عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2010, 01:29 AM   #2
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
Impp رد: قصيدة " الهمزية " للشيخ محمّد البوصيري .


كُلَّ يَوْمٍ يُهْدَي إِلَى سَامِعِيهِ

مُعْجِزَاتٌ مِنْ لَفْظِهِ الْقُرَّاءُ

تَتَحَلَّى بِهِ الْمَسَامِعُ والأَفْ

وَاهُ فَهْوَ الْحُلِيُّ وَالْحَلْوَاءُ

رَقَّ لَفْظاً وَرَاقَ مَعْنىً فَجَاءَتْ

فِي حُلاَهَا وَحَلْيِهَا الْخَنْسَاءُ

وَأَرَتْنَا فِيهِ غَوَامِضَ فَضْلٍ

رِقَّةٌ مِنْ زُلاَلِهَا وَصَفَاءُ

إِنَّمَا تُجْتَلَى الْوُجُوهُ إِذَا مَا

جُلِيَتْ عَنْ مِرْآتِهَا الأَصْدَاءُ

سُوَرٌ مِنْهُ أَشْبَهَتْ صُوَراً مِ

نَّا وَمِثْلُ النَّظَائِرِ النُّظَرَاءُ

وَالأَقَاوِيلُ عِنْدُهُمْ كَالتَّمَاثِي

لِ فَلاَ يُوهِمَنَّكَ الْخُطَبَاءُ

كَمْ أَبَانَتْ آيَاتُهُ مِنْ عُلُومٍ

عَنْ حُرُوفٍ أَبَانَ عَنْهَا الْهِجَاءُ

فَهْيَ كَالْحَبِّ وَالنَّوَى أَعْجَبَ الزُّ

رَّاعَ مِنْهُ سَنَابِلٌ وَذَكَاءُ

فَأَطَالُوا فِيهِ التَّرَدُّدَ والرَّيْ

بَ فَقَالُوا سِحْرٌ وَقَالُوا افْتِرَاءُ

وَإِذَا الْبَيِّنَاتُ لَمْ تُغْنِ شَيْئاً

فَالْتِمَاسُ الْهُدَى بِهِنَّ عَنَاءُ

وَإِذَا ضَلَّتِ الْعُقُولُ عَلَى عِلْ

مٍ فَمَاذَا تَقُولُهُ النُّصَحَاءُ

قَوْمَ عِيسَى عَامَلْتُمُ قَوْمَ مُوسَى

بِالذِي عَامَلَتْكُمُ الْحُنَفَاءُ

صَدَّقُوا كُتْبَكُمُ وَكَذَّبْتُمُ كُتْ

بَهُمُ إِنَّ ذَا لَبِئْسَ الْبَوَاءُ

لَوْ جَحَدْنَا جُحُودَكُمُ لاَسْتَوَيْنَا

أَوَ لِلْحَقِّ بِالضَّلاَلِ اسْتِوَاءُ

مَالَكُمْ إِخْوَةَ الْكِتَابِ أُنَاساً

لَيْسَ يُرْعَى لِلْحِقِّ مِنْكُمْ إخَاءُ

يَحْسُدُ الأَوَّلُ الأَخِيرَ وَمَا زَا

لَ كَذَا الْمُحْدَثُونَ وَالْقُدَمَاءْ

قَدْ عَلِمْتُمْ بِظُلْمِ قَابِيلَ هَابِي

لَ وَمَظْلُومَ الإِخْوَةِ الأَتْقِيَاءُ

وَسَمِعْتُمْ بِكَيْدِ أَبْنَاءِ يَعْقُو

بَ أَخَاهُمْ وَكُلُّهُمْ صُلَحَاءُ

حِينَ أَلْقَوْهُ فِي غَيَابَةِ جُبٍّ

وَرَمَوْهُ بِالإِفْكِ وَهْوَ بَرَاءُ

فَتَأَسَّوْا بِمَنْ مَضَى إِذْ ظُلِمْتُمْ

فَالتَّأَسِّي لِلنَّفْسِ فِيهِ عَزَاءُ

