هذا ما أقوله وألتزم به، أنا عندما أُدعى أن أقول شيءً في دين الله عز وجل أقول ما قد عرفتهُ فيما درسته في كتاب الله وسنة رسوله، و أنا لا أبالي برضا الناس وسخطهم، هذا المبدأ قد وضعته نُصب عيني وأرجو أن يتوفاني الله وأنا ملتزم بهذا الذي يقولوه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس(
هذا مبدأي الذي أسير عليه, وقد يقول لي أحدهم: ما موقفك من هؤلاء الذي يكفرونك ويقولون عنك كذا وكذا؟
موقفي أيها الأخوة إذا كان هؤلاء الإخوة مجتهدين في دين الله عز وجل ودلهم اجتهادهم على أنني مخطأ, ضال, تائه لكن انطلقوا إلى هذا من اجتهاد أخطئو فيه، فما على المجتهدين من سبيل أسأل الله أن يثيبهم على اجتهادهم، هذا إذا كان اجتهادهم الصافي عن الشوائب جعلهم يتهموني بالمروق ... الخ. نقول : إذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر واحد، و الله يثيبهم.
أما إذا كان سبب موقفهم هذا حقداً يهيمن على قلوبهم أو عداوة نفسية سيطرت على كياناتهم أو مصالح شخصية لا يرضى عنها الله عز وجل تسوقهم إلى ذلك فأنا عندئذ إذا أدعو بما دعا به سيدي الشيخ الشيخ أحمد الرفاعي: اللهم من عاداني فعاده ومن كادني فكده ومن بغى علي فخذه ومن نصب لي هلكةً فأهلكه، هذا إذا كان ينطلق من حقد، من ضغينة، من مصلحة ذاتية يريد أن يضحي بسبب مصلحته بالدين كله أو البلد كله أو أي شيء ففي هذه الحالة هذا هو دُعائي, أما إذا كان مجتهداً فما على المجتهدين من سبيل وليتكلم الذي يريده.
أيها الأخوة دعونا نعاهد رب العالمين ونحن سوف نرحل إليه أن لا نضع نصب أعيننا إلا رضا الله عز وجل، دعونا ننشد ونحن نسير إلى الله نخاطب الله بهذا الكلام :
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ وليتك ترضى و الأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب ترابُ
هكذا نُخاطب ربنا عز وجل , ومن هذا المنطلق أدعو لهذا البلد ومن هذا المنطلق أدعو بالهداية للقائمين على شؤون هذا البلد, أنا ليس عندي حقد , أنا عندي ود , أحب أن يرحم الله عباده جميعاً , أحب أن يهدي الله عباده جميعاً , هذا هو المبدأ الذين ننطلق منه .
نحن الآن أيها الأخوة نرى شيئاً غريباً عجيباً، عصر المونتاج و عصر الغرف السوداء وعصور غريبة وعجيبة جداً , صور لا أصل لها تركب .
الآن وصل المونتاج لعندي , في أول أسبوع قامت به مسيرة كنت خطيب الأموي أثناء الخروج من المسجد كان في ثلة قليلة في مدخل المسجد من الداخل, أُناس لم يشتركوا في الصلاة ولكنهم كانوا ينتظرون خروج المصلين ولما خرج المصلون اندسوا بينهم و بدؤوا بالهتاف , طبعاً أنا قلت عن هؤلاء الناس أن جباههم لا تعرف السجود , كانوا ينتظرون في داخل المسجد ريثما يخرج المصلون , فيندمجوا فيهم , وكأن الكل يهتفون , ويأتي من يسقط كلامي هذا على كل المسيرات في كل المحافظات ويجعلني أتهم كل الناس بأنهم لا يصلون , هذا مثال للمونتاج الذي يُختلق بواسطته شهادة زور , هذا شيء لا نرضى عنه ولا يرضى الله عز وجل عنه.
أسئل الله عز وجل أن يجعل الإخوة الذين يلاحقونني بهذا السؤال لا يلاحقونني بعد ذلك بهذا السؤال.
(لرؤية المقطع السابق صوت وصورة اكتب على الغوغل : موقف الدكتور البوطي من منتقديه يوتيوب )
د.محمد سعيد رمضان البوطي :
حائز على شهادة الدكتوراة من كلية الأزهر بدرجة الشرف الأولى
رئيس قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة قبل سابقاً
يشرف على رسائل الدكتوراة في جامعة دمشق
له أكثر من 60 مؤلفاً في مختلف الاختصاصات
صاحب حال وكلام مؤثر وهذا أمر يعرفه كل من حضر أو سمع دروسه ودعاءه
كثيرالبكاء من خشية الله وقد قال (صلى الله عليه وسلم ) :
" عينان لاتمسهما النار ، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله "
كان يصلي صلاة الاستسقاء في الجامع الأموي بعد القحط وانقطاع المطر لفترة طويلة فكان ينزل المطر وهم لايزالون في المسجد
كان ينتهز الفرص للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعندما طلبوا منه صلاة الاستسقاء بين لهم أن سبب انقطاع المطر هو سماح الدولة ببعض المنكرات وبين لهم بعضها والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر "
وفي ختام هذه المقالة فأذكركم بضرورة احترام العلماء وعند وجود أمر لم نفهمه أو لم يعجبنا أن نسكت ولا نتكلم ونحسن الظن بهم فالمصيب في الاجتهاد له أجران والمخطىء له أجر والله يقول : " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
والعلماء من شعائر الله.
أو لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا "
رواه أحمد في المسند
فقد نفى النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون من المسلمين من لا يجل كبيرنا أو عالمنا فكيف إذا كان كبيرنا وعالمنا ؟!
أو لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام :" أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل "
فكيف إذا كان من حملة القرآن وأصحاب الليل ؟!
أما سمعتم الإمام النووي يقول : إذا لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي في الأرض ؟!
والله يقول : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب "
وتذكروا قول الإمام النووي : واعلم يا أخي أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ،فمن تعرض للعلماء بالثلب (بالذم) ،بلاه الله قبل موته بموت القلب.
فصونوا ألسنتكم عن البذاءة والغيبة والسب والشتم وقلة الأدب عن سائر الناس فضلاً عن العلماء والصالحين ، قال (صلى الله عليه وسلم ): "وهل يكب الناس في النار على وجوهم إلا حصائد ألسنتهم".
ومن قال أن د. البوطي حذاء أو رسمه في حذاء أو قال عنه حمار أو سأدوسه بالأقدام فهذا فعل في غاية الوقاحة وقلة الأدب والأخلاق.
والحديث يقول : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "
" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي "
إن النهي عن المنكر واجب شرعي، فلينهى بعضنا بعضاً عن مثل ذلك ودلوا إخوانكم على هذه المقالة لتكسبوا الأجر وتمحوا الوزر .
وأنا أعلم أن هناك من الناس بعد كل هذا الذي ذكرته يصر على رأيه ويستكبر أن يغيره . " لقد جئناكم بالحق ،لكن أكثركم للحق كارهون "
"ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن "
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .