قرأت مقالة للأستاذ أبو يحيى السوري في توضيح موقف فضيلة الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي من الأحداث في سورية وهي مقالة رائعة ستكون نبراساً لمن أراد الحق فأردت أن أوردها لمزيد من الفائدة :
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اللهم انصر ثورتنا وارحم الذين قتلوا من إخواننا واشف جرحانا وفك أسرانا وأسقط النظام عاجلاً غير آجل يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين .
أما بعد :
فإننا في هذا العصر عصر الفضائيات والإنترنت أصبح الدخول لأي منها ممكن لأي أحد مهما كان كان مستواه الثقافي أو الديني أو الأخلاقي ، وفي هذه الظروف التي تمر ببلدنا سوريا تظهر وتنشر أخبار من هنا وهناك وتصريحات وشائعات عن فلان وفلان من الناس عن أحداث الثورة في سوريا ولا يتسنى لكثير منا التحقق من صحة هذه الأخبار لذلك مصير هذه الأخبار التصديق .
ومن بين هذه الأخبار التي نشرت أن أكبر عالم في سوريا العلامة د. محمد سعيد رمضان البوطي قد وصف المتظاهرين بأن وجوههم لا تعرف الصلاة وأنهم حثالة وأنهم ينتعلون المساجد لمقاصدهم .
وقد انتشر هذا الخبر بكثرة وبث على الإنترنت والفضائيات وأغلب الناس صدق هذا الخبر ولم يكلف نفسه بالتحقق من الموضوع .
وأذكر هنا كلمة للشيخ عدنان العرعور في قناة وصال عندما تم إرسال هذا المقطع فقال لابنه نتأكد من صحة هذا الكلام حقيقة وأمانة وهذا هو التصرف الصحيح قبل أن نتهم أي أحد بأنه أخطأ لأننا سنحاسب على كلامنا ولكن على ما يبدو أن الشيخ عدنان لم يكن عند الوقت الكافي للتأكد
إن الله عز وجل يقول : (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) فعندما نسمع أحياناً كلاماً غريباً من شخص ما يجب أن نتأكد ونسأله للتحقق من صحة فهمنا ولهذا فقد أمضيت وقتاً طويلاً جداً في تتبع مقاطع الفيديو ومشاهدة ما قبلها وما بعدها وقمت بمراسلة الدكتور البوطي واطلعت على فتاويه وقرأت ما كتب عنه حتى أقف على حقيقة الموقف ، وعند التحقق والرجوع إلى ما قاله د. البوطي كانت المفاجأة الكبرى، كل الكلام عار عن الصحة تماماً وارجعوا إلى أول الكلام وما بعده تجدوه تحدث عن ثلة من الناس في المسجد جلست داخل المسجد عند الباب من الداخل قرب باب المسجد الأموي من جهة ساحة المسجد الهوائية ولم يشتركوا في الصلاة حتى إذا انتهت الصلاة دخلوا في الصفوف وبدؤوا بالهتافات فهؤلاء هم الذين تحدث عنهم .
ثم إن هذا المونتاج وصل أخيراً للدكتور البوطي وعلق عليه بنفسه فأترككم مع كلامه لتعرفوا هل هو قال أو اعتقد بأن المتظاهرين لا يصلون أو أنهم حثالة
د. البوطي لم يتكلم على المتظاهرين وإنما على أشخاص معينين في يوم جمعة معين رآهم بعينه في مؤخرة المسجد لم يصلوا الجمعة ولكن بعض الكذابين بتروا الكلام :
لم اتهم المتظاهرين سواء المؤيدين او المعارضين بأن جباههم لا تعرف السجود أو الصلاة ولكني تحدثت منذ 5 أسابيع عن ثلة من الشباب كانت تنتظر خروج المصلين من المسجد الاموي دون ان يشاركوهم في الصلاة
عند باب الجامع، وراحوا يعلنون هتافات المعارضة، وكان ذلك. عند باب الجامع حتى اذا خرجوا اندسوا في صفوفهم وكان ذلك في اول أسبوع ظهرت فيه
المسيرات أما المونتاج الذي تعمد إليه بعض الأقنية والمواقع، لإقران حديثي ذاك، بجموع ومظاهرات لاعلم لي بها فهو عمل لا أخلاقي منبوذ
محمد سعيد رمضان البوطي
فكم كنا مخطئين عندما تركنا التحقق من اتهام سخيف ضد عالم كبير مثل البوطي وكم ظلم وشتم وكم وقع الناس جراء ذلك في المحرمات .
وكيف يمكن أن يتهم المتظاهرين بأنهم لا يصلون وهو صلى بهم إماماً في المسجد الأموي، أيعقل أن يفهم الكلام بهذه الطريقة الغبية ؟ ثم يأتي بعض البسطاء ويقرن حديثه هذا وبين مشهد دعاء في حمص ليثبت للدكتور البوطي أن المتظاهرين يصلون ؟!
ثم إنه كيف من الممكن أن يصف المتظاهرين بأنهم لا يصلون والمظاهرات تخرج عقب الصلاة ؟
ثم إنه كيف من الممكن أن يصف المتظاهرين بأنهم لا يصلون وأنهم حثالة وينتعلون المساجد ثم يصلي عليهم ويسأل الله لهم أن يجعل لهم أجر الشهادة .