[عوض حسن خوجلي]

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم .

وبه الإعانة بدءاً وختماً وصلَّى الله على سيِّدنا مُحَمَّدٍ ذاتاً ووصفاً واسماً

نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) يوسف 76)

تابع الإحتفال بالمولد النَّبوي الشَّريف:
أعِزَّتي الكُرماء نواصل بكم ومعكم أقسام البدع عند العُلماء .
قسَّم الإمام النَّووي رحمه الله البدعة إلى حسنة وقبيحة وذلك في كتابه تهذيب الأسماء واللغات .
وقد جاء عن رَسُولٍ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.
لانُخدع بكلام الوهابية الذين يقولون فيه أن يحيي الإنسان سُنَّة من سنن رَسُولٍ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحديثهم باطل لأنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن كان سنة حسنة . فإنه لم يسن سنة سيئة لنحييها. بل هذا إعتداء منهم .وهذه شيمتهم .
كما قسَّمها العز بن عبد السَّلام رحمه الله في كتابه القواعد إلى خمسة أقسام
1/ واجبة .
2/ مندوبة .
3/ مكروهة .
4/ مباحة .
5/ حرام .
يعني أنَّ هنالك بدعة واجبة ككتابة زيد بن ثابت رضي الله عنه للقرآن في صعيد واحد .
فالمولد النَّبوي الشَّريف يقودنا للصَّلاة على سيِّدنا مُحَمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم وهي مطلوبة شرعاً .
ويقود لإطعام الطعام وإجتماع المؤمنين وكل الأعمال التي نقوم بها في الإحتفال فهي مطلوبة شرعاً.
وكما أسلفنا ما يقود للمطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ولو كان حراماً .
وبحمد الله كل الممارسات التي تُمارس مطلوبة شرعاً وفي ذات الوقت ليست مُحرَّمة .
وكلنا يعلم أنَّ سيِّدنا حسَّان رضي الله عنه كان يمدح سيدنا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ داخل المسجد وعندما دخل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليهم وكان ذلك في خلافته لحظ إلى حسان رضي الله عنه
( أي نظر إليه غاضباً ) .
فقال سيِّدنا حسَّان رضي الله عنه لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنظر أو لاتنظر فقد كنتُ أنشد الشِّعر في هذا المكان وفيه من هو أفضل منك .
فبعد البينة جلس سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه معهم سامعاً للإنشاد .(( الخبر ورد في الصحيحين )).
فالإنشاد هو المدح .وقد حدث داخل المسجد وبحضور سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و سيِّدنا مُحَمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم يأمرنا أنْ نستن بسُنَّته وسُنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ونعض عليها بالنَّواجز ( صحيح مسلم ). لِذا نواظب على النُّور البرَّاق داخل مساجدنا .
يقول القاضي أبوبكر بن العربي صاحب كتاب أحكام القرآن أنَّ البدعة ما خالف السُّنَّة أمَّا مالم يخالف السنة فهو ليس بدعة .
أعِزَّتي الأماجد كثيراً مانسمع بأنَّ الفاطميين هم أوَّل من إبتدع الإحتفال بالمولد النَّبوي الشَّريف وهي معلومة خاطئة . وسنتناولها المرة القادِمة إنْ شاء الله . ونبيِّن من هو أوَّل من إحتفل بالمولد النَّبوي الشَّريف على صورته التي عليها نحن الآن .
وحينها نجد أنَّ الوهابية حاولوا تحريف التَّاريخ وعلى رأسهم التَّقلاوي في كتابه العقيدة الرُّكن الأوَّل تحت عنوان المولد .