لك كل التعازي أخي الأفندي فأمثال الخليفة جعفر لو بكيناهم الدهر كله ما وفينا ، فحق لنا أن نبكي ولكن ليس بدموع الحسرة والندم ولكن بدموع الغبطة والفرح ، فقد قام والدنا الخليفة جعفر بآداء رسالته كاملة بكل صدق ووفاء وقوة وحكمة وحزم وكان قاسما مشتركا بين الختمية وكافة الكيانات الدينية والسياسية في المنطقة ورغم كل ذلك ما سمعناه يوما يشتكي الإقصاء ولا يعتب علي المواقف المضادة بل كان ذهبا خالصا لا يصدأ ولا يفتته الدهر فكان دائما ما يوصينا قائلا ( مافي عوجة شدو حيلكم ) وبهذه الكلمات البسيطة والواعية والصادقة كانت هممنا وأرواحنا ترتفع الي عنان السماء فكان تلك الواحة الظليلة والوارفة التي تحنوا علينا حنو المرضعات علي الفطيم من غير فرز فكل الختمية أبناؤه وإخوانه لا فرق بينهم فكما يبذل لهم الثريد ويكرمهم ويطعمهم كذلك يبذل لهم مثل ذلك مضاعفا أضعافا مضاعفة محبة خالصة تعرف في وجهه البشوش وحديثه الصادق ، وإن كان الخليفة جعفر قد فارقنا بجسده المبارك لكن روحه لا زالت حية وكلماته ما زالت تتردد فترهف لها أسماعنا طالما أن هذه الراية مرفوعة تتراقص كلما حركتها لواعج الحنين إلي تلك الأيادي البيضاء التي عاشت طول عمرها ممسكة بها معلنة للدنيا أنها لن تنخفض .