الأشقاء الكرام،
إيماني أن السياسة هي فقه الممكن، و ضرورة ضبطب المتغيرات بالثوابت والمبادئ الأصيلة، والمؤسسات الحزبية اليوم تمارس هذا الفهم، الإتحادي الأصل اليوم ثابتٌ على مبادئ أكيدة، وشدد على أن هذه الإنتخابات لم تستوفي الحد الأدنى من النزاهة، وبيني السيد رئيس الحزب و السيد المرشح الرئاسي أكدا على ذلك ، لذلك فإنه لم يعترف بنتائجها، وسيتعامل مع الحكومة القادمة كحكومة أمر واقع، بل حتى أن الدعوة للحكومة القومية اعتراف ضمني من الجهات الحاكمة بأن الإنتخابات لم تأتي بالصورة الحقيقية للأوزان السياسية.
حتماً إن المشاركة الهزيلة لن تكون في صالح الحزب - ظاهرياً- ، ولكنها متى جاءت مؤثرة ومستوعبة لقطاع واسع من الأحزاب السياسية و قوميةً بمسماها الحقيقي ومشفوعة بشرط عدم الاعتراف بألإنتخابات، فستكون -نحسب- محل دراسة الحزب و قيادته.
الخيارات مفتوحة والسيناريوهات متعددة، والإتحادي عودنا على القرارات الصعبة والشجاعة التي ترعى المصلحة الوطنية وتتوافق مع التاريخ النضالي، وحسبك قرار المشاركة في الإنتخابات الذي جاء حكيماً و شجاعاً فرفض الحزب أن إمعةً و كشف التزوير و بنى قواعده جيداً.
ما أعلمه جيداً وأحسب أني واثق منه، أن الحزب لن يعترف بنتائح الإنتخابات بأي حال من الأحوال، فقد توالت الإعترافات بأنها لم تكن نزيهة بدئاً من المشير البشير مرشح المؤتمر الوطني الرئاسي نفسه الذي لمح إلى أن الانتخابات في الجنوب كانت مزورة و كذلك نائبه ومنسوبي حركته الذين شككوا في انتخابات الشمال، فهي إذاً مقدوح في نزاهتها من كل المراقبين.
القرار مهم .. وصعب .. وكلنا ثقة في أن القيادة قادرة على قرار قيادي صعب .. يحافظ على الثوابت ولا يهمل المتغيرات.
لكم جميعاً محبتي.