخصيص النصف من شعبان بالعبادة، و سأذكر في هذه السطور معتمد مذهب السادة المالكية،و الله ولي التوفيق.
*- تحرير مذهب السادة المالكية:
1- قال العلامة الحطاب رحمه الله في "المواهب"(3/318):" بقي من الأيام التي ورد الترغيب في صيامها أيام أخر لم يذكرها المصنف منها ثالث المحرم والسابع والعشرون من رجب ونصف شعبان والخامس والعشرون من ذي القعدة"إه
و قال أيضا(نفس المصدر):" وأما نصف شعبان فذكره ابن عرفة لما ذكر أن مما ورد الترغيب في صومه شعبان فقال خصوصا يوم نصفه".إه
2- قال العلامة ابن عليش رحمه الله في "منح الجليل"(1/335):" ( وَ ) كُرِهَ ( اجْتِمَاعٌ لِكَدُعَاءٍ ) وَذِكْرٍ وَصَلَاةٍ وَنَحْوَهُ ( يَوْمَ عَرَفَةَ ) وَلَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ وَسَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ بِمَسْجِدٍ أَوْ غَيْرِهِ إنْ قُصِدَ بِهِ التَّشْبِيهُ بِالْحُجَّاجِ أَوْ أَنَّهُ سُنَّةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَإِلَّا فَيَنْدُبُ".إه
قلت: فقوله رحمه الله:" و إلا فيندب" يدل على أن الذكر و العبادة تندب ليلة النصف من شعبان بقيدين:
الأول: ألا يكون ذلك بمسجد أو غيره.(بغير اجتماع كما سيأتي في كلامه).
الثاني: ألا يعتقد بسنية تلك العبادة في ذلك الوقت.
و قال أيضا في نفس المصدر(1/345):" ( فَلَا ) يُكْرَهُ إلَّا فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي صَرَّحَ الْعُلَمَاءُ بِكَرَاهَةِ الِاجْتِمَاعِ فِيهَا كَلَيْلَةِ نِصْفِ شَعْبَانَ.."إه
فالكراهة متعلقة بالاجتماع لها، لا بتخصيصها بالعبادة، فتأمل!!.
3- قال العلامة النفراوي في " الفواكه الدواني"(2/652):" قوله : "من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"... ومعنى لم يمت قلبه لم يتحير عند النزع ولا على القيامة، وقيل لم يمت في حب الدنيا والإحياء يحصل بالذكر والصلاة ولو في معظم الليل".إه
4- و قال العلامة الخرشي فيط شرح المختصر" (2/101-102):" مَنْ : أَحْيَا لَيْلَتَيْ الْعِيدِ وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ"...وَمَعْنَى عَدَمِ مَوْتِ قَلْبِهِ عَدَمُ تَحَيُّرِهِ عِنْدَ النَّزْعِ وَلَا فِي الْقِيَامَةِ وَالْمُرَادُ بِالْيَوْمِ الزَّمَنُ الشَّامِلُ لِوَقْتِ النَّزْعِ وَزَمَنِ الْقَبْرِ وَيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالْإِحْيَاءُ يَحْصُلُ بِمُعْظَمِ اللَّيْلِ عَلَى الْأَظْهَرِ بِالصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ وَمِنْهَا الْغُسْلُ عَلَى الْمَشْهُورِ".إه