عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2012, 11:21 AM   #13
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Mnn رد: إسلام بروفيسور الرياضات الأمريكى جفرى لانغ...والمنام العجيب..!



( 4 )

صراع من أجل التسليم للإيمان

Struggling to Surrender Dedication

بقلم جفرى لانج

الفصل الأول
كان حصولى على درجة الدكتوراة فى ديسمبر 1981 ، وبقيت كمحاضر لفنرة دراسية أخرى ، بينما كنت أبحث عن عمل آخر . بقائى فى لافايت الغربية كان للتفكير ؛ لم يكن هناك شئ آخر أعمله . كانت لى كمدينة جامعية ، تصبح كمدينة أشباح ، حينما يذهب طلبتها فى أجازة . بها مطعم للأكلات السريعة ، قاعاتنا للسينما ، بضع كنائس ، ثلاث غسالات ، وبعض بقالات كبيرة . حينما تريد التجول فيها ، لا تذهب بعيدا حتى تجد المزارع حولك . كنت أمارس هواية المشى لعدة أميال كل يوم ، على الطرقات ، والثلوج السميكة تتحطم تحت قدمى ، كان هذا أقسى شتاء مر بى . البحر الأبيض اللون من حولى ، كان هادئا ممتعا ، وأنا غارق فى أفكارى . ولا أنسى المرأة الشابة التى جاءت لمكتبى للمساعدة . حينما فتحت لها الباب ، كانت أمامى مفاجأة !!! من المحتمل أنها امرأة شرق أوسطية تواجهنى . كانت مغطاة بالكامل ، باللون الأسود من أسفل إلى أعلى ، إلا وجهها وكفيها !!! وافقت على مساعدتها ، وفورا ، انطباعاتى السابقة عن المرأة العربية تحطمت . كانت طلبة خريجة فى الرياضيات ، ولما كانت تشارك فى مكتب ، كمكتبى ، أساتذة مساعدين ، فافترضت أنها مثلهم أستاذة مساعدة . ولكنى لم أتصور كيف تقف أمام طلبة من مواطنى إنديانا ، من أصول ألمانية ، بمنظرها هذا ؟؟؟ وفى نفس الوقت كانت متزنة وذات شخصية ، بمقارنتها بنفسى ، شعرت بالخجل منها . وجدت نفسى لا أجرؤ للنظر إليها ، بالرغم من أن وجهها جميل بشكل متألق .
وبالرغم من أنى شرحت لها ما تريد لمرتين ، شعرت بأنى أريد أن أتكلم معها مرة ثانية ... لا أعلم إذا كان ذلك كفضول منى أو هياما بها ... ربما كانا الإثنين معا . كانت هناك جاذبية داخلى ، وشعور لطيف نحوها أردت أن أتبينه . وفى عدة مرات كنت أهم بالطرق على باب غرفتها ، ولكنى لم أفعل ذلك مطلقا .
من إحتكاكى بالطلبة ، بدأت التعرف والإهتمام بالأديان الأخرى ، فقد بدأت الإحتكاك بطلبة من مصر والهند وباكستان واليابان والصين . وحتى هذه اللحظة ، كنت دائما أعتبر ظاهرة أستعراض الأنظمة الدينية المختلفة المختلفة ، بأن ذلك ضد عقيدة التوحيد . ولكنى الآن رأيت ، أن أساس العقائد متشابه إلى حد كبير ، ولكنها الرموز ، والطقوس ، والمقدسات هى التى تختلف . لربما كانت هناك قوة ، أو روح عالمية ، اخترقت كياننا ، كما كنت أعتقد . والرموز التى تعبر عن معرفتنا بهذه القوة ، تختلف بإختلاف الثقافات التى منها نشأت . هذا يفسر تعدد الأفكار . وبما أننا نتشكل حسب ثقافاتنا المختلفة ، فيمكننى الآن العودة إلى جذور دينى .
من الممكن الآن العودة ، ومشاركة أبى فى الذهاب لحضور القداس بالكنيسة . مراسلاتى المختلفة ، ومكالماتى التليفونية تشير إلى ما كنت أبحث عنه . يمكننى الآن الوقوف فى الصفوف الخلفية بالكنيسة ، كما كان يفعل أبى دائما ، منصتا باهتمام شديد للخطبة . على كل حال ، فكلماتها لم تصلنى ، فعلى ما أعتقد فالقس كان ، كأنه يخاطب أحدا غيرى ، هؤلاء الذين يعتقدون فيما يقول . وحتى هم ، أشعر أنهم لم يكونوا ينصتون له ، كما لم يفعلوا ذلك بالمرة فى أى وقت من الأوقات ، كما أتذكر . ولكن أنهم لابد أن يحصلوا على شئ ما من الإجتماع ، وإلا فلماذا يحضرون ؟؟؟ . وهذه لم تكن الحالة معى . وحينما كنا نخرج لأكل الفطائر بعد الكنيسة ، ، كان أبوى ، لمعرفتهم بشكوكى ، وبعدم اقتناعى ، يشاركونى تجاربهم الشخصية ، ويناقشونى فى هذه الشكوك ، وكنت أحبهم ، لمحاولاتهم هذه . كنت أعرف أنهم يحاولون مساعدتى . وقد حضرت الكنيسة ، لثلاث مرات متتالية . وكان من الصعب على ، أن أذكر لأمى ، بأنى لن أذهب معهم فى الحد الرابع ، حتى أنى لم أستطع النظر فى وجهها ، وأعطيتها ظهرى ، حينما جاءت لتوقظنى للذهاب للكنيسة . "الكنيسة ليس لى ماما" ، قلت لها ذلك . وكان هناك صمت لفترة وجيزة ، ربما للمحاولة فى أن تحثنى على الذهاب . ربما تكون قد أرادت ، أن تقول لى ، أعطى التجربة فترة أخرى ، وأن ثلاث مرات غير كافية للحكم . "حسنا بنى" ، قالت ذلك أمى أخيرا . بنغمة من اليأس والإنسحاب ، بقلب أم محبة وتتألم من طفلها الذى لا تستطيع مساعدته . أحسست رغبتى فى أن أقوم من السرير لأحتضنها ، وأتأسف لها . ولكنى لم أستطتع حتى الإلتفات إليها . بقيت صامتة بجوارى للحظات ، ثم سمعت وقع أقدامها تاركة الغرفة .
كان وجودى فى سان فرانسسكو ، لأبدأ من جديد ، فالأماكن الجديدة مناخ للفرصص الجديدة . يمكنك أن تفعل فيها شيئا مختلفا وغير متوقع ، وذلك لأنك ما زلت غير معوف . أساتذتى حثونى على أن أبحث عن مكان آخر ، ولكنى فضلت جامعة سان فرانسسكو للعمل فيها . لم أكن أعرف السبب . لم تكن مدرسة أبحاث ، كما أنى لم أكن أحب المدن الكبيرة . في بدايةِ الفصل الدراسي، حياتي الشخصية كَانتْ مثيرةَ وفوضويةَ . قررت أن أعيش لحظتى ، ولا أفكر فى المستقبل ولا الماضى . كان رائعا أن تحصل على مرتب حقيقى ، بدلا من مصاريف الإعاشة التى كنت أحصل عليها كطالب خريج كما تعودت .
كنت على وشك البدء فى محاضرتى الأولى ، حينما ظهر هذا الشاب العربى الوسيم ، ذو ملامح ملكية ، فى الباب الخلفى للقاعة - وأدلف إلى الحجرة . كان طويل القامة نحيف ، ويلبس ملابس تعكس حسن الذوق . ألتفت إليه كل من كان فى المحاضرة ، اعتقدت أنهم ربما وقفوا له . كان من الواضح أن الكل يعرفونه ، وأنه يعرف الجميع ، حيث وزع عليهم ابتساماته ، وإيماءته المؤدبة ، والكل يضحك وهو يأخذ مقعده . حدث تغير فى جو المجموعة .
كان لمحاضرتى علاقة بالأبحاث الطبية ، وسألت عما إذا كان أحد الطلبة له إلمام بالموضوع ليشارك ؟؟؟ فرفع هذا الشخص يده ، وأحسبه أنه أحد الأمراء . وبلهجة انجليزية سليمة ، وثقة فى النفس ، أخذ فى شرح الموضوع للصف . سألته ما اسمك ؟؟؟ قال اسمى "محمود قنديل" . فقلت له ، الظاهر أنك تعرف الكثير عن الطب ، هل هذا مجال دراستك ؟؟؟ أجاب بالنفى ،لا لقد قرأت هذا الموضوع فى احدى المجلات من أيام.


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس