حتى نصوص الاتفاقيات تتأرجح ما بين القيمة السياسية والقيمة الاخلاقية – ليس لترسيخ الفكر الناضج والالهام السياسي بل لتجريم المناصحة ووضعها في قفص الاتهام بالخيانة العظمى ذلك بما يتيح لها المناورة واستقطاب المعينات المسكنة للسلس السياسي الذي تعاني منه الحكومة وعدم استلهام العبر والاستفادة من تراكم الخبرات حتى تغذي الدولة الحكومة على الثوابت والخطط الممنهجة.. بل كل ما في الأمر شريطة أن تلبي هذه الاتفاقيات متطلبات الجماعة النافذة في الحكومة ورغبة المؤتمر الوطني في جعل المواطن خادما يؤدي دوره دون اعتراض في جمع المدخلات الاقتصادية واستنزاف المواطن وتقاسم السلطة.
على أن تظل الديمقراطية شعاراً تخادع به الغرب .. جلباباً ترتديه لتضلل به الشعب دليلنا على ذلك عدم التزامها بالمواثيق الدولية .. مصادرة وعزل لكل من خالفها الرأي.. حتى ولو كان واليا من صلب المؤتمر الذين نالوا الثقة في الانتخابات الأخيرة إن كانت نزيهة .
أما الشورى راية ترفع لتركيع الشعب المغلوب على أمره بين ولاية الفقيه وبيعة أولي الأمر.. الخروج عليه من الموبقات التي تستوجب الحد حتى تستولي على مقدرات الأمة .. على أن تظل الشريعة جلد .. حدود.. رجم.. وزكاة .. أهل ذمة وخوارج
فإذا ما أردنا أن ندرس الموانع التي تقف أمام تحقيق بنود الاتفاقيات نجد من الصعب تنفيذ ما قطعوه على أنفسهم كالديمقراطية .. عدم التجني على المال العام إعادة المفصولين تعسفياً ..والواجبات الضرورية للانسانية .. فالحرية بوابة من بوابات الموبقات العشر في فقه الانقاذ يوم تمخضت،أما العدالة فشئ نسبي أولى بها أهل الهجرة .. أما التحول الديمقراطي مسخ شيطاني جاء من صلب الحضارة الغربية .. ظاهرة الحرية ظاهرها وباطنها بذرة زهق روح كل ثورة تأصيلية .. وابطال كل دعوة إصلاح إنها نجس من نجس الحداثة هدفها تبديل ثوابت الامة.. بهذه وبغيرها كل ما قامت به مساحيق سياسية لتجير وجهها أما التجني على المال العام حلال إن قوى شوكة أهل البراءة.. انصفت أهل البيعة أضعفت أعداء البرنامج الحضاري الذي لا يؤمنون بفقه الضرورة.. والبيعة للمؤتمر أما المفصولون في نظر أهل المؤتمر أهل جور وفساد في الأرض.. فاقدو الأهلية لا تربطهم بالوطن إلا المصلحة الشخصية المتمثلة في ابتعاث خيوط الماسونية كما يرى أهل الانقاذ أيضاً صانعو الثورات التي أرغمت الحكومات العسكرية على التنحي باعتبارهم يشكلون القوى الضاربة في النقابات.. وبابعادهم يكون الكرسي في مامن من الثورات حتى لا تكون رياح الربيع العربي او هبوب الخماسين.