أَتَراكُمْ وَفَّيْتُمُ حِينَ خَانُوا

أَمْ تَرتكُمْ أَحْسَنْتُمُ إِذْ أَسَاءوا

بَلْ تَمَادَتْ عَلَى التَّجَاهُلِ آبَا

ءٌ تَقَفَّتْ آثَارَهَا الأَبْنَاءُ

بَيَّنَتْهُ تَوْرَاتُهُمْ وَالأَنَاجِي

يلُ وَهُمْ فِي جُحُودِهِ شُرَكَاءُ

إِنْ تَقُولُوا مَا بَيَّنَتْهُ فَمَا زَا

لَتْ بِهِ عَنْ عُيُونِهِمْ غَشْوَاءُ

أَوْ تَقُولُوا قَدْ بَيَّنَتْهُ فَمَا لِلْ

أُذْنِ عَمَّا تَقُولُهُ صَمَّاءُ

عَرَفُوهُ وَأَنْكَرُوهُ وَظُلْماً

كَتَمَتْهُ الشَّهَادَةَ الشُّهَدَاءُ

أَوَ نُورَ الإِلَهِ تُطْفِئُهُ الأَفْ

وَاهُ وَ هْوَ الذِي بِهِ يُسْتَضَاءُ

أَوَ لاَ يُنْكِرُونَ مَنْ طَحَنَتْهُمْ

بِرَحَاهَا عَنْ أَمْرِهِ الْهَيْجَاءُ

وَكَسَاهُمْ ثَوْبَ الصَّغَارِ وَقَدْ طُلْ

لَتْ دِماً مِنْهُمُ وَصِينَتْ دِمَاءُ

كَيْفَ يَهْدِي الإِلَهُ مِنْهُمْ قُلُوباً

حَشْوُهَا مِنْ حَبِيبِهِ الْبَغْضَاءُ

خَبِّرُونَا أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ مِنْ أَيْ

نَ أَتَاكُمْ تَثْلِيثُكُمْ وَالْبَدَاءُ

مَا أَتَى بِالْعَقِيدَتْيْنِ كِتَابٌ

وَاعْتِقَادٌ لاَ نَصَّ فِيهِ ادِّعَاءُ

وَالدَّعَاوِي مَا لَمْ تُقِيمُوا عَلَيْهَا

بَيِّنَاتٌ أَبْنَاؤُهَا أَدْعِيَاءُ

لَيْتَ شِعْرِي ذِكْرُ الثَّلاَثَةِ وَالْوَا

حِدِ نَقْصٌ فِي عَدِّكُمْ أَمْ نَمَاءُ

كَيْفَ وَحَّدْتُمُ إِلَهاً نَفَى التَّوْ

حِيدَ عَنْهُ الآبَاءُ وَالأَبْنَاءُ

أَأَلِهٌ مُرَكَّبٌ مَا سَمِعْنَا

بِإِلَهٍ لِذَاتِهِ أَجْزَاءُ

أفلِكُلٍّ مِنْهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْ

كِ فَهَلاَّ تُمَيَّزُ الأَنْصِبَاءُ

أَتُرَاهُمْ لِحَاجَةٍ وَاضْطِرَارٍ

خَلَطُوهَا وَمَا بَغَى الْخُلَطَاءُ

أَهُوَ الرَّاكِبُ الْحِمَارَ فَيَا عَجْ

زَ إِلَهٍ يَمَسُّهُ الإِعْيَاءُ

أَمْ جَمِيعٌ عَلَى الْحِمَارِ لَقَدْ جَ

لَّ حِمَارٌ بِجَمْعِهِمْ مَشَّاءُ

أَمْ سِوَاهُمْ هُوَ الإِلَهُ فَمَا نِسْ

بَةُ عِيسَى إِلَيْهِ وَالإِنْتِمَاءُ

أَمْ أَرَدْتُمْ بِهَا الصِّفَاتِ فَلِمْ خُصْ

صَتْ ثُلاَثٌ بِوَصْفِهِ وَثُنَاءُ

أَمْ هُوَ ابْنٌ للهِ مَا شَارَكَتْهُ

فِي مَعَانِي الْبُنُوَّةِ الأَنْبِيَاءُ

