بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة بداءً وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسما
الْحَمْدُ للهِ الَّذي أرسَلَ لَنا مَنْ بِالْحَقِّ سَنّ ،وجَعَلَ لَنا مِنَ البِدَعِماهُوَ حَسَنٌ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على صاحِبِ الصَّوْتِ والوَجْهِ الْحَسَنِ، أَبي القاسِمِ جَدِّ الْحُسينِ والْحَسَنِ.
وبعد:تحتفل الامه الإسلامية في هذه الايام الطيبة المباركة بذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شُكْرٌ للهِ تعالى عَلَى أنَّهُ أظهره في مِثْلِ هَذا الشَّهر والْمَوْلِدُ فيهِ اجْتِمَاعٌ على حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اجْتِمَاعٌ على ذِكْرِاللهِ وَذِكْرِ شيء مِنْ سيرَةِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد الف العلماء عدد من المولد على منهم الامام المجدد السيد محمد عثمان الميرغني الختم رض الله عنه ويشمل ،نَسَبِهِ الشَّريفِ، وشيء مِنْ صِفَاتِهِ الْخَلْقِيَّةِ والْخُلُقِيَّةِ، وَفيهِ إِطْعامُ الطَّعامِ لِوجْهِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى واللهُ تعالى يَقول :
{ وَيُطْعِمُونَا الطَّعَامَ عَلَىحُبِّهِ مِسْكِينً اوَيَتِيمًا وَأَسِيرً} [سورةالإنسان، 8] ،بَعْدَ هذا كَيْفَ يُحَرِّمُ شَخْصٌ يَدَّعي العِلْمَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ فَرَحًا بِوِلادَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم ؟ نشأة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر ابن تيميه عن محمد بن سيرين قال: " ثبت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا : لونظرنا يوماً فاجتمعنا فيه فذكرناهذا الأمرالذي أنعم الله به علينا .. فقالوا : يوم السبت، ثم قالوا : لانجامع اليهود في يومهم ، قالوا : فى يوم الأحد، قالوا : لانجامع النصارى في يومهم، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة، فاجتمعوا في بيت أبي أمامه بن زرارة رضي الله عنه فذ بحت لهم شاة فكفتهم، قال ابن الحاج في توصله إلى دليل على تخصيص هذا اليوم للتذكير بنعم الله تعالى وبالمولد، لسرور بالمولد، وشكراً لله تعالى على ما أكرم به من هذا الميلاد، ولم لا ؟! أليس هم احتفلوا بيوم معين يشكرون الله به على ما أنعم عليهم ؟ فهذه بدعة حسنة، وعمل المولد بدعة حسنة، ونحن نعمله شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، وما هوهذا الأمرالذي أرادوا تذاكر ما أنعم الله به عليهم ومن ثم الاحتفال بأكل الشاة؟ أليس ذلك الأمرهونعمة الإسلام وكفى بها من نعمة ؟ ومن أتانا بالإسلام؟ أليس هو سيدّنا وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟..
قال القاضي :
وحيث أن خروج آدم في يوم الجمعة من الجنة سبب لوجود الذرية الذين منهم الأنبياء والأولياء وسبب للخلافة فى الأرض وإنزال الكتب وقيام الساعة سبب تعجيل جزاء الأخيار وإظها رشرفهم فزعم أن وقوع هذه القضايا فيه لايدل على فضلهم في حيزالمنع قال القاضي : وقدعظم اللّه هذا اليوم ففرض على عباده أن يجتمعوا فيه ويعظموا فيه خالقهم بالطاعة لكن لم يبينه لهم بأمرهم بأن يستخرجوه بأفكارهم وواجب على كل قبيل اتباع ما أدى إليه اجتهاده صوابا...