قلوب العارفين لها عيون . . . تري مالا يري للناظرينا
و ألسنة بأسرار تناجي . . . تغيب عن الكرام الكاتبينا
و أجنحة تطير بغير ريش . . . إلي ملكوت رب العالمينا
و ترتع في رياض القدس طرا . . . و تشرب من بحار العارفينا
لهم لهج بذكر الله دوما . . . فلا تلقاهم إلا ذاكرينا
تراهم تاركين لكل شغل . . . إلي داعيهم متسابقينا
فغابوا عن نفوسهم وعنهم . . . وعن زوجاتهم و عن البنينا
عباد أخلصوا لله حتي . . . دنوا منه و صاروا واصلينا
إذا قال النقيب لهم هلموا . . . إلي الذكر آتوه مسرعينا
و إن قال النقيب الله الله . . . يخروا راكعين و ساجدينا
فلولا أن موتهم لوقت . . . و مقدار لصاروا ميتينا
و لكن كلمة دائمة الإخلاص حقا . . . تروحهم و تحييهم يقينا
فيا بشري لهم ظفروا بكنز . . . خلت منه ملوك العالمينا