قَتَلَتْهُ الْيَهُودُ فِيمَا زَعَمْتُمْ

وَلأَمْوَاتِكُمْ بِهِ إِحْيَاءُ

إِنَّ قَوْلاً أَطْلَقْتُمُوهُ عَلَى اللَّ

هِ تَعَالَى ذِكْراً لَقَوْلٌ هُرَاءُ

مِثْلَ مَا قَالَتِ الْيَهُودُ وَكُلٌّ

لَزِمَتْهُ مَقَالَةٌ شَنْعَاءُ

إِذْْ هُمُ اسْتَقْرَءُوا الْبَدَاءَ وَكَمْ سَا

قَ وَبَالاً إِلَيْهِمُ اسْتِقْرَاءُ

وَأَرَاهُمْ لَمْ يَجْعَلُوا الْوَاحِدَ الْقَ

هَّارَ فِي الْخَلْقِ فَاعِلاً مَا يَشَاءُ

جَوَّزُوا النَّسْخَ مِثْلَ مَا جَوَّزُوا الْمسْ

خَ عَلَيْهِمْ لَوْ أَنَّهُمْ فُقَهَاءُ

هُوَ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحُكْمُ بِالْحُ

كْمِ وَخَلْقٌ فِيهِ وَأَمْرٌ سَوَاءُ

وَلِحُكْمٍ مِنَ الزَّمَانِ انْتِهَاءٌ

وَلِحُكْمٍ مِنَ الزَّمَانِ ابْتِدَاءُ

فَسَلُوهُمْ أَكَانَ فِي نَسْخِهِم مَسْ

خٌ لآيَاتِ اللهِ أَمْ إِنْشَاءُ

وَبَدَاءٌ فِي قَوْلِهِمْ نَدِمَ اللَّ

هُ عَلَى خَلْقِ آدَمَ أَمْ خَطَاءُ

أَمْ مَحَا اللهُ آيَةَ اللَّيْلِ ذُكْراً

بَعْدَ سَهْوٍ لِيُوجَدَ الإِمْسَاءُ

أَمْ بَدَا لِلإِلَهِ فِي ذَبْحِ إِسْحَا

قَ وَقَدْ كَانَ الأَمْرُ فِيهِ مَضَاءُ

أَوَ مَا حَرَّمَ الإِلَهُ نِكَاَ الأُخْ

تِ بَعْدَ التَّحْلِيلِ فَهْوَ الزِّنَاءُ

لاَ تُكَذِّبْ أَنَّ الْيَهُودَ وَقَدْ زَا

غُوا عَنِ الْحَقِّ مَعْشَرٌ لُؤُمَاءُ

جَحَدُوا الْمُصْطَفَى وَآمَنَ بالطَّا

غُوتِ قَومٌ هُمْ عِنْدَهُمْ شُرَفَاءُ

قَتَلُوا الأَنْبِيَاءَ وَاتَّخَذُوا الْعِجْ

لَ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ

وَسَفِيهٌ مَنْ سَاءَهُ الْمَنُّ والسَّلْ

وَى وَأَرْضَاهُ الْفُومُ والْقِثَّاءُ

مُلِئَتْ بِالْخَبِيثِ مِنْهُمْ بُطُونٌ

فَهْيَ نَارٌ طِبَاقُهَا الأَمْعَاءُ

لَوْ أُرِيدُوا فِي حَالِ سَبْتٍ بِخَيْرٍ

كَانَ سَبْتاً لَدَيْهِمُ الأَرْبِعَاءُ

هْوَ يَوْمٌ مُبَارَكٌ قِيلَ لِلتَّصْ

رِيفِ فِيهِ مِنَ الْيِهُودِ اعْتِدَاءُ

فَبِظُلْمٍ مِنْهُمْ وَكُفْرٍ عَدَتْهُمْ

طَيِّبَاتٌ فِي تَركِهِنَّ ابْتِلاَءُ

خُدِعُوا بِالْمُنَافِقِينَ وَهَلْ يُنْ

فَقُ إِلاَّ عَلَى السَّفِيهِ الشَّقَاءُ

وَاطْمَأَنُّوا بِقَوْلِ الأَحْزَابِ إِخْوَا

