عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2012, 11:22 AM   #14
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Mnn رد: إسلام بروفيسور الرياضات الأمريكى جفرى لانغ...والمنام العجيب..!


"حسنا ، وشكرا للمشاركة ، أعتقد أنه سيكون لك مستقبلا فى الطب ، ومن الآن سأدعوك ، دكتور "قنديل" ، ابتسم ممتنا للمجاملة .
وأخذ على عاتقه ، أن يرينى سان فرانسيسكو . وأينما ذهبنا ، وجدت الناس تعرفه "تحبه ربما كانت كلمة أليق": عمدة المدينة ، رئيس البوليس ، نجوم الروك ، أصحاب الصيدليات ، حتى بعض الناس فى الشارع . كان كريما جدا ، ويشعر أقل الناس بأنهم مهمين . فى نفس الوقت ، كان متفتحا ومتواضعا >
لا يمكنك إخفاء شئ عن محمود ، فهو قد قبلك كما أنت . مهارته الكبيرة كانت مع الناس !!! يمكنه اكتشاف ما يؤلمك ، ويجعلك تنساه ، على الأقل مؤقتا . كان ساحرا ، مرحا ، من الصعوبة أن تتقدم عليه خطوة فى أى موضوع . لقد ذهبت معه لأماكن كثيرة ، ورأيت كيف الحفاوة به . كان عالما لم أره من قبل ، سيارات فارهة ، ملابس ، مجوهرات ، مطاعم ، مأكولات شهية ، يوخوت ... الكثير من الرفاهية . تألق فى كل اتجاه -- كالثلج !!! ولكن مناقشات باردة ، لا حياة فيها ، ليس لها معنى . كنا كنجوم تافهة نلعب أدوارا ثانوية . كل منا كان يبحث فقط عن قضاء وفت طيب ، مشغول بأن يكون "فى" ، "ومعها" ، "ومودرن" . لم تكن هناك بهجة ولا سعادة ، ضحكات فارغة . لم أشعر فى السابق بهذه المعاناة ، كما شعرتها فى هذا الوقت بالذات . لم أنسجم مع هذا المجتمع ، ولم أكن أريد ذلك . وبالرغم من أن محود قد لعب هذه اللعبة ، إلا أنه هو أيضا لم يكن من هذا النسيج . أساسا ، فهو رجل متواضع وكريم . جاذبيته ، كانت نتيجة لبراءته ، وأمانته ، وروحه الطفولية ، وهذه الصفات لم تلوث ، رغم وجوده فى سان فرانسيسكو ، وذلك بأعجوبة . ولم أكن أنا فقط الذى يفتقد شيئا ما ، فمحمود أيضا كانت له معاناته الخاصة . لولا آلامه هو ، لما كان يستطيع أن يخفف آلام الآخرين . وكنت أتنمنى له منكل قلبى ، أن يجد ضالته .
قدمنى محمود لعائلته . لم يتضح لى فى البداية ، من يعول من !!! ولكنهم ذكروا الكثير عن أنفسهم أكثر مما ذكرت لهم عن نفسى . كان محمود هو الإبن الأكبر ، وله وضع المسئولية عن العائلة فى نظام الأسرة السعودية . وأخوه عمر ، كان طالبا نابها ، فى المواد العلمية بجامعة كاليفورنيا - بيركللى . وأختهم راجيا ، كانت أيضا طالبة فى نفس الجامعة ، تحمل كل الطيبة والنقاء . هوازن كانت خطيبة محمود الشابة . تشع عينيها بالذكاء الوقاد ، والإبتسامة الحلوة . وقد مات والده وهم أطفال ، وما زال الحزن يتغشاهممن حين لحين . أما والدته فتعيش وحيدة بالعودية ، وحولها مجموعة من الخدم يرعونها .
الفترة التى قضبتها معهم فى النزهة أو فى اليخت بالبحر أو فى تناول الطعام معهم فى منزلهم ، كانت من أجمل الفترات التى مررت بها منذ وقت طويل .
لم ننكن نتاقش فى الدين كثيرا ، وحينما يحدث ذلك ، فتكون أسئلتى هى الدافع للنقاش . لم أكن ألح فى السؤال ، لأنى كنت أفضل أن تبقى صداقتنا بعيدة عن مثل هذه الأمور . وقد شعرت بأنهم أيضا يرحبون بهذا الوضع . ولذلك فقد فوجئت حينما أهدى إلى ترجمة لمعانى القرآن الكريم من الأخ الأصغر ، وبعض الكتب عن الإسلام . كنت أعرف أنهم مرتبطين بعقيدتهم ، ولكنهم لم يكونوا ملتزمين بها بدقة ، كما أنهم لم يكونوا على صلة بأحد من ذلك الصنف . لا أعلم من هو الذى بدأ الفكرة لإعطائى الترجمة . فعمر كانت لديه الروحانية ، وراجيا عندها الشفقة ، كما أن محود يعرفنى جيدا . هل ذلك لأنهم أحسوا بعدم سعادتى ؟؟؟ على كل حال قبلت الهدية ، وشعرت أنها مشاركة شخصية منهم . وفى المقابل سأقرأه وأحاول أن أفهم ما وراءه . لا تستطيع أن تقرأ القرآن إلا إذا كنت جادا فى قراءته . إما أن تستسلم له ، وإما أن تدافعه .
من البداية القرآن يهاجمك بعناد ، وبشكل مباشر ، وشخصى ، ويناقشك ، وينتقدك ، ويضع العار عليك ، ويتحداك . من البداية يبدأ معك المعركة ، وقد كنت معه فى الجانب الآخر . لقد كنت فى الجانب الضعيف ، فالمؤلف يعرفنى أكثر من نفسى . الفنان قد يرسم العين تتابعك أينما ذهبت ، ولكن كيف يتسنى لمؤلف كتاب مقدس أن يتابع أفكارك ، ويتوقعها فى تقلباتك اليومية ؟؟؟ القرآن الكريم دائما يسبق ما أفكر فيه ، يزيل حواجز وضعتها أمامه منذ سنين طوال ، ويجيبنى على أسئلتى .
كنت كل ليلة ، أضع أسئلة واعتراضات ، وفى اليوم التالى أجد فيه الإجابة عليها .
الظاهر أن المؤلف كان يقرأ أفكارى ، ويضع الإجابة عنها فى الأسطر التالية التى سأقرأها !!! لقد وجدت نفسى خلال صفحات القرآن الكريم ، وكنت مرتعبا لما أراه . وجدتنى مدفوعا لزاوية لا أستطيع فيها إلا خيارا واحدا !!!
لابد أن أتكلم مع أحد ... ولكن ليس عائلة قنديل ... أكلم أحدا لا يعرفنى حتى لا يكون لديه أى توقعات . وفى يوم السبت ، كنت فى حديقة البوابة الذهبية ، متجها للخلف لمرتفعات دياموند ، وذلك بعد رياضة المشى اليومية .، وخطر لى حل : أن أذهب لمسجد الطلبة المسلمين فى يوم الإثنين .


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس