بالعودة إلى المذكرتين مستصحبين معنا المستجد الأبرز في الساحة السياسية وهو مشاركة حزبنا في الحكومة نجد أنه من الواضح أنه ليس هناك مذكرة حقيقية وأخرى زائفة بحسب ما يراد له أن يترسخ, بل مذكرة تمثل رؤية وأخرى مضادة لها وبحسب تأريخ كتابة المذكرة لا ناريخ النشر فإن الموسومة ب ( الحقيقية ) هي الأولى.
أما إذا تحدثنا عن لغتها الرصينة الواعية وطرحها الذي يتماشى مع ما يقبله عامة الناس كونه ينتقد بصورة مباشرة كل ممارسات الإنقاذ التي عانى منها الشعب السوداني بدءا من الإنقلاب إلى المفاصلة ثم الانفصال إلى مشكلة دارفور إلى الفساد والمحسوبية, فإنها مذكرة تتقمص روح الحركة الإسلامية المشفقة على مستقبلها خاصة وقد قدل في مرابعها السلطوية - ولو بحظ حقير - عدو يفقدها سلاح المزايدة بالإسلام من أجل الكسب السياسي الرخيص, ذلك هو الاتحادي الأصل بقيادة الرجل الذي لا تنصرف إلا إليه كلمة ( مولانا ) متى ما أطلقت مجردة من الإضافات.
أما المذكرة الأخرى فهي في تقديري مذكرة عجولة أريد بها سحب البساط من تحت مذكرة أخرى
ولا اقول حقيقية لأنه ليس هناك ما يمنع أن تخرج غدا مذكرة أخرى وتوصف بأنها هي الحقيقية!!
أقول عجولة لأنها ركيكة ويبدو عليها هزال الصياغة وخوار المنطق, فضلا عن كونها تتحدث بلسان الحزب الحاكم!! وتمدح الانقلاب والانفصال وتتحدث عن تجرد القيادات وكفاءتها وتتحدث عن النهضة الاقتصادية وتمدح الحرب الجهادية وبالجملة فالمذكرة كأنها رد على مذكرة تدور في الساحة وتتحدث بلسان ينقض ما تمدحه وتثبت خلافه!!
فهما تياران إذا
أحدهما قرأ الواقع ومآلاته وفكر ثم قدر أن يكتب مذكرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
وتيار آخر انتبه للأمر واستبق المذكرة بمذكرة!!
كخطوة أولى لتنفيس النفخة بكسر عنصر المفاجأة ولا باس أن يصاد بهذا الحجر عصفور آخر هو خلق بلبلة يضيع معها أثر المذكرة المستهدفة
سنعود بحول الله بمقارنة لنصوص المذكرتين