- أنت كنت من أتباع الترابي فهل طوال الفترة السابقة كنتم تنقادون لرجل كافر, هذا كلام غريب؟
لا لم يقدنا.. سنة 1979م أنا كنت طالباً بالجامعة وكنت اتجاهاً إسلامياً وبمجرد ما عرفت انحرافه عن الدين تركته ولم أستمر معه... وواجهته في المنابر لأن لديه كتاباً سماه تجديد أصول الدين.. ما في إنسان عاقل يدعي بأنه يريد تجديد أصول الدين الإسلامي.. كيف يجدد.. ماذا فضّل بعد ذلك في الدين؟ فأصل الشيء هو أساسه وركنه والمنشأ الرئيسي فهو يريد نسف وهدم الأصول كلها فلا يبقى أي إسلام، ويصبح الدين يجدد كالثوب الخلق كما يدعي هو يريد التغيير واستبدال الدين بدين آخر!! هل يجدد القرآن؟ هل تجدد السنة الحديث النبوي؟ هل يجدد القياس والإجماع، كيف يتم ذلك؟ هذه أصول الدين.. هناك كليات شرعية لأصول الدين في الجامعات. الرجل بمجرد مناداته بتجديد أصول الفقه الإسلامي قُمت عليه وهاجمته بلا هوادة ولم أقف حتى هذه اللحظة لكن في عام 1981م وقع في يدي شريط كاسيت سمعته يسب فيه الأنبياء سباً صريحاً يقول فيه إن الرسول (ص) يكذب وإن يونس شرد وإن الصحابة ليسوا عدولاً وأقيمت عليهم الحدود. والترابي يطعن في صحيح البخاري ومسلم ويطعن في كل الكتب الصحاح فحينما وجدت أن الترابي أبعد النجعة ولا يؤمن بأي جزئية في الدين أصدرت كتاب (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول). هذا الكتاب طبع 3 مرات طبعة كانت في مصر وكل علماء الأزهر الشريف قرأوا هذا الكتاب وراجعوه واقتنعوا بكفر الترابي ووجدوا أنه لا سبيل غير تكفيره نتيجة لأقواله الكفرية وبالفعل الكتاب أجازه الأزهر الشريف بوجود 12 من علمائه وقالوا إن هذا الكتاب مهم للغاية للأسف وفي ذلك الوقت كان من الصعب علي نشر وتوزيع هذا الكتاب (سلمنا نسخة منه) لأن الترابي كان في الحكم ولا يسمح بالكتاب الذي دخل سرا.
- كيف دخل سرا؟
والله عندما أحضرته معي من القاهرة في (كراتين) فطريقة دخوله للسودان كان عبر صحبة راكب في المطار وواحد من الإخوان المسلمين بالجمارك ساعدني في إدخال الكتاب كان يضحك عندما اطلع على الكتاب (وشال الكراتين) وأخرجها ونجا الكتاب من رقابة جمارك مطار الخرطوم.
- ثم ماذا؟
بعدها وزعناه في المساجد بصورة شخصية لم يكن يسمح بتوزيعه ووضعه في المكتبات العامة.
- متى كان ذلك؟
تقريبا في النصف الثاني من الثمانينات الكتاب صدر لكن الطبعة هذه كانت الثالثة من نوعها فقد سبق وأن طبع مرتين وطبعناه في مطبعة أحد شيوخ الإخوان المسلمين وهو الشيخ عيسى مكي أزرق وكانت في مدرسة من مدارس الإخوان المسلمين وتبناه الاخوان لكنهم تعرضوا لضغوط شديدة من قبل الترابي بل وهددوا بالقتل والتصفية.
- من هددهم بالقتل؟
الترابي وأتباعه، فالإخوان لم يكونوا مستعدين للدخول في معركة مباشرة مع أنصار الترابي كان هناك تقريظ وتقديم من شيخ صادق عبد الله والدكتور الحبر يوسف نورالدائم وثالث هو الدكتور محمود عبد الله برات، فتقديم شيخ صادق والدكتور الحبر تم سحبهما من فاتحة الكتاب لكن برات كان مستعداً لخوض المعركة لنهايتها.. لكن دكتور الحبر نورالدائم سئل من قبل وأكد أن المكتب التنفيذي اطلع على الكتاب وأقره (بس الحاجة الوحيدة التي ليس لهم بها علم) هي عنوان الكتاب. وقال صحيح الترابي شتم الرسول ففي رحلة خاصة بالإخوان المسلمين أكد الدكتور الحبر أن الترابي فعلاً شتم الرسول (ص) لأن هناك أخواناً كانوا يشنون علي حملة بسبب هذا الكتاب.
- وما هو الدافع وراء الحملة؟
بعضهم كان متعاطفاً مع الترابي وأنني أدخلت الإخوان في معركة لكن الكتاب لم يطبع إلا بعد أن قرأه شيخ صادق وصحح عباراته ثم قام الدكتور الحبر نورالدائم بتصحيح على تصحيح الشيخ صادق بالقلم الأحمر ثم صدر الكتاب بعد ذلك... لكن تبعات الكتاب تحملتها أنا والدكتور محمود عبد الله برات... والكتاب تبناه الأنصار ووزعوه في المعركة الانتخابية وأحد قادة حزب الأمة أكد أن الكتاب عرض على الصادق المهدي وأوصى بطباعته وقال لولا هذا الكتاب لما اكتسحنا انتخابات دارفور نتيجة للتركيز الذي قامت به الجبهة في الغرب بعد دفع أموال طائلة بعد أن أخذوا عهد من الأنصار هناك.
