عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2012, 08:01 AM   #2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

08 رد: سيدي المرسي ابو العباس رضي الله عنه


من قطوف كراماته

وبالبحث والمعرفة وجدنا انا سيدى أبو العباس المرسى ذو كرامات ومواقف اكثربكثير مما يتصوره باحث ولذا فقد آثرنا استعراض بعض من كراماته التى مازالت عامرة بها قلوب مريديه .· فنجد انه كان رضى الله عنه يجلس أمام البحر وسط أصحابه فيشاهدون يهوديا يأتى أبو العباس ماشيا على الماء فينظراليه أصحاب المرسى ويقولون ماذا يفعل هذا الرجل ويناديه المرسى فيأتى إليه ويهمس له فى أذنه ويقول له أما آن الآوان لك أن تسلم فيتركه اليهودى ويرحل وظل الحال هكذا عدة أيام حتى جاء اليهودى وحينما هم بالمشى على الماء سقط فى الماء وكاد يغرق فتناثرت الاسئلة الحائرة فى عقول المشاهدين للحدث حتى أتى به سيدى المرسى وسأله عما حدث له أمام تلاميذه فقال له اليهودى : لقد كان لى شيطانا استمع لحديثه وأءتمر بأمره وعندما خلوت إلى نفسى وحدثتها بما أفعل من اخطاء وسألتها عن الصواب وبحثت عنه انصرف عنى ولم يعد يحملنى على الماء والهواء .



· حكى الشعرانى فى طبقاته أن السلطان يعقوب أمر بذبح دجاجة وخنق أخرى وطبخهما وقدمهما إليه وجلس معه ليأكل فلمانظر الشيخ أبوالعباس إليهما أمرالخادم برفع المخنوقة وقال هذه جيفة ، وقال : لولا تنجس الأخرى بالمرق النجس لأكلت منها.

· وفى أحد الأيام قال سيدى أبو العباس للعارف نجم الدين الأصفهانى: ما اسم كذا وكذا بالعجمية؟
فتوهم الأصفهانى أن أبا العباس يحب أن يقف على اللغة العجمية، فأتى إليه بكتاب “الترجمان”. قال أبو العباس: ما هذا الكتاب؟. قال: كتاب الترجمان. ضحك الشيخ وقال: سل ما شئت بالعجمية أجبك بالعربية، أو سل ما شئت بالعربية أجبك بالعجمية. وسأل الأصفهانى بالعجمية فأجابه أبو العباس بالعربية، وسأله بالعربية فأجابه بالعجمية. وقال: يا عبد الله، ما أردت بقولى ما اسم كذا إلا مباسطتك، وإلا فلا يكون صاحب هذا الشأن ويخفى عليه شئ من الألسنة ( اللغات ).

· ومن محاسن فطنته وذكاءه وحسن تصرفه أنه قال خرجت من المدينة الشريفة لزيارة قبر عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله تعالى عنه فلما كنت في أثناء الطريق تبعني إنسان فلما وصلنا لقينا باب القبة مغلقا ثم انفتح لنا ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا فلقينا عنده رجل يدعو فقلت لرفيقي هذا من الإبدال والدعاء في هذه الساعة مستجاب فدعا إلى الله تعالى أن يرزقه دينارا وسألت الله أن يعافيني من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة فلما رجعنا وقربنا بالمدينة لقينا إنسانا فأعطى رفيقي دينارا فلما دخلنا المدينة وقع نظر الشيخ أبي الحسن علينا فقال لرفيقي يا خسيس الهمة صادفت ساعة إجابة ثم صرفتها إلى دينار هلا كنت مثل أبي العباس سأل الله تعالى أن يعافيه من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة وقد فعل له ذلك قلت هذا معنى ما روى عنه وإن لم تكن جميع ألفاظها بعينها. وفى السطور القادمة نتجول سريعا فى بستان سيرته المعطرة بالعلوم المحمدية .. فنقطتف زهور من حياته مما ذكره العلامة الصوفى الجليل سيدى أحمد بن عطاء الله السكندرى الذى تشرف بحفظ سيرته وسيرة أستاذهما أبا الحسن الشاذلى وألف فيهما كتابا سماه لطائف المنن ونستنشق عبير سيرته من طبقات الأولياء للحافظ لسيرة علماء اهل الصفوة سيدى عبد الوهاب الشعرانى فهو كما جاء ذكره فى سيرته أبو العباس المرسى بمدينة مرسيه المولود فى 616ه.(1219م) و نشأ بها و هي احدي مدن الأندلس و إليها نسب فقيل المرسى و لما بلغ سن التعليم بعثه أبوه إلي المعلم ليحفظ القرءان الكريم و يتعلم القراءة و الكتابة و الخط و الحساب. و حفظ القرءان في عام واحد و كان والده عمر بن علي من تجار مرسيه فلما استوت معارف أبي العباس و ظهرت عليه علامات النجابة ألحقه والده بأعماله في التجارة و صار يبعثه مع أخيه الأكبر أبو عبد الله فتدرب علي شؤون الأخذ و العطاء و طرق المعاملات و استفاد من معاملات الناس و أخلاقهم وصارت بهم الحياة على سجيتها حتى عزم أبيه على الحج لبيت الله الحرام فجمع اهله واستقلوا المركب حتى إذا قاربوا الشاطيء التونسى هبت عليهم ريح عاصفة أغرقت السفينة غير أن عناية الله تعالي أدركت أبا العباس و أخاه فنجاهما الله من الغرق ... و قصدا تونس وأقاما فيها و اتجه أخوه محمد إلي التجارة و اتجه أبو العباس إلي تعليم الصبيان الخط و الحساب و القراءة و حفظ القرءان الكريم .

