[عوض حسن خوجلي]

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم .

وبه الإعانة بدءاً وختماً وصلَّى الله على سيِّدنا مُحَمَّدٍ ذاتاً ووصفاً واسماً

(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) يوسف 76.

تابع الإحتفال بالمولد النَّبوي الشَّريف.
كثيراً ما نسمع بأنَّ الإحتفال بدعة ولكن الأمر ليس كذلك . فقد قال الحافظ ابن رجب في كتابه (جامع العلوم والحكم )عندما تعرض لحديث العرباض بن سارية قال: قال : رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى الله عليه وسلَّم :
عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
قال المُراد بالبدعة ما أُحدِث وليس له أصل في الشَّرع .وقد ابتدع سيِّدنا عُمر رضي الله عنه صلاة التَّراويح على إمامة سيِّدنا أبي بن كعب .
مِنْ البدع الحسنة أيضاً قول سيِّدنا بلال رضي الله عنه الصَّلاة خيرٌ مِنْ النَّوْم في الآذان الثَّاني لصلاة الصُبح.
والبدع الحسنة كثيرة جداً لايمكن حصرها في هذا المقام لكن نختتمها ببدعةٍ ومن صحيح البُخاري وهي من رواية سيِّدنا رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه وهي قول سمع الله لمن حمده وربّنا ولك الحمد في الصَّلاة لم تكن موجودة حينما شُرعت الصَّلاة بل أحدثها أحد الصَّحابة رضوان الله عليهم حينما أدرك الرِّكوع مع سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فحمد الله في سره لإدراكه للرِّكوع وعندما رفع سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الرِّكوع قال : سمع الله لمن حمده .
فقال :الرَّجل وراءه بصوتٌ مُرتفع ربُّنا ولك الحمد .
قال : سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رأيتُ بِضعاً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيُّهما يكتبها أوَّلاً .
صلَّى عليك الله ياسيدي يا رسول الله صلَّى الله عليك وسلَّم يامن أعطاك الله جوامع الكلم وحسن الخطاب .
*** بدعة وفي الصَّلاة وتتسابق الملائكة لكتابتها لما فيها من سرٍ عظيم .
فما الظن بالعبد الذي طول عُمره بأحمدا صلَّى الله عليه وسلَّم مسروراً ومات موحِداً.
أعِزَّتي الكرام إلى هُنا نستودعكم الله إلى أن نلقاكم وأقسام البدع عند العُلماء الأجِلَّاء .