بسم الله الرَّحمن الرَّحيم .
وبه الإعانة بدءاً وختماً وصلَّى الله على سيِّدنا مُحَمَّدٍ ذاتاً ووصفاً واسماً .
(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) يوسف 76.
وذكر القسطلاني أنه عز وجل إذا أمر بالغيث وسوقه إلى ما شاء من الأماكن علمته الملائكة الموكلون به ومن شاء سبحانه من خلقه عز وجل ، وكذا إذاأراد تبارك وتعالى خلق شخص في رحم يعلم سبحانه الملك الموكل بالرحم بما يريد جل وعلا كما يدل عليه ما أخرجه البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله تعالى وكل بالرحم ملكاً يقول : يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فإذا أراد الله تعالى أن يقضي خلقه قال : أذكر أم أنثى شقي أم سعيد فما الرزق والأجل؟ فيكتب في بطن أمه فحينئذ يعلم بذلك الملك ومن شاء الله تعالى من خلقه عز وجل " وهذا لا ينافي الاختصاص والاستئثار بعلم المذكورات بناء على ما سمعت منا من أن المراد بالعلم الذي استأثر سبحانه به العلم الكامل بأحوال كل على التفصيل فما يعلم به الملك ويطلع عليه بعض الخواص يجوز أن يكون دون ذلك العلم بل هو كذلك في الواقع بلا شبه،
تفسير الألوسي رحمه الله .
مما ذُكر أعلاه أنَّ الملك الموكَّل بالرِّحم يكتب ماأمره به الله تعالى مِنْ عمرٍ وذِكورةٍ وأنوثةٍ وسعادةٍ وشقاوةٍ للإنسان.
فياترى هذا الملك الذي كتب عرِف ما كتبه وعِلم به أم لا ؟ علماً أنَّ هذه الأشياء في لغة الشَّرع غيباً .