- هذه شبيهة بقوله في الانتخابات الماضية" أُكلُوا توركم وأدوا زولكم" أليس كذلك؟
صحيح لكن هم تعاملوا مع القضية من ناحية سياسية ونحن نتعامل معها على أساس عقدي، يعني ليست لدينا مشكلة مع الدكتور الترابي إلا في معتقداته وأفكاره لكن هم مشكلتهم سياسية فالمعركة فكرية، ونحن ندافع عن العقيدة والدين لكن السياسيين يستخدمون التكفير في الصراع السياسي.. فالرابطة الشرعية قالت إنها ليست لديها مشكلة مع الصادق المهدي، مشكلتها في الدين ويجب على الصادق ألا يضيق صدره من الرأي الآخر، وأنا أعتبر أن الصادق المهدي خرج من طوره حتى أيام كان حاكماً لم يكن متسلطاًَ لكنه ضاع في الحوار الفكري، أما الفتنة أساسها الترابي وليس الصادق المهدي فالترابي راكب في المخطط الغربي وليست له وطنية بينما الصادق المهدي رجل وطني والترابي هو أستاذ الصادق في هذه المسائل غير أن الصادق المهدي الوطنةي (عندو) واضحة وأكثر مصداقية من الترابي، فالصادق المهدي أول من نبه لقضية الصوملة والأفغنة واللبننة، والترابي ليست له وطنية.. ثم انظر لمن أصلحت بينهما هي هالة عبد الحليم شيوعية مثلها مثل الخاتم عدلان وحق هؤلاء ليسوا كفاراً هم قالوا عن أنفسهم أنهم ليسوا مسلمين لماذا نخلهم ونتبرع لهم بالإسلام وهم رفضوا نؤسلمهم بالقوة لماذا؟؟ هو قال لا يؤمن بالله.
- لكن الإسلام وسط يا شيخ أحمد؟
مثل وسطية عصام البشير ويوسف الكودة.. هذه إسلام أمريكي من قال أنا غير مسلم لا نكفره (إيه الحلاوة دي) هناك ناس ليبراليين أكثر من الليبراليين أنفسهم، المنهج الأمريكي يريدون إدخاله في الإسلام هذا لن يحدث.
- هل الكودة وعصام البشير يمثلون الإسلام الأمريكي؟
قطع شك هل هم أعطوك فرصة لكي تصنفهم تصنيفاً آخر؟ هم أنفسهم يحملون نفس الأفكار الغربية وأن المرأة مثل الرجل والمرتد فكرياً لا يتم استتابته لكن الأسوأ من يوسف وعصام البشير هو الترابي يريد تمييع الدين (النصراني والمسلم واليهودي)، كلهم مؤمنون.. هذه أفكار الصادق المهدي والترابي والكودة وعصام البشير.. يقولون ذلك على استحياء كلهم (ماشين) في الدين الأمريكي و(غرقانين فيه).. هؤلاء عقيدتهم مفهومة، عصام البشير عمل وسطية في الكويت لكن البرلمان الكويتي قام بطرده وجائزة الملك الأردني عبد الله بن الحسين هي (أيقونة) ماسونية لماذا لأنه طرح طرحاً يشكك المسلمين في دينهم لأن الوسطية ببساطة ليست دينا... أصلاً نحن كمسلمين وسطيين وحينما تأتي وتقول إن داخل الدين في وسطية هذا يعني انك صنفت الناس لوسطيين آخرين ليسوا كذلك، هذا تفريق بين المسلمين.
- لكن بهذه الصورة أنت تنزع حقهم في الاجتهاد؟
يا أخي هذه قضايا لا يوجد فيها اجتهاد، الله تعالى أنزل قرآناً من فوق 7 سموات والقرآن نزل في قضايا أصول الدين وهذا ليس فيه اجتهاد، لا اجتهاد مع النص يعني الكفار يدخلون النار أنت تأتي وتقول الكفار يدخلون الجنة كيف يستقيم هذا؟ الآيات الصريحة القطعية الدلالة والأحاديث قطعية الدلالة لا يوجد فيها اجتهاد.
- مقاطعة أنت هنا تغلق باب الاجتهاد إذن؟
الاجتهاد موجود وكلنا ندعو له لكن هناك فرق بين الاجتهاد والتجني والافتئات على الله تعالى.. العلماء الآن يجتهدون في النوازل وليس في النصوص وأصل الدين، هذا لا يمكن حتى الحركة الإسلامية تؤمن بذلك والطرق الصوفية والسلفيين والإخوان المسلمين متفقون وكلهم من أهل السنة والجماعة لكن الترابي قال إنه ضد السنيين وضد الصوفيين وضد الاخوان المسلمين يعني أنه ضد السودان كله هذا ما قاله قي حوار الجريدة، وقال إن الشعب السوداني الذي يتابع صراع الرابطة الشرعية مع الصادق المهدي مسكين والله (مسكين إنت).