نِهِمُ إِنَّنَا لَكُمْ أَوْلِيَاءُ

حَالَفُوهُمْ وَخَالَفُوهُمْ وَلَمْ أَدْ

رِ لِمَاذَا تَخَالَفَ الْحُلَفَاءُ

أَسْلَمُوهُمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ لاَ مِي

عَادُهُمْ صَادِقٌ وَلاَ الإِيلاَءُ

سَكَنَ الرُّعْبُ وَالْخَرَابُ قُلُوباً

وَبُيُوتاً مِنْهُمْ نَعَاهَا الْجَلاَءُ

وَبِيَوْمِ الأَحْزَابِ إِذْ زَاغَتِ الأَبْ

صَارُ فِيهِ وَظَلَّتِ الآرَاءُ

وَتَعَدَّوْا إِلَى النَّبِيِّ حُدُوداً

كَانَ فِيهَا عَلَيْهِمُ الْعَدْوَاءُ

وَنَهَتْهُمْ وَمَا انْتَهَتْ عَنْهُ قَوْمٌ

فَأُبِيدَ الأَمَّارُ وَالنَّهَّاءُ

وَتَعَاطَوْا فِي أَحْمَدٍ مُنْكَرَ الْقَوْ

لِ وَنُطْقُ الأَرَاذِلِ الْعَوْرَاءُ

كُلُّ رِجْسٍ يَزِيدُهُ الْخُلُقُ السُّو

ءُ سِفَاهاً وَالْمِلَّةُ الْعَوْجَاءُ

فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْقَوْ

مِ وَمَا سَاقَ لِلبَذِيِّ الْبَذَاءُ

وَجَدَ السَّبَّ فِيهِ سُمّاً وَلَمْ يَدْ

رِ إِذِ الْمِيمُ فِي مَوَاضِعَ بَاءُ

كَانَ مِنْ فِيهِ قَتْلُهُ بِيَدَيْهِ

فَهْوَ فِي سُوءِ فِعْلِهِ الزَّبَّاءُ

أَوْ هُوَ النَّحْلُ قَرْصُهَا يَجْلِبُ الْحَتْ

إِلَيْهَا وَمَا لَهَا إِنْكَاءُ

صَرَعَتْ قَوْمَهُ حَبَائِلُ بَغْيٍ

مَدَّهَا الْمَكْرُ مِنْهُمُ وَالدَّهَاءُ

فَأَتَتْهُمْ خَيْلٌ إِلَى الحَرْبِ تَخْ

تَالُ وَلِلْخَيْلِ فِي الْوَغَى خُيَلاَءُ

قَصَدَتْ فِيهِمُ الْقَنا فَقَوَافِي

الطَّعْنِ مِنْهَا مَا شَانَهَا الإِيطَاءُ

وَأَثَارَتْ بِأَرْضِ مَكَّةَ نَقْعاً

ظُنَّ أَنَّ الغُدُوَّ مِنْهَا عِشَاءُ

أَحْجَمَتْ عِنْدَهُ الْحَجُونُ وَأَكْدَى

عِنْدَ إِعْطَائِهِ الْقَلِيلَ كُدَاءُ

وَدَهَتْ أَوْجُهاً بِهَا وَبُيُوتاً

مُلَّ مِنْهَا الإِكْفَاءُ وَالإِقْوَاءُ

فَدَعَوْا أَحْلَمَ الْبَرِيَّةِ والْعَفْ

وُ جَوَابُ الْحَلِيمِ وَالإِغْضَاءُ

نَاشَدُوهُ الْقُرْبَى التِي مِنْ قُرَيْشٍ

قَطَعَتْهَا التِّراتُ وَالشَّحْنَاءُ

فَعَفَا عَفْوَ قَادِرٍ لَمْ يُنَغِّصْ

هُ عَلَيْهِمْ بِمَا مَضَى إِغْرَاءُ

وَإِذَا كَانَ الْقَطْعُ وَالْوَصْلُ لِل

هِ تَسَاوَى التَّقْرِيبُ وَالإِقْصَاءُ

وَسَوَاءٌ عَلَيْهِ فِيمَا أَتَاهُ

