[وليد قاسم]

جاءته امراة في ضحوة احد الأيام في صيف 1982 , جاءت بكي وتندب فوقعت عليه وأمسكت قدميه وحلفت عليه بان يذهب معها الى المستشفى حيث ترقد ابنتها في حالة صعبة بلا حراك , بعد أن مسها من عالم الغيب ما مسّها فأصبحت مقعدة , مشلولة , وقد تغير شكلها وانعقد لسانها وأصبحت كمن مسه الجن بل كالجن نفسه , فعافها القريب وخافها الطبيب فأهملت في زاوية من زوايا المستشفى .
فما كان هناك بد من أن يخرج معها بصحبة أحد التلاميذ الى المستشفى , وتسامع الناس بالخبر فأسرع من كان قريبا من أهل الاعتقاد ليشهدوا المواجهة المرتقبة بين شيخهم وذلك المعتدي من عالم الغيب , ودخل الخليفة الى فناء المستشفى في كامل هيئته وهيبته ولثامه المهيب , فتجمع الأطباء حوله ومضوا خلفه الى حيث ترقد المسكينة .
ولما وصل الركب اليها

والتقت عينا الخليفة بعينيها
نظر اليها نظرة .....
فاحصة .....
طويلة .....
غامضة .....
آمرة ....
زاجرة .....
رهيبة .....
وساد السكون .....
وخفقت القلوب .....
بل كادت قلوب بعضهم تطير

وتسمر كل في مكانه لما يزيد على عشر دقائق

والخليفة لا يخفض طرفه عنها .....
ثم قفل راجعا باتجاه باب الخروج !