Quote: تناولت الأخبار الاسبوع الماضي قيام العضو البرلماني محمد نور زين بإثارة قضية النفايات الإلكترونية المسرطنة التى أوقفتها سلطات الجمارك بمنطقة سوبا جنوب الخرطوم قادمة من دول أروبية بجانب أخرى في ميناء بورتسودان، والتى دخلت في شكل أجهزة كمبيوتر وشاشات وطابعات منتهية الصلاحية، مشيراً إلى أن أجهزة الفحص أكدت وجود مواد مسرطنة بهذه النفايات. كما أقر مدير الجمارك اللواء سيف الدين عمر بضبط الحاويات بعد عمليات الفحص، وذكر أنه سيتم إرجاعها نظراً للتكلفة العالية للتخلص منها مشيراً إلى تلقيهم معلومات من جهات وجمعيات نشطة. مؤكداً حرصهم التام على مراقبة كافة موانئ دخول البضائع. وكشف في الخصوص عن مشروع لكشف الحاويات وتأمين ذلك باستخدام الأشعة السينية التى تكشف عن المواد المشعة والأسلحة منبهاً إلى ضرورة تحوط المواطنين في التعامل مع النفايات الإلكترونية. سبق وأن قمنا في صحيفة (الرائد) بنشر تحقيقين عن النفايات الإلكترونية وطرق دخولها إلى السودان.. سوف نقوم هنا بالتعريف بالمخاطر الصحية والبيئية للنفايات الإلكترونية في إطار توعية المواطنين والدولة بحجم هذه المخاطر. النفايات الإلكترونية الدكتور نزار الرشيد الخبير الفيزيائي والأمين العام لمنظمة تقنيات الاتصال والمعلومات عرّف النفايات الإلكترونية بأنها الأجهزة الإلكترونية (حواسيب – شاشات – طابعات – هواتف نقالة – تلفزيونات – ثلاجات – مكيفات - أية أجهزة أخرى تعمل بالتيار الكهربائي أو المجالات الكهرومغناطيسية) التى انتهى عمرها الافتراضي المقدر عالمياً ب(7) سنوات. مخاطر النفايات الإلكترونية ذكر نزار أن مخاطر النفايات الإلكترونية تتمثل في المواد التى تتكون منها هذه الأجهزة وتحتوي على كميات كبيرة من المكونات السامة والضارة والتى تصنف دولياً بأنها خطرة مثل الفسفور، الرصاص، الكادميوم، البريليوم والزئبق والليثيوم والنيكل وغيرها. آثار المكونات أشار د. نزار أن الأجهزة الإلكترونية تحتوي على آلاف المواد المختلفة، الكثير منها ذات مكونات سامة، على سبيل المثال يتألف جهاز الحاسوب من حوالي 1000 مادة مختلفة، تحتوي شريحة الذاكرة لوحدها علي أكثر من 350 من المواد ذات التأثير السام. تسبب العديد من المضاعفات النفسية والجسدية الخفية الناتجة عن الإشعاعات المنبثقة من الأجهزة الالكترونية مثل الاهتزازات النفسية والجسدية بالإضافة إلي الشكاوي النفسية، تصاعد معدلات الإجهاض عند الحوامل، تشوهات الأجنة والتأثير في وظائف الغدة الدرقية. مخاطر صحية في جانب المخاطر الصحية أوضح د. نزار أن المواد المكونة للنفايات الإلكترونية سبب رئيسي في العديد من الأمراض، منها: الكادميوم يؤثر على الجهاز التنفسي والكبد والكلى والجهاز البولي، الكروم مركب سام ومحرض للسرطان ويعمل على تحطيم الحمض النووي، الباريوم الموجود في الشاشة لحماية المستخدم من الإشعاع يسبب انتفاخ في الدماغ وضعف في العضلات وتلف في الكبد والقلب والطحال وتهيج في مجري التنفس، الرصاص يأثر مباشرة على الجهاز العصبي والدورة الدموية والكلى وجهاز المناعة لدى الجسم البشري فضلاً عن أثره السلبي على النمو العقلي للأطفال، الزئبق يعمل على تحطيم الأعضاء الداخلية وخاصة الدماغ والكلى ويؤثر سلبياً على تكوين الجنين، البيرليوم يسبب سرطان الرئة والأمراض الجلدية المزمنة، الكربون الموجود في الأحبار يسبب أمراض الجهاز التنفسي والسرطان، مخاطر بيئية فيما يختص بالمخاطر البيئة شدد الدكتور نزار أن النفايات الإلكترونية تكمن خطورتها على سلامة البيئة في أنها تتخلل طبقات المياه الجوفية أو تتطاير في الأجواء فتلوث الهواء، كما تكمن خطورتها في احتوائها على مركبات تدخل في تكوينها مواد مثل الكلور فيلور أو غازات أخرى لها تأثير الاحتباس الحراري إلى جانب احتوائها على الليثيوم الذى يقتل حيوية الأرض لمدة 750-1000 سنة والزئبق والرصاص، خاصة المستخدم في عمليات اللحام وأجهزة الشحن الكهربائي. ومن مكونات هذا الكوكتيل السام توجد المعادن الثقيلة مثل الكاديوم التى تختلط بالمخلفات العادية وتنشر مادة الديوكسين، وهي من السموم الخطيرة وعدو الهواء والتربة والمياه الجوفية. الحلول قدم د. نزار بعض الحلول للجهات المختصة عسى أن تكون بداية الطريق: إصدار قوانين تحد من استيراد الأجهزة الالكترونية المستعملة مع تحديد المعايير والمواصفات لاستيرادها، إصدار قوانين وتشريعات حول كيفية التعامل مع هذه النوع من النفايات لخطورتها، فرض غرامات رادعة على المستوردين لهذه النفايات، العمل على توفير مراكز أو مصانع لتقليص حجم النفايات والاستفادة منها بإعادة تدويرها، تقليل كميات النفايات والتخلص منها بدفنها في مواقع محددة، تعليم مستخدمي الأجهزة الالكترونية الطريقة الصحيحة للتعامل مع مخلفاتها والاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة لتوضيح مخاطر النفايات الإلكترونية وكيفية التعامل معها عند الاستغناء عنها أو التخلص منها