مِنْ سِوَاهُ الْمَلاَمُ وَالإِطْرَاءُ

وَلَوَ اَنَّ انْتِقَامَهُ لِهَوَى النَّف

سِ لَدَامَتْ قَطِيعَةٌ وَجَفَاءُ

قَامَ للهِ فِي الأُمُورَ فَأَرْضَى

اللهَ مِنْهُ تَبَايُنٌ وَوَفَاءُ

فِعْلُهُ كُلُّهُ جَمِيلٌ وَهَلْ يَنْ

ضَحُ إِلاَّ بِمَا حَوَاهُ الإِنَاءُ

أَطْرَبَ السَّامِعِينَ ذِكْرُ عُلاَهُ

يَا لَرَاحٍ مَالَتْ بِهِ النُّدَمَاءُ

النَّبِيُّ الأُمِّيُّ أَعْلَمُ مُنْ أَسْ

نَدَ عَنْهُ الرُّوَّاةُ وَالْحُكَمَاءُ

وَعَدَتْنِي ازْدِيَارَهُ الْعَامَ وَجْنَا

ءُ وَمَنَّتْ بِوَعْدِهَا الْوَجْنَاءُ

أَفَلاَ أَنْطَوِي لَهَا فِي اقْتِضَائِي

هِ لِتُطْوَى مَابَيْنَنَا الأَفْلاَءُ

بِأَلُوفِ الْبَطْحَاءِ يُجْفِلُهَا النِّي

لُ وَقَدْ شَفَّ جَوْفَهَا الإِظْمَاءُ

أَنْكَرَتْ مِصْرَ فَهْيَ تَنْفِرُ مَا لاَ

حَ بِنَاءٌ لِعَيْنِهَا أَوْ خَلاَءُ

فَأَفَضَّتْ عَلَى مُبَارِكِهَا بِرْ

كَتُهَا فَالْبُوَيْبُ فَالْخَضْرَاءُ

فَالْقِبَابُ التِي تَلِيهَا فَبِئْرِ

النَّخْلِ وَالرَّكْبُ قَائِلُونَ رِوَاءُ

وَغَدَتْ أَيْلَةٌ وَحِقْلٌ وَقَرٌّ

خَلْفَهَا فَالْمَغَارَةُ الْفَيْحَاءُ

فَعُيُونُ الأَقْصَابِ يَتْبَعُهَا النَّبْ

كُ وَتَتْلُو كَفَافَةَ الْعَوْجَاءُ

حَاوَرَتْهَاالْحَوْرَاءُ شَوْقاً فَيُنْبُو

عٌ فَرَقَّ الْيُنْبُوعُ وَالْحَوْرَاءُ

لاَحَ بِالدَّهْنَوَيْنِ بَدْرٌ لَهَا بَعْ

دَ حُنَيْنٍ وَحَنَّتِ الصَّفْرَاءُ

وَنَضَتْ بَزْوَةٌ فَرَابغُ فَالْجُحْ

فَةُ عَنْهَا مَا حَاكَهُ الإِنْضَاءُ

وَأَرَتْهَا الْخَلاَصَ بِئْرُ عَلُيٍّ

فَعْقَابُ السُّوَيْقِ فَالْخُلَصَاءُ

فَهْيَ مِنْ مَاءِ بِئْرِ عُسْفَانَ أَوْ مِنْ

بَطْنِ مَرٍّ ظَمْآنةٌ خَمْصَاءُ

قَرَّبَ الزَّاهِرُ الْمَسَاجِدَ مِنْها

بِخُطَاهَا فَالْبُطْءُ مِنْهَا وَحَاءُ

هَذِهِ عِدَّةُ الْمَنَازِلِ لاَ مَا

عُدَّ فِيهِ السِّمَاكُ وَالْعَوَّاء

فَكَأَنِّي بِهَا أُرَحِّلُ مِنْ مَ

كَّةَ شَمْساً سَمَاؤُهَا الْبَيْدَاءُ

مَوْضِعُ الْبَيْتِ مَهْبِطُ الْوَحْيِ مَأْوَى

الرُّسْلِ حَيْثُ الأَنْوَارُ حَيْثُ الْبَهَاءُ

حَيْثُ فَرْضُ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ والْحَل