لقاءه بمعلمه أبو الحسن الشاذلى

وفي تونس سمع أبى العباس عن سيدى أبي الحسن الشاذلي وعن محاسنه وعلو قدره وغزارة علمه ورفعة مناقبه فقرر أن يتجه إليه وعن لقاءه بأستاذه أبي الحسن الشاذلي يقول أبا العباس : " لما نزلت بتونس و كنت أتيت من مرسيه بالأندلس و أنا إذ ذاك شاب سمعت عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي و عن علمه و زهده و ورعه فذهبت إليه و تعرفت عليه فأحببته ورافقته " وعنه قال الشاذلى " والله ما أعادنى إلى تونس إلا هذا الشاب فقد رفع لنا منذ عشرين عاما " ولازم أبو العباس سيدى أبا الحسن الشاذلي من يومها ملازمه تامة و صار لا يفارقه في سفر ولا في سكن، ورأي الشاذلي في أبي العباس طيب النفس و طهارة القلب و الاستعداد الطيب للإقبال علي الله فغمره بعنايته و اخذ في تربيته ليكون خليفة له من بعده و قال له يوما يا أبا العباس ما صحبتك إلا أن تكون أنت أنا و أنا أنت .

عصيدة ياقوت العرش

ويذكر ابن عطاء الله فى لطائف المنن أن سيدى المرسى كان بصحبة أحد تلاميذ سيدى أبو الحسن الشاذلى " تزوج أبو العباس من ابنة سيدى الشاذلي و أنجب منها محمد و احمد وبهجه التي تزوجها سيدى ياقوت العرش الذى له حكاية طريفة وغريبة مع المرسى حيث فوجئ أصحاب المرسى به فى أحد أيام الصيف الحارة يصنع لهم عصيدة (دقيقٌ يُضاف إليه الماءُ ويُحرَّك على نارٍ هادئة حتَّى يغْلُظَ قوامُه فَيُصَبُّ عليه السَّمنُ واللَّبنُ المُحَلَّى بالعَسَلِ أو السُّكَّر ) فقالوا له يا أبا العباس إنها من طعام الشتاء نظرا لدسامتها وسخونتها فقال لهم والله أنها من أجل الاحتفاء بأحد تلاميذى قد الذى ولد اليوم بالحبشة واسمه ياقوت .. ومرت الأيام والسنين وجاء سيدى ياقوت وتعرف عليه شيخا ابا العباس و أخبر تلاميذ وذكرهم بيوم العصيدة فسألو سيدى ياقوت عن عمره ويوم مولده فحسبوه فوجدوه موافقا ليوم العصيدة وصار من أمجب تلاميذ المرسى وتزوج من ابنته بهجة ويجاور مسجده مسجد استاذه بميدان المساجد المطل على باب البحر بشاطئ الاسكندرية المحروسة .

وأقام أبو العباس المرسى رضي الله عنه 43 عاما بالإسكندرية ينشر فيها العلم و يهذب فيها النفوس و يربي المريدين و يضرب المثل بورعه و تقواه,و استأذن أبو العباس سيدى الشاذلي في القيام بأمر الدعوة في القاهرة و اتخذ من جامع أولاد عنان مدرسة لبث تعاليمه و مبادئه بين الطلاب و المريدين و اتخذ هذا المسجد مأوي له و كان يذهب إلي الإسكندرية ليلتقي بسيدى أبي الحسن ثم يعود إلي القاهرة و لم يستمر طويلا إذ عاد و استقر بالإسكندرية .

و في عام 656ه. (1258م.) اعتزم الشيخ أبو الحسن الشاذلي الحج فصحب معه جماعة من إخوانه و علي رأسهم أبو العباس المرسى و أبو العزائم ماضي و فى طريقهم للحج توفى الله سيدى أبا الحسن وهى القصة المعروفة عنه و دفن بحميثرة من صحراء عذاب و هي في الجنوب من أسوان بمحافظة البحر الأحمر.

و لما أدي الشيخ أبو العباس فريضة الحج بعد وفاة سيدى الشاذلى عاد إلي الإسكندرية فتصدر مجالسه وأخذ شانه في الارتفاع و ذاع صيته فأمه الطلاب و المريدون من جميع البلاد و رحل إليه الزوار و ذوو الحاجات من جميع الأقطار و توافد عليه العلماء و الأمراء و الأغنياء و الفقراء.

و كان إذا جاء الصيف رحل إلي القاهرة و نزل بجامع الحاكم و صار ينتقل بينه و بين جامع عمرو بن العاص بالفسطاط ليلقي دروسه و مواعظه و كان أكثر من يحضر دروسه من العلماء خاصة عند شرحه لرسالة الأمام القشيري .



40 عاما فى رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام



و كان رضي الله عنه علي الطريقة المثلي من الاستقامة و الزهد و الورع و التقوى و كان حاد الذهن قوي الفطنة نافذ الفراسة سريع الخاطر زكي الفؤاد مستنير البصيرة حسن الطباع..( كما جاءفى وصفه بالموسوعة الحرة ) و حظى رضى الله عنه من كل فن بنصيب وافر و أتقن علوما كثيرة فكان فقيها و أديبا و عالما بأمورالحياة فكان يخبر أصحابه قائلا : لي أربعون سنة ماحجبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوحجبت عنه طرفة عين ماعددت نفسي من جملة المسلمين.

و قد ظل أبو العباس المرسى يدعو إلي الله ملتزما طريق التقوى و الصلاح ناشرا للعلوم و المعارف بين الخلق و مهذبا لنفوس الطلاب و المريدين حتى وفاته في الخامس و العشرين من ذي القعدة 685ه. (1287م.) و دفن في قبره المعروف خارج باب البحر بالإسكندرية .

كتبى أصحابى

و لم يترك سيدى أبو العباس المرسى شيئا من آثاره المكتوبة فلم يؤلف كتابا و لم يقيد درسا و لكنه ترك من التلاميذ الكثيرين فقد تخرج علي يديه في علم التصوف و آداب السلوك و مكارم الأخلاق وكان يقول (كتبى أصحابى )ومن أشهر تلاميذه الذين صحبوه فى رحلة دعوته الدينية وتعلموا منه العلوم الكسبية الأمام البوصيري و ابن عطاء الله السكندري و ياقوت العرش الذي تزوج ابنته و ابن الحاجب و ابن اللبان و ابن أبي شامة و غيرهم الكثيرون.

ونختتم حديثنا الذى لا نهاية له فى مناقب صاحب السيرة الزكية علامة زمانه وآوانه سيدى أبو العباس المرسى بكنزمن كنوز علمه وهو من أشهراقواله رضي الله عنهحيث يقول :

" الأنبياء إلي أممهم عطية و نبينا محمد هدية و فرق بين العطية و الهدية لأن العطية للمحتاجين و الهدية للمحبوبين قال رسول الله صلي الله عليه و سلم إنما أنا رحمة مهداه."

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس