بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله اجمعين
هذه القصيدة لشيخ الشيوخ أبى مدين، أعاد الله علينا من بركات علومه.... ءامين
والتخميس - للقصيدة المذكورة - لسيدى الشيخ محي الدين بن العربي ، قدس الله سره.
********************************************
يا طالبا من لذاذات االدنا وطرا &&& إذا أردت جميع الخير فيك يرى
المستشار أمين فاسمع الخبرا
مالذةُ العيش إلا صحبة الفقراء
هم السلاطين والسادت والأمرا
قوم رضوا بيسيرٍ من ملابسهم &&& والقوت لا تخطر الدنيا بهاجسهم
صدورهم خاليات من وساوسهم
فاصحبهموا وتأدب فى مجالسهم
وخلِ حظك مهما قدموك ورا
أُسلك طريقهموا إن كنت تابعهم&&& وأترك دعاويك واحذر أن تراجعهم
فيما يريدونه واقصد منافعهم
واستغنم الوقت واحضر دائما معهم
وأعلم بأن الرضى يختص من حضرا
كن راضيا بهم تسموا بهم وتصل &&& إن أثبتوك أقم أو إن محوْكَ فزل
وإن أجاعوك فجع أو أطعموك فكل
ولازم الصمت إلا أن سئلت فقل
لا علم عندى وكن بالجهل مستترا
ولاتكن لعيوب الناس منتقدا &&& وإن يكون ظاهراً بين الوجود بدا
وأنظر بعين كمال لا تعب أحدا
ولا ترى العيب إلا فيك معتقدا
عيبا بدا بيناً لكنه استترأ
تنل بذالك ما ترجوه من إرب &&& والنفس ذلل لهم ذلا بلا ريب
بل كل ذالك ذل ناب عن أدب
وحط رأسك واستغفر بلا سبب
وقم على قدم الإنصاف معتذرا
إن شئت منهم بريقا للطريق تشم &&&& عن كل ما يكرهوه من فعالك ذم
والنفس منك على حسن السؤال أدم
وإن بدا منك عيب فاعترف وأقم
وجه اعتذارك عما فيك منك جرى
لهم تملق وقل داووا بصلحكم &&& بمرهم العفو منكم داء جرحكم
أنا المسيء هبو لي محض نصحكم
وقل عبيدكم أولى بصفحكم
فسامحوا وخذوا بالرفق يا فقرا
لا تختشى منهم إذا أذنبت همتهم &&& أسنى وأعظم أن ترديك عشرتهم
ليسوا جبابرة تؤذيك سطوتهم
هم بالتفضل أولى وهو شيمتهم
فلا تخف دركا منهم ولا ضررا
إذا أردت بهم تسلك طريق هدى &&& كن في الذى يطلبوه منك مجتهدا
فى نور يومك وأحذر أن تقول غدا
وبالتفتى على الإخوان جد أبدا
حسا ومعنا وغض الطرف إن عثرا
أصدقهم الحق لا تستعمل الدنسا &&& لأنهم أهل صدق سادة رؤسا
واسمح لكل امرىء منهم إليك أسا
وراقب الشيخ فى أحواله فعسى
يرى عليك من استحسانه أثرا
وأسأله دعوته تحظ بدعوته &&& تنل بذالك ما ترجوه ببركته
وحسن الظن وأعرف حق حرمته
وقدم الجد وانهض عند خدمته
عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا
واحفظ وصيته زد من رعايته &&& ولبه إن دعا فورا لساعته
وغض صوتك بالنجوى لطاعته
ففي رضاه رضى الباري وطاعته
يرضى عليك فكن من تركها حذرا
***********
والزم بمن نفسه نفس مسايسة&&& فى ذا الزمان فإن الدنيا آيسة
منهم وحرفتهم فى النفس باخسة
************
واعلم بأن طرق القوم دارسة
وحال من يدعيها اليوم كيف ترى
*****************
يحق لى إن نأو عنى لألفتهم &&& الازم الحزن مما بي لفرقتهم
على انقطاعي عنهم بعد صحبتهم
*************
متى أراهم وأنى لى برؤيتهم
أو تسمع الأذن مني عنهم خبرا
*****************
تخلفى مانعى من أن ألائمهم&&& منهم اتيت فلمني لست لائمهم
يارب هب لي صلاحا كي أنادمهم
*************
من لي وأنى لمثلى أن يزاحمهم
على موارد لم آلف بها كدرا
*************
جلت عن الوصفى أن تحصى مآثرهم&&&على البواطن قد دلت ظوهرهم
بطاعة الله فى الدنيا مفاخرهم
***************
أحبهم وأداريهم وآثرهم
بمهجتى وخصوصا منهم نفرا
************
قوم على الخلق بالطاعات قد رؤسوا&&&منهم جليسهم الآدب يقتبسوا
ومن تخلف عنهم حظه التعس
**************
قوما كرام السجايا حيثما جلسوا
يبقى المكان على آثارهم عطرا
**************
فهِم بهم لا تفارقهم تزد شغفا&&&وإن تخلفت عنهم فانتحب أسفا
عصابة بهم يكسى الفتى شرفا
************
يهدي التصوف من أخلاقهم طرقا
حسن التأف منهم راقنى نظرا
************
جررت زيل افتخاري في الهوى بهم&&&لما رضوني عبيداً في الهوى لهم
وحقهم في هواهم لست أنسهم
******
هم أهلى ودي وأحبابي الذين هم
ممن يجر ذيول العز مفتخرا
**************
قطعت فى النظم قلبي في الهوى قطعاً&&&وقد توسلت للمولى بهم طمعا
أن يغفر الله لي والمسلمين معاً
*************************
لا زال شملى بهم فى الله مجتمعا
وذنبنا فيه مغفورا ومغتفرا
*******************************
ياكل من ضمه النادى بمجلسنا&&&ادعوا الإله بهم يمحو الذنوب لنا
وأدعو لمن خمس الأصل الذى حسنَ
****************
ثم الصلاة على المختار سيدنا
محمدٍ خيرا من أوفى ومن نظرا
**************