قِ وَرَمْيِ الْجِمَارِ وَالإِهْدَاءُ

حَبَّذَا حَبَّذَا مَعَاهِدُ مِنْهَا

لَمْ يُغَيِّرْ آيَاتِهِنَّ الْبَلاَءُ

حَرَمٌ آمِنٌ وَبَيْتٌ حَرَامٌ

وَمَقَامٌ فِيهِ الْمُقَامُ تَلاَءُ

فَقَضَيْنَا بِهَا مَنَاسِكَ لاَ يُحْ

مَدُ إِلاَّ فِي فِعْلِهِنَّ الْقَضَاءُ

وَرَمَيْنَا بِهَا الْفِجَاجَ إِلَى طَيْ

بَةَ وَالسَّيْرُ بِالْمَطَايَا رِمَاءُ

فَأَصَبْنَا عَنْ قَوْسِهَا غَرَضَ الْقُرْ

بِ وَنِعْمَ الْخَبِيئَةُ الْكَوْمَاءُ

فَرَأَيْنَا أَرْضَ الْحَبِيبَ يَغُضُّ

الطَّرْفَ مِنْهَا الضِّيَاءُ واللَّأْلاَءُ

فَكَأَنَّ الْبَيْدَاءَ مِنْ حَيْثُ مَا قَا

بَلَتِ الْعَيْنُ رَوْضَةٌ غَنَّاءُ

وَكَأَنَّ الْبِقَاعَ ذُرَّتْ عَلَيْهَا

طَرَفَيْهَا مُلاَءةٌ حَمْرَاءُ

وَكَأَنَّ الأَرْجَاءَ يَنْشُرُ نَشْرَ الْ

مِسْكِ فِيهَا الْجَنُوبُ وَالْجِرْبِيَاءُ

فَإِذَا شِمْتَ أَوْ شَمَمْتَ رُبَاهَا

لاَحَ مِنْهَا بَرْقٌ وَفَاحَ كِبَاءُ

أَيُّ نُورٍ وَأَيَّ نَوْرٍ شَهِدْنَا

يَوْمَ أَبْدَتْ لَنَا الْقِبَابَ قُبَاءُ

قَرَّ مِنْهَا دَمْعِي وَفَرَّ اصْطِبَارِي

فَدُمُوعِي سَيْلٌ وَصَبْرِي جُفَاءُ

فَتَرَى الرَّكْبَ طَائِرِينَ مِنَ الشَّوْ

قِ إِلَى طَيْبَةٍ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

فَكَأَنَّ الزُّوَّارَ مَا مَسَّتِ الْبَأْ

سَاءُ مِنْهُمْ خَلْقاً وَلاَ الضَّرُّاءُ

كُلُّ نَفْسٍ مِنْهَا ابْتِهَالٌ وَسُؤْلٌ

وَدُعَاءٌ وَرَغْبَةٌ وَابْتِغَاءُ

وَزَفِيرٌ تَظُنُّ مِنْهُ صُدُوراً

صَادِحَاتٍ يَعْتَادُهُنَّ زُقَاءُ

وَبُكَاءٌ يُغْرِيهِ بِالْعَيْنِ مَدٌ

وَنَحِيبٌ يَحُثُّهُ اسْتِعْلاَءُ

وَجُسُومٌ كَأَنُّمَا رَحَضَتْهَا

مِنْ عَظِيمِ الْمَهَابَةِ الرُّحَضَاءُ

وَوُجُوهٌ كَأَنَّما أَلْبَسَتْهَا

مِنْ حَيَاءٍ أَلْوَانَهَا الْحِرْبَاءُ

وَدُمُوعٌ كَأَنَّمَا أَرْسَلَتْهَا

مِنْ جُفُونٍ سَحَابَةٌ وَطْفَاءُ

فَحَطَطْنَا الرِّحَالَ حَيْثُ يُحَطُّ

الْوِزْرُ عَنَّا وَتُرفَعُ الْحَوْبَاءُ

وَقَرَأْنَا السَّلاَمَ أَكْرَمَ خَلْقِ

اللهِ مِنْ حَيْثُ يُسْمَعُ الإِقْرَاءُ


مصطفى علي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس